انطلقت ٬يوم الأربعاء 20 شتنبر ٬2017 بدوار السماعلة بزاوية القواسم أولاد افرج٬ الدورة الأولى لموسم الشرفاء القواسم أولاد افرج في أجواء احتفالية بهيجة طبعها إقامة استعراض فلكلوري متنوع بحضور مكثف للجمهور خاصة منه العائلات. و قدمت بالمناسبة فرق محلية للفلكلور والمديح الديني باقة من الأناشيد الدينية والابتهالات والمدائح صاحبتها زغاريد النساء وروائح والبخور والعطور التي عمت فضاء الموسم. وأبدعت من جهتها فرق الخيالة والبارود لمنطقة أولاد افرج في رسم لوحات فنية متناغمة٬ بحيث امتزجت فيها رقصات الخيول التي يمتطيها فرسان بألبسة تقليدية وطلقات البارود- التي ترمز لقيم الشجاعة والفروسية والبطولة المتأصلة لدى الشرفاء القواسم مثلما يعكسه الموروث الثقافي الشعبي. وبالموازاة مع ذلك٬ أقيم معرض في الهواء الطلق تضمن نماذج لمنتجات الصناعة التقليدية والحرف المحلية وأدوات الصيد بالصقور. و تم نصب في ذات الفضاء المفتوح 8 خيم ضخمة مجهزة بالأفرشة التقليدية لاستقبال الزوار الذين يستقبلون بمشروب الشاي وأطباق من الحلوى التقليدية.
وشهد موسم الشرفاء القواسم أولاد افرج خلال هذه الدورة الأولى حضور السيد رئيس دائرة سيدي اسماعيل و رجالات السلطة المحلية و السيد رئيس جماعة زاوية القواسم وعدة شخصيات صحراوية من جهة وادي الذهب- لڭويرة على رٲسهم السيد نيجا المدرج٬ إضافة إلى عدد كبير من الشخصيات المنتمية لمنطقة دكالة. وعرف أيضا الموسم حضور جموع غفيرة من المواطنين من جميع المناطق المجاورة لزاوية القواسم كبولعوان و الشعيبات و متوح مڭرس و أولاد حمدان .. و لقي الموسم استحسان كبير من قبل القاسميين و الزائرين له لأنه اكتسى رمزية تاريخية بالمنطقة .
وحفلت دورة هذه السنة، المنظمة من قبل جمعية الصقارين القواسم أولاد افرج ، بشراكة مع جمعية العثامنة للتنمية الاجتماعية والجمعية الرياضية للسماعلة و جمعية بئر سيدي سعيد بالسماعلة ، تحت شعار « الموروث الشعبي ذاكرة للمستقبل وعطاء واعد لجيل صاعد»، بأروع الحفلات والأمسيات الدينية والقرآنية نظمها حفظة القرآن بزاوية القواسم أولاد افرج٬ و بأنشطة فنية فولكلورية شعبية ومسابقات في فن التبوريدة و استعراضات لفن الصيد بالصقور ومعارض للطبخ المحلي وللمنتوجات المحلية. كما تميز حفل الختام باستعراض مكثف لفرسان التبوريدة٬ حيث كانت طلقات البارود ممزوجة بصيحات الجمهور من المهووسين ب”التبوريدة” تتسلل إلى مسمع كل من تطأ قدمه الموسم.
فعلى مدى ثلاثة أيام٬ كانت لا كلمة تعلو على صوت البارود ،وحوافر الخيل الذين قدموا لوحات فنية واستعراضية، عبروا بمختلف أعمارهم على صهوات الخيول عن كفاءة عالية في التعامل مع أبجديات فن التبوريدة، فكانت ساحة “التبوريدة” مسرحا مكشوفا لتقديم لوحات فنية على صهوات جياد مغربية عربية أصيلة.
وتم خلال الحفل الختامي تنظيم نشاط ديني٬ بمسجد الزاوية ٬ تضمن تلاوة آيات من القرآن الكريم ٬ حيث توجه الجميع بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ رافعين أكف الضراعة إلى الباري عز وجل في أجواء روحانية تغمرها نفحات ربانية بأن يؤيد جلالته بنصره المكين ويسبغ نعمه عليه ويبارك خطواته ويبقيه ذخرا للبلاد. ودعوا كذلك بأن يقر عين جلالة الملك بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وأن يشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وجميع أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما توجهوا أيضا في أجواء إيمانية ربانية بالدعاء إلى المولى عز وجل بالرحمة والرضوان للمغفور لهما الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني قدس الله روحيهما. والتمسوا بقلوب خاشعة من العلي القدير أن يحفظ الشعب المغربي من كل مكروه، وأن يحقق له ما يصبو إليه من عزة وتقدم ونمو و رخاء بقيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس. كما رفعت في ختام هذه الدورة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وتجدر الإشارة إلى أن الموسم لقي استحسانا كبيرا من طرف الساكنة والزوار على حد سواء،كما أشادت عدد من الفعاليات بالتنظيم المحكم الذي سهرت عليه الجهات المنظمة وعلى رأسها السيد محمد الغزواني والذي تابع عن كثب مختلف تفاصيل التظاهرة ووفر لها كل ظروف النجاح ووعد بأن يكون الموسم في السنة المقبلة بحلة جديدة و أنشطة موازية متنوعة ومشاركات فاعلة لوفود عربية.