تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ٬نظم نادي صقاري الإمارات فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة خلال الفترة من 04 ولغاية 09 ديسمبر 2017 في أبو ظبي بمشاركة أكثر من 800 صقار وخبير وباحث ووفود دولية من حوالي ٲكثرمن 80 دولة من مختلف قارات العالم وعدد من المسؤولين في منظمة اليونسكو وممثلي المؤسسات الدولية المعنية بالحفاظ على تراث الصقارة وصون البيئة.
وقد شارك في المهرجان في هذه الدورة أكثر من 700 صقار وباحث يمثلون 90 بلداً من بينها المغرب، وبحضور منظمات دولية تعنى بالصقارة والبيئة وصون التراث، مما يعزز أحد الأهداف الأساسية للمهرجان بتكريس مكانة أبوظبي كوجهة سياحية ثقافية متميزة ليس على الصعيدين المحلي والخليجي فحسب، وإنما على الصعيد العالمي.
وشهد اليوم الأول إقامة 31 فعالية في منتجع “تلال رماح” ضمن أنشطة المخيم الصحراوي للصقارة. وتطرق المشاركون في أنشطة المخيم، مابين 4 إلى 6 ديسمبر 2017، إلى عدد من الموضوعات التي تهم الصقارين في مختلف أنحاء العالم، مثل «تراث الصقارة عبر التاريخ»، و«الاتفاقيات والتشريعات الدولية للصيد»، و«الاستراتيجيات المستقبلية للصقارة في العالم»، و«التقنيات والأساليب السليمة في الحفاظ على الصقور وطرائدها.
وبعد تنظيم جلسات للمؤتمر الدولي للصقارة خلال هذا المخيم، حيث قدم الصقارون أوراق بحث علمية، وشاركوا في مناقشات وورش عمل حول تراث الصقارة، انتقلت الفعاليات في يومي 8-9 ديسمبر 2017 إلى منتزه خليفة في إمارة أبوظبي،حيث انطلقت العديد من الأنشطة المخصصة للجمهور، والتي شملت كافة شرائح المجتمع وأفراد العائلة، وأتيح للزوار الاطلاع على المعرض الذي ضم أكثر من مئة صورة من الدورة الأولى للمهرجان، ومشاهدة الطيور الجارحة وطيور الحبارى والتعرف إلى السلالات المختلفة لكلاب السلوقي العربي التي رافقت الصقارين في الصيد منذ قرون، كما تضمن المهرجان العديد من الخيم والمعارض التي جذبت جمهورا غفيرا كخيام الدول المشاركة و خاصة رواق الجمعية المغربية للصقارين القواسم بأحد أولاد فرج ، والسوق التراثي وساحة العروض، بالإضافة إلى سلسلة من الفعاليات التعليمية المميزة التي تتضمن أنشطة متنوعة للأطفال والطلبة.
وكان المهرجان في دورته الأولى التي أقيمت في عام 1976 قد حظي برعاية وحضور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان انطلاقا من حرص سموه على صون التراث العريق للدولة وتوريث العادات والتقاليد الأصيلة للأجيال القادمة حيث يعتبر الشيخ زايد طيب الله ثراه – الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة في العالم- استشرف مبكرا الحاجة الملحة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة وبين التأكد من بقاء الصقور وطرائدها في البرية على المدى البعيد٬حيث توصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرين لاحقا بـ “الصيد المستدام” متقدما بمراحل على دعاة حماية الطبيعة في العالم ومجسدا الصورة المثالية للصقار العربي لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة.
و في هذا الصدد٬ أشار ماجد علي المنصوري رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، المدير التنفيذي لنادي صقاري الإمارات، بأن المهرجان المقام في الفترة بين 04 و 09 ديسمبر 2017، أتى امتداداً لمهرجان الصداقة الدولي الأول للبيزرة ، الذي دعا إليه وافتتحه المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في ديسمبر من عام 1976 بهدف الحفاظ على الصقارة كإحدى أهم ركائز ومقومات التراث الوطني، فضلاً عن إبراز جهود الإمارات في الحفاظ على البيئة.
وأضاف المنصوري: “إنها لفرصة عظيمة أن يأتي تنظيم الدورة الرابعة لمهرجان الصداقة الدولي للبيزرة ونحن على أعتاب عام زايد”، مؤكداً أن ما ميز المهرجان في دورته الرابعة، اهتمامه بالصقارين الشباب عبر استقطاب المهرجان لأكثر من 250 صقاراً شاباً شاركوا إلى جانب 27 صقاراً وباحثاً من المخضرمين الذين شهدوا انطلاقة المهرجان في دورته الأولى قبل 40 عاماً، مما شكل فرصة للاتقاء الماضي بالحاضر والمستقبل.
المنصوري كذلك أكد على أن هذا المهرجان يعتبر من أهم الفعاليات المتميزة على مستوى المنطقة، وهو الحدث الذي تفخر به دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يجتمع في هذا الملتقى كل عناصر التحدي، والتشويق، وصور التراث العربي الأصيل، والإنساني بشكل عام، والذي كان لدولة الإمارات الفضل في إظهاره عالمياً وتسجيله في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو في عام 2010، باعتبار الصقارة تمثل مجموعة من التقاليد والقيم المجتمعية المتوارثة، ومخزونا ًغنيا ًمن التراث الثقافي الذي يعود لآلاف السنين وتتشارك وتعتز وتفخر به الدول والجماعات والأفراد.
ومن جهته٬قال الدكتور أدريان لومبارد رئيس الاتحاد العالمي للصقارة بأن فعاليات الدورة الرابعة عرفت مشاركة اكثر من 700 صقار أتوا من مختلف بقاع الأرض ليشاركوا مع الامارات العربية المتحدة سبل الحفاظ على الصقارة وحمايتها من الاندثار في ظل هذا التسارع العلمي والتكنولوجي.
وأعرب رئيس جمعية الصقارين لقواسم بٲحد أولاد فرج السيد محمد الغزواني عن خالص شكره وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة على هذه الدعوة الكريمة لهذه المناسبة والتي تعتبردليلا على مدى الروابط المتينة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية و التي بدأت منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه-، والتي تجسد عمق ومتانة العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين للإمارات العربية المتحدة والمغرب ، مشيداً بما تشهده هذه العلاقات من نمو وتقدم على مختلف الصعد تحت القيادة الرشيدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وٲخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظهما الله.
كما أثنى السيد محمد الغزواني على الدور الذي اضطلع به مهرجان الصداقة الدولي الرابع للبيزرة بأبوظبي في الحفاظ على التراث العربي الأصيل، وبما حققه من نجاح متواصل منقطع النظير وما حظي به من اهتمام من قبل المفكرين والباحثين والمثقفين والمهتمين بالتراث والثقافة، منوهاً بتنوع فعاليات المهرجان الثقافية والفكرية والفنية. كما عبّر السيد محمد الغزواني عن سعادة جمعيته بتمثيل بلاده عن طريق المشاركة في هذه التظاهرة الدولية الكبرى، مؤكدا بٲن المشاركة المغربية بالمهرجان حظيت برضى تطلعات المتابعين وزوار المهرجان ونالت إعجابهم.
يشار في الٲخير إلى أنه وبفضل جهود مشتركة لـ 11 دولة من بينها المغرب قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة ٬فقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ في نوفمبر من العام 2010 عن تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.مع العلم أنه تم انضمام دول أخرى لملف الصقارة الدولي، بغية تعزيز المشاركة الدولية في تسجيل الصقارة كتراث عالمي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، حيث أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” سنة 2015 انضمام كل من: البرتغال، ألمانيا، إيطاليا، باكستان وكازاخستان إلى الملف الذي تم تسجيله عام 2010 . وذلك بعدما انضمت للملف عام 2012 دولتا: النمسا والمجر٬ ليصبح عدد الدول 18 دولة.