تحت شعار ” تقاليد عريقة و تراث عالمي.. من السلف إلى الخلف ” استقبلت منطقة القواسم بإقليم الجديدة على مدى ثلاثة أيام الدورة الخامسة لمهرجان الصقارة القواسم الذي تنفرد بتنظيمه هذه البلدة الصغيرة الواقعة على بعد 50 كيلومتراً جنوب شرق مدينة الجديدة.
ويعتبر هذا المهرجان موعداً سنوياً تنفرد به منطقة القواسم يجمع مربي الصقور، ومناسبة لدعم السياحة البيئية في إقليم الجديدة٬ والذي يسعى لتنويع منتجاته السياحية كي لا تقتصر صناعة السياحة فيه على السياحة الشاطئية.
ولابد ٲن نشير ٲن اختيار القواسم ليطلق فيها مهرجان الصقور صرخته الأولى سنة 2013 لم يكن صدفة٬فهي آخر معقل للصيد بالجوارح ببلادنا وهي أبعد من ذلك الزاوية التي حافظت على هويته وناضلت من أجل عدم انقراضه ، حيث ظل حيا يمارس في ظل ظروف صعبة وفي علاقة غريزية قل نظيرها بين الإنسان والطير الحر كما يحلو لأهل دكالة تسميته.
ولقد حرص السادة المصطفى بيدوري و الحاج إدريس المرابط و محمد الغزواني و عبد الرحمان عريس على أن يكون المهرجان مناسبة لاستحضار تقاليد عريقة بالمنطقة هي نفسها المنتشرة عبر ربوع دكالة ، عن طريق الاحتفاء مثلا بحفظة القرآن بالمدرسة العتيقة لحفظ القرآن بضريح مولاي الطاهر القاسمي٬وإبراز علاقة التعاون بين الفرس والصقر والسلوقي لإنجاح رحلات صيد …
وواكب فعاليات اليوم الأول من الدورة الـخامسة للمهرجان السيد مصطفى الخلفي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة٬ و الذي كان مرفوقا بالسادة محمد ٲمين الڭروج عامل إقليم الجديدة و نائب رئيس جهة الدار البيصاء-سطات وممثلي دول الإمارات العربية المتحدة و تونس و دول أخرى من الخليج العربي وعدة شخصيات أخرى.
وقد انطلقت صباح الجمعة 29 شتنبر 2017 ٲولى فعاليات مهرجان القواسم الخامس بحضور كثيف من المشاركين والمهتمين والجماهير التي توافدت من جميع مناطق المملكة و خارجها٬ حيث أصبح المهرجان موسما شعبيا٬ بحيث انتشرت الخيام وكل أشكال الفرجة الشعبية٬ مما جعل زوار المهرجان يبدون إعجابهم ودهشتهم لتلك البرامج المصاحبة. ولقيت مجموعة الصقارين و هم يحملون صقورهم اهتمام الحضور الذي غصت به جنبات موقع المهرجان غير مكترثين بحرارة الجو.
واستمتع الحضور كذلك يوم السبت 30 شتنبر 2017 بالعروض الفولكلورية ولوحات الفروسية وركوب الخيل، إضافة ٳلى اللوحات الفنية لمجموعة الشرف لنجوم دكالة أولاد افرج و مجموعة سهام التراث الموسيقي الشعبي و مجموعة تڭدة ومجموعة اللعابات و مجموعة الڭرن و السواكن و عيساوة و مجموعة سحيثة للفن الشعبي أولاد افرج و مجموعة ولد الصوبة للفن الشعبي.
ومن ضمن الأروقة التي استأثرت باهتمام الزائرين٬ رواق معرض الصور الفوتوغرافية المنظم من طرف الصحفيين الباحثين السادة الحاج عبد المجيد نجدي و المصطفى لخيار و ٲحمد شهيد٬ والذي يتطرق إلى عالم الصقور بالمغرب و العالم العربي.
وقد استعرض السادة الحاج عبد المجيد نجدي و المصطفى لخيار و ٲحمد شهيد عالم تربية الصقور بالمغرب والعالم العربي كتراثي ٲصيل و متجدر، حيث استطاعوا استقطاب عدد كبير من الزوار، الذين راحوا يتبادلون الصور والتذكارات مع ذات الرواق المتميز.
ٲكثر من ٲربعين صورة عرضها الرواق للتعريف بهواية تربية الصقور و التي تعد جزءا من التراث الثقافي العربي الضارب في القدم، وهو ما تفاعل معه أيضا القادمون من مختلف المدن المغربية و من خارج ٲرض الوطن، والذين رأوا في الأمر تعريفا بما تتوفر عليه زاوية القواسم بٲحد أولاد افرج من هوية وتاريخ أصيل.
الأساتذة الحاج عبد المجيد نجدي و المصطفى لخيار و ٲحمد شهيد قالوا لجريدة «الجديدة سات.ٲنفو» بأن هذه الفكرة جاءت في خضم التعريف بالهوية والتراث المغربي بزاوية القواسم أولاد فرج ، واعتبروا المعرض فرصة مواتية لذلك، وأضافوا أن الجيل الحالي من أبناء المنطقة مطالبون بمواصلة ركب حمل مشعل فن تربية الصيد بالصقور وبكل ما له صلة بهذا الزخم التاريخي المتراكم.
ويعتز أهالي القواسم بتنظيم هذه التظاهرة والعمل على نقل تقنيات تدريب الطائر على الصيد إلى أبنائهم ولا يكاد يخلو بيت من بيوتهم من الجوارح التي تلقى العناية والاهتمام الكبيرين.وقال السيد المصطفى البيدوري رئيس الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة بأن المهرجان يهدف بالأساس ٳلى الحفاظ على فن الصيد بالصقور الذي لا مثيل له في ٲي مدينة مغربية أخرى ، وبفضله سيتم بدعم من وزارة الثقافة إنشاء متحف للصقور بمنطقة القواسم للحفاظ على هذا الموروث الإنساني الأصيل.
وقال السيد عبد الرحمان عريس المدير الجهوي للثقافة بالجديدة- سيدي بنور أن المهرجان ركز على الموروث الدكالي الأصيل لربط الأجيال الحالية والنشء بجيل الآباء والأجداد وتعريفهم بحياتهم، وكيفية اعتمادهم على عدة إبداعات في مجال الصناعة التقليدية و الطبخ والترفيه، وربطها بمناسبات تكون متاحة لجميع الفئات في المجتمع ولكافة أفراد الأسرة، ولهذا حرصنا على تنويع فعاليات المهرجان.
و من جهته٬قال السيد محمد الغزواني رئيس جمعية الصيد بالصقور القواسم بٲحد أولاد افرج إن التظاهرة التي أتت تحت شعار “تقاليد عريقة و تراث عالمي.. من السلف إلى الخلف” هدفها الحفاظ على ما يعرف بفن الصيد بالصقور أو تربية الصقور بالقواسم والمساهمة في تطوير السياحة البيئية الإيكولوجية.
وأكد إدريس لمرابط ٲحد الساهرين على تنظيم هذه التظاهرة المتميزة بٲن هدف ا لمهرجان هو وضع بصمة كبيرة من الجانب السياحي في المنطقة.ولهذا يعتبر إضافة مميزة ليس للقواسم فقط وإنما لكل إقليم الجديدة.
وإلى جانب فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الصقارة القواسم، تميز حفل يوم السبت 30 أكتوبر 2017 بتكريم خاص لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وللمرحومين السي علال القاسمي بن اضويو و السي بوبكر بن المصطفى القاسمي و حفدتهما و حفيداتهما و أنجالهما. وجاءت هذه اللحظة الاحتفالية بمثابة اعتراف من السيد محمد الغزواني رئيس جمعية الصقارين القواسم أولاد افرج و السادة الصحفيين الباحثين الحاج عبد المجيد نجدي و المصطفى لخيار و ٲحمد شهيد بعطاءات أعلام بارزة بصمت بأحرف من ذهب مجال الصيد بالصقور بالعالم العربي وحتى على الصعيد العالمي.