قامة فنية لن تعوض، ولن يأتي في الأجيال القادمة مثلها، فهوليس مجرد ممثل موهوب، لكنه إنسان من خيرة ما أنجبت مدينة الجديدة على الخصوص و المغرب على العموم. فوهب حياته كلها لخدمة وطنه. إنه الفنان و المناضل و الديبلوماسي و المجاهد السي باقر المسفر.
و لعل الاستاذ باقر المسفر لا يعرفه الكثيرون بمدينة الجديدة،فهو من ٲبناء مدينة الجديدة المتميزين الذين كرسوا حياتهم لخدمة المصلحة العليا للوطن٬ ومن المؤسسين لأول فرقة مسرحية جديدية والتي قدمت عرضا متميزا في بداية الاربعينات بالقصر الملكي العامر بالرباط ٲمام المغفور له جلالة الملك محمد الخامس و ولي عهده آنذاك المغفور له الحسن الثاني. إنسان محب للخير ومتواضع لأبعد درجة، يرفض أن يتعامل معه الناس على أنه نجم٬ لأنه يحب البساطة ويعشقها.
الاستاذ باقر المسفر إطار محنك مزج الخبرة العالية بالوطنية الصادقة، مرتكزا بالأساس على عمله وإخلاصه في خدمة بلده ، حيث عمل مسيرا ومنتجا للبرامج بالتلفزة المغربية منذ إنشائها٬ ثم ملحقا بديوان وزارة الانباء والسياحة و الفنون الجميلة. كما عين نائبا للسيد سيلوريي « Cellerier »مدير مسرح محمد الخامس بالرباط٬ ليتدرج بعد ذلك في عدة مناصب مهمة خارج ٲرض الوطن. وهو عضو نشيط في المرصد الدولي ٲطلنتيس للسلام و الديبلوماسية الموازية و عضو مؤسس للنادي الدولي للصحافة مييركوليس. مما خول له الحصول على عدة ٲوسمة ملكية سامية أنعم بها عليه أب الامة محمد الخامس قدس الله روحه و باني المغرب الحديث الحسن الثاني طيب الله ثراه و الملك المجدد محمد السادس حفظه الله بما حفظ الذكر الحكيم.
الاستاذ باقر المسفر رجل وطني متمسك بالمصالح العليا لبلاده، والخادم لها وبفضل حنكته كان المحرك الرئيسي و المنجز لعملية توٲمة مدينة الدار البيضاء مع شيكاغو الامريكية .
الاستاذ باقر المسفر معروف بالحكمة والتواضع والتروي والقدرة على الإنصات واحترام الآخر، وهو ما جعله يحظى باحترام وتقدير الجميع ، و من هذا المنطلق يحق لرجالات المسرح الجديدي المتميزين ٲن يحتفوا بالفنان و الخبير و المثقف المقتدر الجديدي الاستاذ باقر المسفر. فهو كان و ما زال يعشق مازاغان إلى حد لا يتصور. فكل التقدير للسي باقر و كل أفراد عائلة المسفر الاموات منهم و الاحياء.