اختتام الدورة الثالثة لموسم الشرفاء القواسم أولاد افرج
اختتم يوم السبت 13 شتنبر 2019 فعاليات الدورة الثالثة لموسم الشرفاء القواسم أولاد افرج وسط مجموعة من الإشادات الإيجابية من طرف زواره اللذين عبروا عن ارتياحهم و عن التنظيم المحكم و المميز الذي عرفه الموسم الذي نظم ٬مابين 12 و 14 شتنبر ٬2019 من طرف جمعية الصقارين القواسم أولاد افرج و جمعية العثامنة للتنمية الاجتماعية والجمعية الرياضية للسماعلة و جمعية بئر سيدي سعيد بالسماعلة٬ تحت شعار « الموروث الشعبي ذاكرة للمستقبل وعطاء واعد لجيل صاعد».
و قد انطلقت ٬يوم الخميس 12 شتنبر ٬2019 بدوار العثامنة بزاوية القواسم أولاد افرج٬ الدورة الثالثة لموسم الشرفاء القواسم أولاد افرج في أجواء احتفالية بهيجة طبعها إقامة استعراض فلكلوري متنوع بحضور مكثف للجمهور خاصة منه العائلات. و قدمت بالمناسبة فرق محلية للفلكلور والمديح الديني باقة من الأناشيد الدينية والابتهالات والمدائح صاحبتها زغاريد النساء وروائح والبخور والعطور التي عمت فضاء الموسم. وأبدعت من جهتها ستة فرق الخيالة والبارود لمنطقة أولاد افرج في رسم لوحات فنية متناغمة٬ بحيث امتزجت فيها رقصات الخيول التي يمتطيها فرسان بألبسة تقليدية وطلقات البارود- التي ترمز لقيم الشجاعة والفروسية والبطولة المتأصلة لدى الشرفاء القواسم مثلما يعكسه الموروث الثقافي الشعبي. وبالموازاة مع ذلك٬ أقيم معرض في الهواء الطلق تضمن نماذج لمنتجات الصناعة التقليدية والحرف المحلية وأدوات الصيد بالصقور. و تم نصب في ذات الفضاء المفتوح 8 خيم ضخمة مجهزة بالأفرشة التقليدية لاستقبال الزوار الذين يستقبلون بمشروب الشاي وأطباق من الحلوى التقليدية.
وشهد موسم الشرفاء القواسم أولاد افرج خلال هذه الدورة الثاثة حضور السيد رئيس دائرة سيدي اسماعيل و رجالات السلطة المحلية و السيد رئيس جماعة زاوية القواسم وعدة شخصيات مدنية٬ إضافة إلى عدد كبير من الشخصيات المنتمية لمنطقة دكالة. وعرف أيضا الموسم حضور جموع غفيرة من المواطنين من جميع المناطق المجاورة لزاوية القواسم كبولعوان و الشعيبات و متوح و مڭرس و أولاد حمدان .. و لقي الموسم استحسان كبير من قبل القاسميين و الزائرين له لأنه اكتسى رمزية تاريخية بالمنطقة .
وحفلت الدورة بأروع الحفلات والأمسيات الدينية والقرآنية نظمها حفظة القرآن بزاوية القواسم أولاد افرج٬ و بأنشطة فنية فولكلورية شعبية ومسابقات في فن التبوريدة و استعراضات لفن الصيد بالصقور ومعارض للطبخ المحلي وللمنتوجات المحلية. كما تميز حفل الختام باستعراض مكثف لفرسان التبوريدة٬ حيث كانت طلقات البارود ممزوجة بصيحات الجمهور من المهووسين ب”التبوريدة” تتسلل إلى مسمع كل من تطأ قدمه الموسم.
و في الختام، كما جرت العادة و قبل الطلقة الختامية الموحدة للفرسان، تمت قراءة ” الفاتحة ” و الدعاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس و الأسرة الملكية الشريفة، ولكل من ساهم في إنجاح هذا التجمع القاسمي.
وتجدر الإشارة إلى أن الموسم لقي استحسانا كبيرا من طرف الساكنة والزوار على حد سواء،كما أشادت عدد من الفعاليات بالتنظيم المحكم الذي سهرت عليه الجهات المنظمة وعلى رأسها السيد محمد الغزواني والذي تابع عن كثب مختلف تفاصيل التظاهرة ووفر لها كل ظروف النجاح ووعد بأن يكون الموسم في السنة المقبلة بحلة جديدة و أنشطة موازية متنوعة ومشاركات فاعلة لوفود عربية.
رحلة إلى المزرعة النموذجية لشركة البوادي بقبيلة القواسم
نظمت رحلة إلى المزرعة النموذجية ” الدراع “بأحد أولاد فرج ٬ من طرف جمعية الصقارين القواسم بأحد أولاد افرج بإقليم الجديدة، بشراكة مع شركة بوادي للصيد السياحي و مجموعة من الجمعيات الوطنية الاجتماعية، و على رأسها الباحثة السيولوجية الدكتورة سمية نعمان جسوس و أسطورة ألعاب القوى المغربية نوال المتوكل.
فبمبادرة من الباحثة السيولوجية الدكتورة سمية نعمان جسوس و أسطورة ألعاب القوى المغربية نوال المتوكل، قام ٬يوم الأحد 15 شتنبر 2019 ، مجموعة من الاساتذة الجامعيين و الباحثين و الاطباء و أطر وطنية بزيارة المزرعة النموذجية البيداغوجية ” الدراع ” بقبيلة القواسم بأولاد فرج٬ و كان هدفهم هو اكتشاف ما تزخر به المنطقة و دعم بعض أهاليها ٬حيث استمتعوا هناك بجمال هذه المزرعة وخصائصها. وتخلل ذلك عدة أنشطة من بينها طهي الكسكس على الطريقة التقليدية المحضة٬مما أضفى على الزيارة جوًا من المرح.
هذه الرحلة حسب تصريحات عدد كبير منهم والذين لم يسبق لهم زيارة المنطقة كانت خلابة غناء و لم يتخيلوا قيمة ما تتميز به، حيث تكتنفها الحيوية والنشاط،٬ بالإضافة لبعض المعالم الاثرية.
وتناول المشاركون في الرحلة الشاي المنعنع و عدة أنواع من الحلويات المغربية٬ بالإضافة إلى “الكسكس” و فواكه المنطقة في أجواء حميمية جميلة يعمها الفرح والسرور.
و بإقامة المزرعة المفروشة على الطريقة العربية الأصيلة٬أخذ الكلمة الباحث في عالم البيزرة و الصقار المتميز السيد محمد الغزواني رئيس جمعية الصقارين القواسم بأحد أولاد فرج ٬فأشار إلى أن الصقارة تعتبر من أبرز الرياضات التقليدية التي مارسها العرب على العموم و الشرفاء القواسم على الخصوص منذ غابر السنين٬حيث انتقلت مهاراتها عبر الأجيال ليتم إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث الإنساني العالمي غير المادي كتراث إنساني ٬من خلال تنسيق دولة الإمارات العربية المتحدة وتعاونها مع 12 دولة عربية وأجنبية من بينها المغرب في إعداد الملف الدولي للصقارة٬ انطلاقا من حرصها واهتمامها بالحفاظ على الصقارة كتراث عالمي وسعيها للحفاظ على هذه الرياضة التي يمارسها العديد من الصقارين حول العالم وحمايتها من الانقراض.
و زاد قائلا بأن استمرار الوَلَع بتربية الصقور بقبيلة القواسم ومشاهدتها وتدريبها على الصيد حتى وقتنا الحالي لم يكن مجرد صدفة٬ بل بفضل الجهود الجبارة التي قامت بها جمعية الصقارين القواسم بأحد أولاد افرج و مجموعة من المهتمين الدكاليين الذين يعدون من رواد الصحافة بدكالة.
أوضح السيد محمد الغزواني رئيس جمعية الصقارين القواسم بأحد أولاد افرج بأن رياضة الصيد بالصقور تعتمد على الصبر والتعاون بين الطائر و الصقار٬ذلك لأنه نتيجة معاملته لطائره برفق ورحمة يحصل الصقَار على ثقة طائره وطاعته.وجاء أيضا في مداخلته:«هناك أشياء لا بد من معرفتها، كطريقة التدريب والأمراض التي تصيب الصقر وكيفية التأقلم مع جو الصقور، لذا عند تدريب الصقور٬هناك خطوة مهمة في موضوع الصقارة أو في الصيد بالصقر،وهي إعداد الصقر إعداداً كاملا للطاعة والامتثال لأوامر الصقار.و لكن لكي نتكلم عن الصقر وتدريبه٬يجب أن نتكلم عن الصقر نفسه فهناك فرق بين الصقور وكيف تأتي ومن أين تأتي وما أنواعها، ويشمل عالم تدريب الصقور أيضاً المعرفة بمن هو الصقار أو ما هي الأمور التي يجب على الصقار اتخاذها.نعم٬نعلم أن كل إنسان يستطيع أن يتعلم٬ولكن ليس كل إنسان يستطيع أن يصبح صقاراً. وذلك لأن الصقار يجب أن يكون صبوراً ٬نافذ البصر قوي السمع٬ صافي الصوت ٬ ولديه معرفة جيدة بأخلاق الصقور وطبائعها ومميزاتها من يقظة وذكاء. و الصقار يجب أن يكون ملماً بعالم الصقر الذي يهتم به٬ ويعرف طبائع الطيور والثدييات التي يصطادها الصقر. كذلك يجب أن يكون الصقار ملماً بتركيب الصقر الجسماني٬ وأن يعرف كل التطورات التي تحدث في ريشه وعيونه ومنقاره ومخالبه التي يجب أن يراقبها الصقارجيداً». ويضيف محمد الغزواني:«إن عملية تدريب الصقور لا يستهان بها، فهي طريقة تحتاج إلى صبر و خبرة جيدة من الصقار٬ لأنه في البداية يكون الطير وحشا٬ أي بمعنى انه غير أليف٬وفي هذا الوقت٬ تبرز قدرة الصقار في ترويض صقر.وتبدأ عملية التدريب بنقل الطير على يد الصقار محجوب النظر٬ ثم يقوم المدرب بإعطاء الصقر اللحم الطري٬ وهو ينادي عليه٬ ويلمسه بيده برفق وحنان٬ويظل هكذا يأكل و يسمع صوت مدربه دون أن يراه، حتى يبدأ في الاطمئنان إلى صاحبه… وبعد أن يتأكد المدرب من ان الصقر بدأ يحس بشيء من الاطمئنان٬ يقوم الصقار بأخذ “الكوبيل” بكل هدوء وتأن٬وذلك ليعطي للصقر فرصة مشاهدة العالم الجديد من حوله ٬ويكرر هذا مرات عدة في اليوم.ويحرص الصقار دائما أن يكون ذلك في مكان هادئ بعيد عن الضوضاء والحركة كي لا يفزع الصقر .ويعتبر وقت غروب الشمس هو أفضل الأوقات للتعليم خاصة في الأيام الأولى.وقد يستغرق تدريب الصقر أكثر من أسبوعين، وبعد ذلك٬يبدأ الصقر في التعود على صوت صاحبه٬ فيلتفت نحوه كلما نادى عليه .مع العلم٬ بأن عملية المران تبدأ من مسافة قصيرة، حيث يربط الصقار صقره بخيط طويل من قدمه ويأخذه إلى الخلاء. وبمساعدة أحد من زملائه٬ يستطيع أن يذهب بالصقر لمسافة قصيرة تقارب الخمسين متراً تقريباً، ثم يبدأ صاحبه في النداء عليه بصوت عال بالاسم الذي أعطاه له ، و يكرر النداء مرات عدة ، وعندما ينتبه الصقر لنداء صاحبه٬ يقوم الصديق برفع “الكوبيل” عنه٬ و يطلق الصقر٬حيث يطير نحو صاحبه٬ والذي بدوره يقوم بإعطائه الطريدة. وتتكرر هذه العملية مرات عدة قبل عملية التدريب الأخيرة. و في التدريب الأخير٬ يقوم الصقار بالنداء على صقره من مسافة بعيدة. ».
و قبل أن تنتهي الرحلة، استمتع الجميع بعرض فني في رياضة الصيد بالصقور و أخذ بعض الصور التذكارية مع الصقور و مربيهم.
و عن هذه الزيارة التاريخية، صرحت لنا الباحثة السيولوجية الدكتورة سمية نعمان جسوس قائلة : « في البداية، اسمحوا لي أن أعبر باسمي الخاص و باسم كل المشاركين في هذه الزيارة عن شكرنا و امتناننا للشرفاء القواسم و على رأسهم السيد محمد الغزواني.. نشكرهم على حفاوة الاستقبال و كرم الضيافة.. لقد سررنا كلنا باكتشافنا لهذه المنطقة و نعبر عن اعتزازنا و فخرنا بنجاح هذه المبادرة. أما عن منطقة قبيلة الشرفاء القواسم، فهي تستحق الزيارة من دون شك؛ فهي خلابة بكل ما للكلمة من معنى، فهي تجتمع فيها كل المواصفات، وطبعًا آثارها الشهيرة و ولعها بفن تربية الصقور. من ناحية الطبيعة، فهي مغرية جدًّا؛ فسواء كان الهدف السياحة أو الاكتشاف أو أصالة الانسان المغربي ، فإن التجربة المميزة مضمونة… و أظن أن المغاربة يجهلون بلدهم، و لا يعرفونه حق المعرفة. فالمغرب أرض معطاء بثرواتها المعدنية و الفلاحية و البحرية و الحضارية ، وتنوع وغنى خيراته و فنونه و مآثره. لا يضاهيه إلا تنوعه الثقافي والإثني القبلي، حباه الله سبحانه وتعالى بجمال الطبيعة والإنسان. أما عن مجموعتنا، فهي تقوم بزيارات لعدة مناطق ببلادنا. ليس الهدف منها السياحة، بل الاكتشاف و التعرف على ما يزخر به مغربنا و ملاقاة أهله البسطاء قصد التحدث معهم عن مشاكلهم اليومية من إيجاد حلول لها و مساعدتهم على تخطيها حسب ما في استطاعتنا و مجهوداتنا…نحن تجولنا المغرب بطريقة مختلفة، سافرنا بين أغلب مدنها بالسيارة، وسافرنا بين الجبال والوديان ، رحلاتنا هي طريقة مختلفة للتعرف على أرض أجدادنا. مرة أخرى ،لا بد أن أشير إلى أمر مهم، مفاده أن السواد الأعظم بل والغالبية العظمى من المغاربة لا يعرفون عن المغرب وتاريخه وأهله البسطاء وحتى جغرافيته، إلا عناوين سطحية وبسيطة جدا، على الرغم من ادعائهم الإحاطة بخباياه…».
ومن جانبه، عبرالباحث في عالم البيزرة و الصقار المتميز السيد محمد الغزواني رئيس جمعية الصقارين القواسم بأحد أولاد فرج ، عن سعادته و رضاه و افتخاره بزيارة هذه المجموعة من الكفاءات الوطنية ، وقال « غايتنا من استقبال مثل هذا الوفد هو تحفيز الناشئين و تجشعيهم على ممارسة رياضة صيد الصقور وغرس مهاراتها لديهم منذ سن مبكرة، من أجل إعداد جيل متسلح بقدرات وإمكانيات تؤهله للحفاظ على التراث العريق للشرفاء القواسم ، وأن تبقى رياضات الأجداد راسخة في الأجيال المتعاقبة، حيث أن هذا النوع من الرياضات التراثية عموما ورياضة الصيد بالصقور على وجه التحديد تعلم الناشئين الصبر والطموح وتحمل المسؤولية، وهي مكونات نأمل من خلالها بناء شخصيتهم، لجعلهم يسيرون على خطى الصقارين المحترفين، ونزرع إرثا نحصده بعد سنوات برؤية جيل جديد يحافظ على هذا الموروث الثمين. كما أن الهدف الاستراتيجي هو التعريف بالمنطقة على الخصوص و إقليم الجديدة على العموم و مؤهلاتهما المتعددة».