قدم العرض الأول لفيلم “الأشرار” للمخرج والفنان المصطفى بنوقاص ، مساء يوم السبت 4 فبراير 2017 بقاعة مسرح محمد سعيد عفيفي بالجديدة ، حضره جمهور مهم ومتنوع، إضافة إلى مثقفين وفنانين و صحفيين …
وفي كلمة مختصرة اعتبر من خلالها الفنان المبدع المصطفى بنوقاص أن هذا العمل السينمائي تجربة فنية جديدة ومختلفة بالنسبة لمساره الفني، متوقفا على أهمية تقديم الشكر لأطراف ساهمت في إنجاح العمل خاصة مجلس جهة الدار البيضاء- سطات والجماعة الحضرية لمدينة الجديدة والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافة بالجديدة والجماعة القروية للحوزية والفنانين الكبيرين سعاد الوزاني المعروفة ب”دواحة” ومحمد لقلع…
إذن، بعد انتظارغير يسير، ها هو المخرج الجديدي والفنان التشكيلي المبدع والصحفي الرزين المصطفى بنوقاص يعود للواجهة مرة أخرى بعمل سينمائي أثار الكثير من الاستحسان. وأبان مرة أخرى، رغم قلة الإمكانيات، أنه طامح إلى بناء سينما جديدية متميزة وفق رؤية إبداعية مختلفة..
عودة المبدع المتألق المصطفى بنوقاص كانت موفقة،استحسنها عدد من الفنانين والنقاد والمهتمين،عودة صحبة الفنانين المتميزين سعاد الوزاني ومحمد لقلع ومحمد الرباني وعبد الكريم تارضى «رمزي» ونور الدين الشهبي وعبد الصادق اعبادة وأحمد تميم ومحمد حجلي وعدد من الممثلين المحليين الواعدين، رفقة ستتثمر لا محالة تألقا ونجاحات مضاعفة للسينما الجديدية.
و قد قال الأستاذ أحمد شهيد في حق الفنان المصطفى بنوقاص׃« المصطفى بنوقاص هو ذلك المبدع الجاد الحالم دوما، المتشبع بثقافة الإبداع الخلاق في السينما والفنون التشكيلية و الصحافة، المتمرس بالمهنة في جميع تفاصيلها، المفاجئ لنفسه وللجمهورعلى الدوام.. مافتئ كل يوم يركب أمواج التحدي لقيادة سفينة أعمال فنية، سينمائية وتشكيلية، حيث المغامرة تلو الأخرى تنتهي ببناء صرح فن مغربي/دكالي جميل قطعة قطعة».
أما الأستاذ المصطفى لخيار، فقد قال في حقه׃« المبدع المصطفى بنوقاص هو رجل محارب يفضل كثيرا الصمت مقابل العمل الميداني في مواقع كثيرة.. وهو الموسوم بين رفاقه بالمبادرة والسبق والتحدي…».
فيلم ” الأشرار ” تجربة سينمائية للمخرج المبدع المصطفى بنوقاص مختلفة، تشهد على غناها وقوة بنائها وقدرتها على احتضان قراءات وقراءات حول علاقة معقدة بين الخيروالشروبين لوبيات الفساد والمخلصين الشرفاء.. تشهد على ذلك انطلاقا من مؤشرات اللغة والحوار أولا، ومرورا بالكاستينغ وإدارة الممثلين واختيار الفضاءات والتصوير والمونتاج والديكورات والملابس والموسيقى الفيلمية والمستويات الإبداعية عامة في إخراج العمل للوجود.
من الوهلة الأولى، يتأكد للمشاهد أن فيلم ” الأشرار ” يتميز عن سابقيه بجماليات أخرى في السرد والتصوير والحوار والإخراج. وهو شريط روائي طويل مدته ساعة و38 دقيقة، سيناريو وإخراج وحوار : المصطفى بنوقاص ، إنتاج جمعية نادي الملتقى للسينما بالجديدة ، تشخيص ثلة من الفنانين المرموقين، نذكر من بينهم سعاد الوزاني المعروفة ب”دواحة” زوجة احديدان والفنان المتميزمحمد لقلع وعدد من الممثلين المحليين وعلى رأسهم محمد الرباني وعبد الكريم تارضى «رمزي» ونور الدين الشهبي وعبد الصادق اعبادة وإيمان حفري وأحمد تميم و وشعيب فضليي وخديجة النهري ومحمد حجلي وعمرالعسري وزوهرة بنوقاص وسكينة شفيقي وأسماء رشيدي ونجوى اضريص وحليمة سهيم وحمزة افنيني وسكينة برقاوي…
يحكي فيلم “الأشرار” قصة الرداد الشاب المثابرالذي ترعرع في أحياء شعبية، والذي كافح وناضل من أجل الوصول إلى منصب عميد الشرطة. الرداد عين في إحدى المدن وحاول محاربة الجريمة بكل أشكالها٬ لكنه اصطدم مع واقع يتحكم فيه لوبي من الشخصيات الوازنة وذات النفوذ، والتي خططت للإطاحة به للحد من طموحاته، رغم اصراره على محاربة الجريمة بكل الوسائل المتاحة له. كما يعرف الفيلم مجموعة من الاحداث المسترسلة في حبكة درامية ضمنها معاناة الطالبات الاتيات من العالم القروي وصراعهن مع مستلزمات الحضارة السلبية.
فيلم “الأشرار” سرد متموج، وافر الدلالات والمعاني، متفرد في رسم جمالية الزمكان ، من حيث الكتابة والتيمة وأسلوب المعالجة و مكونات الفيلم بأبعادها الشمولية المركبة، ومن منظور راق و تحليل قوي يصبر أغوار الدواخل ومنعرجات النفس البشرية، من حيث ميلها إلى الشر أو الخير،الحب أو الكراهية، الوفاء أو الخيانة.. إنه نقاش عميق ومهم يلامس حدود الفلسفي ضمن رؤية فنية سينمائية موفقة..
فيلم “الأشرار” وضمن سيرورة يحكي حكيا خاصا عبر الصمت واللغة و الموسيقى والأغاني، وعبر الإشارات والرموز التي تحكي من أجل الكشف ومزيد من الإعتراف وبعثرة أوراق الحب والكراهية، الخيروالشر، الإصلاح و الفساد…
ونشير إلى أن واقعية الفيلم الجديد ” الأشرار ” تأتي من جديد باعتمادها بالأساس على الأجواء الجديدية وهوية دكالية صرفة ، إذ أن المخرج المصطفى بنوقاص يؤكد على ضرورة تشجيع الطاقات المحلية، ولذلك يصر في كل أعماله على الاعتماد على كادر فني جديدي شبابي طموح، وخصوصا ممن تابعوا حركة السينما عموما، والذين تسنت لهم فرصة متابعة الأفكار والرؤى الإنسانية المتحضرة والإطلاع على تقنيات السينما العالمية.
نشد على أيادي المبدع الجديدي المصطفى بنوقاص وجميع العاملين في الفيلم مهنئين و متمنين لهم المزيد من الأعمال الإبداعية وترجمة واقع المجتمع العربي عموما و المغربي خصوصا، والمخرج المبدع الجديدي المصطفى بنوقاص بدوره يعدنا أن تكون مستقبلا إنتاجات جديدة لنادي الملتقى للسينما بالجديدة ذات بهاء وجودة.