وخلال حفل الافتتاح و تكريم الفنان المسرحي والصحفي الجديدي الحاج عبد المجيد نجدي، والذي احتضنه مسرح محمد سعيد عفيفي بالجديدة، و في كلمة بالمناسبة، أبرز عامل إقليم الجديدة السيد معاد الجامعي القيمة المضافة التي ستضفيها مهرجانات من هذا القبيل على المشهد الثقافي في مدينة الجديدة ونواحيها، معبرا عن الأمل في أن يكتسي مهرجان المسقاة المسرحي في الدورات المقبلة طابعا عالميا و يستقطب أشهر رجالات المسرح على المستوى الدولي.و أكد السيد معاد الجامعي في هذا الصدد استعداد السلطات المحلية و الهيئات المنتخبة في مدينة الجديدة لتقديم الدعم اللازم لهذه التظاهرة الفنية لتساهم إلى جانب باقي المواعيد الرياضية و الاقتصادية و الفكرية في إشعاع مدينة الجديدة .
وعن الراحل محمد سعيد عفيفي، قال السيد السيد معاد الجامعي ׃« محمد سعيد عفيفي علم من أعلام المسرح المغربي و العربي، وواحد ممن ساهموا في تشكيل اتجاهات الحركة المسرحية ولا سيما على صعيد التمثيل و الإخراج. وأعماله المسرحية تعد من اللبنات الأولى المؤسسة للمسرح المغربي، وقد أرست بمجملها لملامح خاصة للمسرح المغربي… فهو رجل المسرح الذي سجل حضوره المتميز في مجالات متنوعة من الثقافة والفنون والسينما. وكان له الأثر الحميد في الساحة الفنية المغربية، بأعماله التي حازت تقدير منصات الجوائز والتكريم…. ومن دواعي فخرنا أن تفضل جلالة الملك نصره الله بإطلاق اسم المبدع المغربي الكبير محمد سعيد عفيفي على هذا المسرح الفريد كم نوعه ، آملين ان يظل هذا الصرح الفني يشع حياة نابضة بالحب والإبداع والعطاء».
وعن الحاج عبد المجيد نجدي، أكد السيد معاد الجامعي بأن « تكريم الحاج عبد المجيد نجدي باعتباره أحد رواد المسرح الجديدي في الستينيات من القرن المنصرم ،كما أن هذا التكريم هو تقدير لجهوده في إثراء الحركة المسرحية بالجديدة عبرأاكثر من نصف قرن من الزمان. وترك بصمة واضحة في حركة المسرح الجديدي. و الحاج عبد المجيد نجدي ليس رجل مسرح فحسب ،بل يعد احد أبرز الصحفيين بالإقليم،وقد ساهم هو قيدوم الصحفيين السي مصطفى لخيار في تأريخ الحركة المسرحية بالجديدة، حيث أصدرا كتابا قيما عن المسرح الجديدي…»
من جهته، اعتبر المدير الفني لهذه التظاهرة الثقافية، السيد عبد الرحيم النسناسي أن هذا المهرجان الذي تحمل دورته الأولى اسم الراحل محمد سعيد عفيفي، يسعى إلى تنشيط الفضاءات المسرحية بمدينة الجديدة لكي يتبوأ المسرح المكانة التي يستحقها في المدينة باعتباره فنا مدنيا بامتياز. و توقع أن يصبح هذا المهرجان سنويا بمدينة الجديدة ، وذلك استجابة للدينامية التنموية التي تشهدها المدينة في مختلف المجالات و على رأسها المجال الثقافي والفني، مبديا حرصه على أن تكون هذه التظاهرة الثقافية المحرك الفاعل للمشهد المسرحي في مدينة الجديدة من خلال إضفاء البعد العربي و الإفريقي بوجود ومشاركة كوكبة من المسرحيين العرب و الأفارقة .
وأضاف أن اختيار«الجديدة فضاء للمسرح وملتقى الثقافات الإفريقية” كشعار لهذه الدورة لم يكن اعتباطيا بل تم اختياره بعناية فائقة، موضحا أن الجديدة هي مهد الانطلاقة المتميزة للمسرح المغربي، حيث احتضنت ورشة تكوين عمالقة المسرح المغربي كالمرحومين محمد سعيد عفيفي و الطيب الصديقي و غيرهما على يد المسرحي الفرنسي الشهير جان ڤيلار، و كانت وما زالت خزانا لا ينضب للمواهب المسرحية المبدعة».
وأكد ، من جهة أخرى، أن الجديدة «تعد أيضا من البوابات الرئيسية وحلقة وصل متينة بين المغرب و إفريقيا من خلال مينائها قديما و عبر ميناء الجرف الأصفر حديثا”، مبرزا أن المغرب يشترك مع إفريقيا العديد من القواسم، كالتاريخ والدين والطبيعة الاقتصادية والثقافية و الفنية والبشرية”، وهو ما يجعل من سياسة التعاون بين الجانبين أمرا ملحا ويخدم مصلحة الطرفين، ويلزمنا كمسرحيين أن ننخرط في نسج علاقات ثقافية و فنية مع إخواننا الأفارقة والتواصل معهم«.
و مما جاء في كلمة الحاج عبد المجيد ما يلي ׃« … إن تكريمي في اليوم العالمي للمسرح تكريم لجميع المسرحيين الدكاليين، الذين حملوا على عاتقهم خدمة هذا الفن النبيل، الذي يتطلب الكثير من التضحيات، وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل استمراره رغم العديد من الإكراهات. المسرح فن نبيل وأهله يحتاجون إلى مثل هذه الالتفاتة لبذل المزيد من العطاء.و الجيل الجديد من ممثلي و ممثلات المسرح الجديدي يحتاج إلى الدعم المعنوي والمادي أكثر من أي وقت مضى للخروج من الأزمة، التي عاشها في السنوات الأخيرة. .. أيها الحضور الكريم، لقد حث ديننا الحنيف على تقديم واجب الشكر لمن يستحق الشكر ، والثناء لمن يستحق الثناء لله تعالى ثم لأولي المعروف من الناس ..
ومن هنا أتقدم بعظيم الشكر للسيد الكريم معاد الجامعي عامل إقليم الجديدة الذي شرفني بحضوره. ولو إنني أوتيت كل بلاغة وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر، لما كنت بعد القول إلا مقصرا ومعترفا بالعجز عن واجب الشكر لهذا السيد النبيل.».
وخلال هذا الحفل، قدمت إدارة المهرجان درع المهرجان للسيد معاد الجامعي عامل إقليم الجديدة عربون اعتراف و تقدير لما يسديه من خدمات جليلة لإقليم الجديدة و دعمه المتواصل لتنمية المجال الثقافي و الفني. كما تم تقديم عدة هدايا للسيدة كريمة عفيفي حرم المرحوم محمد سعيد عفيفي.
وهكذا شهد حفل افتتاح هذه التظاهرة تكريم الفنان المسرحي و الصحفي الجديدي الحاج عبد المجيد نجدي أحد تلامذة المرحوم محمد سعيد عفيفي حين كان مديرا للمسرح البلدي بالجديدة ما بين 1969 و 1974 ، و ذلك بحضور عدة شخصيات من بينها السيد محمد الزاهيدي رئيس المجلس الإقليمي بالجديدة و الحاج جمال بن ربيعة رئيس المجلس البلدي لمدينة الجديدة و المصطفى البيدوري رئيس الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية و السيد عبد الرحمان عريس المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بالجديدة- سيدي بنور و الدكتورعبد الواحد مبرور أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي و الفنان التشكيلي الحاج بوشعيب فلكي وعبد الإله زخروف الكاتب المحلي لفرع النقابة الحرة للفنانين التشكيليين بالجديدة و الأستاذ الحاج باقر لمسفر أحد مؤسسي المسرح الجديدي والسيدة كريمة عفيفي حرم المرحوم محمد سعيد عفيفي و الشاعرة موينة الأشعري والسيد محمد الغزواني رئيس جمعية الصقارين القواسم…
وينتمي الحاج عبد المجيد نجدي، الذي ولد في عام 1953 بالجديدة، إلى جيل رواد المسرح بجهة دكالة، حيث شارك في العديد من المهرجانات االوطنية و العربية والدولية سواء بالمغرب أو خارجه وشارك كذلك في العديد من الأعمال المسرحية.وبعد ذلك، تم تقديم عرض استعراضي متميز من توقيع فرقة (أفريقيا بيڭي) السينغالية Africa Bégué تأكيدا للجذور الإفريقية.
وهذا المهرجان – المنظم من طرف جمعية القناع الأزرق للمسرح والثقافة بالجديدة بتعاون وتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بالجديدة- سيدي بنور- شاركت في دورته الأولى مسرحيات “ماية الرمل” للفرقة محترف الخريف، و“المقامة البهلوانية” لفرقة مسرح أبعاد و“سوارت الربح” لفرقة الفنانين الموهوبين و“دار الصابون” لفرقة أمل 2 با عنان و“طبيب بززز منو” لفرقة مسرح الثلاثة و“هذا ميت كن غير زربتي شوية” لفرقة كاسطولي.كما تم عرض مسرحية“الأعداء الثلاثة” للأطفال لجمعية القناع الأزرق للمسرح والثقافة. مع العلم أن هذه العروض تمت برمجتها بمسرح الكنيسة بالحي البرتغالي بالجديدة و مسرح محمد سعيد عفيفي بالجديدة. واتسم المهرجان الذي شاركت فيه ثماني فرق مسرحية، باستخدام سينوغرافيا اختلف المخرجون في توظيفها، سواء بالتركيز على الإضاءة والمؤثرات الصوتية والملابس والموسيقى معا أو بإحداها فقط، غير أن بساطة الديكور غلبت على معظم العروض.
وبالموازاة مع هذه العروض المسرحية، نظمت إدارة المهرجان ورشات تكوينية حول مهارات التمثيل في مجالي تكوين الممثل والدراماتورجيا وغيرها استفاد منها حوالي ستين شابا و شابة وبعض رجالات التربية و التعليم.
كما شمل المهرجان برنامجا ثقافيا متنوعا تم من خلاله النبش في ذاكرة مسرحيي مدينة الجديدة القدامى من خلال ماستر كلاس 1 (رصد التجربة المسرحية الجديدية) بمشاركة كل من الأستاذ الفنان الحاج عبد المجيد نجدي والفنانعبد الرحيم النسناسي وكذا قيدوم المسرحيين الفنان القديرالمصطفى جلبي. تلاه من خلال ماستر كلاس 2 استقراء للتراث المحلي الدكالي (نبش في الذاكرة الدكالية) من تنشيط قيدوم الصحفيين الدكاليين مصطفى الخيار وأحمد شهيد والحاج عبد المجيد نجدي ورئيس جمعية الصقارين القواسم بأولاد افرج محمد الغزواني.
وبالموازاة مع سير أشغال المهرجان، تم كذلك الاحتفاء بالكتاب من خلال الحفل الحصري للتوقيع الأول لكتاب “لو حدثموني عن المسرح الجديدي… من بدايته إلى الآن” للفنان الحاج عبد المجيد نجدي والصحفي مصطفى الخيار. وكذا كتابي “ذاكرة الجديدة” لمصطفى الخيار وأحمد شهيد و “الصقارة- السياحة بالجديدة” لمؤلفه أحمد شهيد، بالإضافة إلى عرض تقني عن فن الصقارة نشطه باقتدار و تميزالسيد رئيس جمعية الصقارين القواسم بأولاد افرج الأستاذ محمد غزواني. بالإضافة إلى إقامة معرض صور تؤرخ لأهم محطات جمعية القناع الأزرق للمسرح والثقافة،وذلك على مدى أيام المهرجان.
وتجدر في الأخيرالإشارة إلى أن إدارة المهرجان سلمت الشهادات التقديرية على المشاركين في المهرجان وكذا على المستفيدين من الورشات التدربية.