الأستاذ عز الدين كرا يغوص بطلبة كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالجديدة في التراث الثقافي المغمور بالمياه بالمغرب

احتضنت كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالجديدة مساء يوم الثلاثاء 16 دجنبر محاضرة حول موضوع الأركيولوجيا التحت مائية بالمغرب نظمتها شعبة التاريخ في إطار أنشطتها الثقافية لسنة 2014. و قد ألقى المحاضرة الأستاذ عز الدين كرا، مكلف بالدراسات الأثرية التحت مائية بوزارة الثقافة و المدير الجهوي للثقافة بمراكش.

و قد تطرق الأستاذ المحاضر إلى واقع الأبحاث في الآثار التحت مائية بالمغرب و جديد البحث فيها و إلى الآفاق المستقبلية و أهم المعيقات التي تقف أمام تطور هذه الأبحاث. كما أشار إلى الخطوات التي قطعتها وزارة الثقافة في هذا المجال، انطلاقا من الأبحاث الأولى التي أجريت بالمغرب خلال التسعينيات من القرن الماضي، ثم النقلة النوعية التي تلت مصادقة المغرب على اتفاقية اليونسكو لسنة 2001 المتعلقة بالمحافظة على التراث الثقافي المغمور بالمياه. حيث قامت الوزارة انطلاقا من 2013 بعدة تدخلات بكل من آسفي و الداخلة، كما أصبح فريقها نشيطا في مختلف الندوات و المؤتمرات العلمية في مجال الأركيولوجيا التحت مائية. و يبقى الطموح الوطني في إنشاء مؤسسة وطنية في شكل مركز للدراسات و الأبحاث في الآثار المغمورة بالمياه.

و نظرا لأهمية الموضوع، فقد استغرقت المحاضرة و النقاش حوالي ثلاث ساعات، و تابعها ما يزيد عن مائتي طالبة و طالب إضافة إلى عدد من الأساتذة الباحثين و أعضاء من جمعية الغوص بالجديدة. و تبين من خلال مداخلات الطلبة مدى الاهتمام الذي يولونه للأركيولوجيا و خاصة التحت مائية منها، التي لا تزال مجالا خصبا و جديدا بالنسبة للجامعة المغربية و تغري الطلبة و الباحثين بالغوص في أعماقها بحثا عن كنوز قد تزيح الغبار عن صفحات مجهولة من تاريخ المغرب و من تاريخ الشعوب و الحضارات التي أبحرت قرابة الشواطئ المغربية.

و لم يفت الأستاذ عز الدين كرا التنويه بأعضاء جمعية الغوص بالجديدة، الذين حضروا لمتابعة العرض، و الإشارة إلى أن الجمعية هي التي أشرفت على تكوينه الأولي في الغوص. كما أكد على أن أغلب الاكتشافات الأركيولوجية التحت مائية بالمغرب هي لحد الآن تقوم بها جمعيات الغوص المنتشرة على طول الشواطئ المغربية.