عقد نادي صقاري الإمارات والاتحاد العالمي للصقارين (IAF) يوم الأحد 09 أكتوبر 2016 بأبو ظبي ندوة عن الصيد بالصقور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت شعار «للمضي قدماً مع تسجيل اليونسكو للحفاظ على المثل القديمة وإيجاد حلول للتحديات المعاصرة».

وشارك في الندوة التي عقدت مع اختتام فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية- أبوظبي 2016، معالي محمد أحمد البواردي نائب رئيس مجلس إدارة نادي صقاري الإمارات، ومعالي ماجد علي المنصوري المدير التنفيذي لنادي صقاري الإمارات نائب رئيس الاتحاد العالمي للصقارين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفرانك مولن سفير المملكة الهولندية لدى دولة الإمارات، والدكتور أدريان لومبارد رئيس الاتحاد العالمي للصقارين، وغاري تيمبريل عضو تنفيذي في الاتحاد العالمي للصقارين، والبروفيسور روبيرت كينوورد، وفريتز كلاين عضو ثقافي في الاتحاد العالمي للصقارين، والبارا م. بينوثمان،  وممثلو أكثر من 70 دولة من بينها المملكة العربية السعودية و المملكة المغربية وقطر.

وشارك أيضاً في محاور الندوة أكثر من 50 شخصاً من الباحثين والمختصين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وطرحوا أهم التحديات المتعلقة بالصقارين والصقور وطرائدها، وكيفية إيجاد وتطوير الحلول لمعالجة هذه التحديات عبر تطوير استراتيجية خاصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تكون القاعدة الأساسية لتوحيد رؤى الصقارين، ووضعهم على خريطة الطريق الصحيحة للحفاظ على تراث الصقارة، وفي الوقت نفسه ممارسة نشاطهم بطرق قانونية وتحقيق مبدأ الصيد المستدام.

وتمت مناقشة العديد من المواضيع والمحاور المتعلقة باستراتيجية الصقارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودور الاتحاد العالمي للصقارة، وما يمكن عمله وما لا يمكن، إضافة إلى تسليط الضوء على الاتفاقات الدولية ودورها وأهميتها، وكذلك اتفاقية الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض واتفاقية الأنواع المهاجرة.

واستعرضت الندوة المشاريع الرائدة لخطة العمل الدولية للصقر الحر، والوضع الحالي لمجموعات الصقور في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى التحديات الوطنية والاقتراحات والحلول لمكافحة الاتجار غير المشروع بالصقور.

وخلصت الندوة باتفاق جميع الأطراف على أهمية تطوير استراتيجية شاملة وممتدة لخمس سنوات، تتناول عدداً من التحديات التي تواجه الصقارين، ورياضة الصيد بالصقور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتركيز على كيفية استدامتها من خلال توسيع أنشطة الإكثار بالأسر للصقور وإنتاج صقور مهجنة ذات مواصفات عالية بأعداد كافية وبأسعار مناسبة للصقارين لديمومة استمرار هذه الرياضة التراثية.

كما اتفق الحضور على وضع خطة توعوية لتثقيف الصقارين والمهتمين بالصقارة في كيفية الحفاظ على الصقور في البرية والحد من صيدها، وكيفية تشجيع إنشاء أندية رياضية ووضع الصقارين تحت المظلات الحكومية لتنظيم دورهم، ورفع توصيات الاتحادات والمؤسسات إلى الجهات الحكومية والمعنية، وكذلك العمل على تعزيز دور الصقارين والحفاظ على الصقور وطرائد الصيد.

وأثنى الحضور على دور دولة الإمارات والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في كيفية الحد من الصيد الجائر من خلال دعم الصقارين عبر توفير الحبارى المكاثرة بالأسر لتدريب صقورهم، وممارسة أنشطة الصيد من خلال افتتاح محميتين في الإمارات والتوسع في هذا المشروع والتشجيع ليشمل كل دول المنطقة لأجل تحقيق مبدأ الصيد المستدام.

وبدأت الندوة بكلمة لمعالي ماجد المنصوري، نائب رئيس الاتحاد العالمي للصقارين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أعرب فيها عن امتنانه للحضور على دعم جهود دولة الإمارات في تسجيل الصقارة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة اليونسكو، وأكد أن من أبرز الاهتمامات الحالية الحفاظ على خصوصية المنطقة وتأكيد تفرد أساليبها في الصقارة والتمسك بالجوانب الأخلاقية والإنسانية المتميزة التي تتضمن عشق الطبيعة والرفق بالحيوان والاعتناء بالصقور والطرائد والالتزام الذاتي بمعايير الاستدامة.

وأضاف أن ثمة أساليب خاصة وعطاءً غير محدود لمعالجة التحديات التي تواجه الصقارين والمهتمين بالمحافظة على البيئة واستدامة التراث والموارد الطبيعية.

وأفاد المنصوري أن من أهم التحديات التي يسعون إلى مواصلة وتطوير جهودهم لمواجهتها: هي تنظيم الصيد ومحاربة الطرق غير القانونية، ودعم مشاريع الحماية والإكثار في الأسر، وإرساء البنية التحتية للتنسيق والتعاون عن طريق أندية الصقارين في مختلف دول المنطقة، وتكثيف الحضور الفعال على المستوى الدولي والمشاركة في المبادرات العالمية التي تنطلق من المنطقة أو المناطق الأخرى التابعة للاتحاد الدولي. وقال معالي نائب رئيس الاتحاد العالمي للصقارين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «علينا أن ندرك أنّ الصقارين في عالم اليوم هم جزء من أسرة عالمية، فالتحديات التي تؤثر في الصقارين في منطقة ما من العالم، قد تؤثر أيضاً في الصقارين في مناطق أخرى»، لافتاً إلى أنه حتى داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثمة أنماط مختلفة من الأفكار والتصورات للصيد بالصقور، ونتشاطر جميعاً التحديات والهموم.

وأكد إمكانية حل هذه التحديات المشتركة «إذا عملنا معاً ووضعنا استراتيجيات مشتركة لحلها، لهذا السبب اخترنا الانضمام إلى صقارين آخرين من العالم، والتوحد معهم تحت لواء الاتحاد العالمي للصقارين والحفاظ على طيور الصيد (IAF).»

وذكر المنصوري أن الاتحاد العالمي يعترف بالخصوصيات المتفردة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك بالمساهمات الكبيرة التي قدمتها هذه المنطقة إلى الصقارة العالمية، ولذلك أنشأ منصباً لنائب الرئيس لتمثيل الصقارين في هذه المنطقة ، مقدماً عدداً من المقترحات المستقبلية لتعزيز مكانة الصقارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شملت: مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، التي يمكن أن تكون مركزاً إقليمياً لتطوير ممارسة الصقارة واستقطاب الشباب إليها، ومهرجان الصداقة الدولي للبيزرة في ديسمبر 2017 في أبوظبي، والذي سيركز على تنمية مهارات الشباب، بما سيوفره من فرص اللقاء بين الصقارين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع تعريفهم بصقارين من مختلف أنحاء العالم، حيث يمكن استثمار هذا الحدث لإنشاء أندية الصقارين وطرح برامج لتنمية مهارات الصقارين الشباب، وكذلك المؤتمرات البيطرية التي تنظمها جمعية القناص القطرية كل سنتين، حيث يمكن أن توفر مصدراً قيماً لتطوير مهارات الأطباء البيطريين داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهناك اقتراح لعقد مؤتمر في مصر بدعم من الاتحاد العالمي للصقارين واتفاقية الأنواع المهاجرة لمكافحة جرائم الحياة البرية والبحث عن سبل لانخراط الصقارين في حل هذه المشكلة.

كما يتم حالياً النظر المبدئي في تنظيم مؤتمر في آسيا الوسطى، وعلى الأرجح في قيرغيزستان، لمعالجة المخاوف المتعلقة بجرائم الحياة البرية ووضع الخطط للاستخدام المستدام، حيث من الممكن أن يساعد الاتحاد العالمي للصقارين في تنظيم هذا المؤتمر الذي ينسجم مع برنامج «ما بعد إنفاذ القانون» التابع للاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة (IUCN)، حيث تتضمن خطة المؤتمر إشراك السلطات المختصة بالمحافظة على البيئة والحياة البرية في دول شرق ووسط آسيا والشرق، جنباً إلى جنب مع الصقارين والمنظمات المعنية (وخاصة الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة، منظمة حياة الطيور العالمية، اتفاقية الأنواع المهاجرة)، وذلك بهدف مناقشة القضايا المتعلقة بالتجارة غير المشروعة وإيجاد وسائل لإرساء التجارة القانونية المستدامة بآليات شفافة وضوابط واضحة.

وأوضح المنصوري أن هناك العديد من الأساليب المميزة للصيد بالصقور في منطقة الشرق الأوسط، وقد اشتملت الأساليب التقليدية للصيد بالصقور على استخدام الصقور العابرة لاصطياد طيور الحبارى والكروان، ويواجه الحفاظ على هذه التقاليد العديد من التحديات الناجمة عن فقدان الموائل واستخدام المبيدات والصعق بالكهرباء وتزايد أعداد السكان والاستخدام غير المستدام.

وأفاد أن هناك حلولاً متميزة لمعالجة هذه التحديات من خلال مجموعة متنوعة من الطرق من بينها إكثار الصقور في الأسر لتخفيف الضغط على الصقور البرية، وذلك في نفس الوقت الذي يتم بذل الجهود لاستعادة أعداد الصقور البرية وزيادة فرص نجاح تكاثرها الطبيعي، حيث إن التهديدات التي تواجه الصقور البرية مثل الصعق بالكهرباء، تلقى الآن اهتماماً عالمياً.

وقد تم التصدي لتناقص الطرائد التقليدية والاستخدام غير المستدام لها من خلال الجهود التي يبذلها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، حيث أدى ذلك إلى إنشاء أكبر مشروع في العالم لاستعادة نوع واحد، نجح في استعادة الأوضاع الطبيعية للحبارى بما يمكن من صيدها بشكل مستدام في أجزاء عديدة من مناطق الانتشار.

كما سعى الصقارون، خصوصاً الشباب، إلى إيجاد سبل جديدة للانغماس في شغفهم وممارسة تراثهم الثقافي، وأدى ذلك إلى تنامي مسابقات الصيد بالصقور في المنطقة.

وأكد معالي ماجد المنصوري أن تقليد البيزرة باستخدام باز الباشق لا يزال مستمراً في تونس، لافتاً إلى أن ممارسة هذا التقليد تحتاج إلى فهم أكبر من السلطات المعنية وتحسين الهيكل التنظيمي للتأكد من استمراره كوسيلة من وسائل الصيد الشرعي والمستدام.

وأضاف أن الصيد بالصقور الطويلة الجناح في السهول الساحلية من المغرب ظل مستمراً نتيجة لتقديم بعض الدعم إلى قدامى الممارسين التقليديين، إذ يحتاج ذلك إلى المزيد من التنشيط من خلال دعم الممارسات القانونية للصيد بالصقور وتطوير الهياكل الحالية لتمثيل وتطوير صقاري هذه المنطقة.

وعن كيفية التصدي للتحديات الإقليمية لممارسة الصيد بالصقور قال المنصوري: إن الصيد غير القانوني لطيور الصيد لا يزال التحدي الأكبر داخل هذه المنطقة أو مرتبطاً بها، ويجب أن يكون ذلك مصدر قلق لجميع الصقارين في المنطقة والعالم.

وأشار إلى أنه مع وجود اختلافات في الفلسفة المتعلقة بنهج معالجة هذا التحدي، لا يوجد حل واحد يلبي جميع الاهتمامات، ولكن هناك أرضية مشتركة كافية لتوحيد النهج إزاء هذه المشكلة وإيجاد الحلول العملية التي يمكن أن تعالج هذه الفلسفات المختلفة من خلال الإكثار في الأسر، وتوفير طيور برية بطريقة قانونية مع التباحث لتحديد الحصص المستدامة، والسماح بالصيد للاستخدام الذاتي والإطلاق، إذا كانت الأعداد تسمح بالاستخدام المستدام، وتطوير البنية التحتية للصقارة لإنشاء آلية لتقنين الصيد بالصقور، وتمثيل مصالح الصقارين من خلال:

إنشاء أندية الصيد بالصقور بدعم واسع من الصقارين الوطنيين أو الإقليميين والاعتراف بهذه الأندية من السلطات المعنية بالمحافظة على البيئة والحياة البرية، وتطوير نظام التوجيه والتدريب المتخصص بخطوات محددة لضمان المعايير المتميزة للصيد بالصقور، ووضع معايير الرعاية الجيدة التي تضمن صحة ورفاهية طيور الصيد، ويمكن أن يستند ذلك إلى التدريب بوساطة مستشفى متخصص للصقارة ومؤتمرات بيطرية من شأنها تعزيز قدرة الأطباء البيطريين لعلاج الطيور الجارحة في المنطقة ،

وإلى النظر في الاستراتيجيات التي يمكن أن تعزز التنوع البيولوجي وعكس ظاهرة فقدان الموائل، مع إمكانية إنشاء محميات للصيد المنظم تحت إدارة صقارين إقليميين أو وطنيين، وإقامة مشاريع إقليمية أو وطنية تضمن انخراط الصقارين في جهود الحفاظ على البيئة والحياة البرية، وتنظيم المهرجانات والمؤتمرات أو التجمعات الأخرى التي تروج للصقارة كممارسة ثقافية وتراثية، والترويج للصقارة في أوساط الشباب الذين يمثلون الضمان لاستدامة هذا التراث في المستقبل. وأوضح المنصوري أن الصقر الحر يشكل عنصراً أساسياً لممارسة الصقارة من قبل الكثير من الصقارين، إن لم يكن معظمهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد تم تشكيل فريق عمل للصقر الحر تحت إدارة اتفاقية الأنواع المهاجرة قام بإعداد خطة عمل عالمية لقيادة جهود المحافظة على الصقر الحر، وهو يملك الآن 4 مشاريع ريادية تحتاج إلى دعم صقاري الإقليم.

ومن جهته، أوضح غاري تمبرل، المسؤول التنفيذي للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة أن الاتحاد العالمي للصقارين يجمع تحت مظلته أعضاءً من مختلف المجالات، إذ يضم محامين وسياسيين ومهندسين، مؤكداً ضرورة وأهمية أن تكون هناك قنوات تواصل واضحة، حتى ولو أخذت وقتاً طويلاً لتصبح حقيقة.

وتطرق تمبرل إلى القتل غير الشرعي للصقور وضرورة «أن يطبق القانون الدولي للحد منه، حيث تمّ التواصل مع حكومات ومنظمات عالمية، لكن هذا أيضاً يأخذ وقتاً طويلاً»، مطالباً بتأسيس ما نحتاجه للمعرفة وتحديد الشخص الذي يريد المعرفة، والبحث في أماكن أخرى، فالأهداف المُتخصّصة مختلفة لكنها تتحدث جميعها عن الصقارين، وقوانين الصيد بالصقور. وتطرق إلى صعوبة العادات والتقاليد على الصقارين، مؤكداً أن الصيادين اليوم آمنون وأعدادهم في تزايد بعدما تم الاعتراف بجمعية الصقور من قبل اليونيسكو وأصبحت شرعية، كما أصبح هناك تفاهم بين الصقارين وحكوماتهم.

من جانبه، تحدث الدكتور أدريان لومبارد، رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، عن دور الاتفاقيات الدولية وأهميتها للصقارة، واتفاقية الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، موضحاً زيادة عدد الصقارين حول العالم واعتماد رياضة الصيد كرياضة تقليدية احتلت موقعاً متقدماً في الكثير من الدول مما يعني أنها قدّمت الدعم إلى فنون الصيد.

وتطرق إلى عدد من الأهداف، من بينها دعم الصقارين في جميع أنحاء العالم عبر الكثير من المنظمات الدولية التي اعتمدت رياضة الصيد بالصقور وجعلتها معترفاً بها في المنظمات العالمية، وتشجيع الصقارين على الصيد المستدام في البيئة البرية، والثالث تشجيع الحفاظ على الثقافات والحضارات والطيور وتعزيز ذلك بمعلومات علمية وتطوير نظم تكاثر الصقور وكذلك تقديم شرح واضح للصقارين والصيادين في حوار صريح عن قانون الطبيعة والقوانين الصادرة للحفاظ عليها واتباع العادات والتقاليد للحفاظ على الطيور المهاجرة.

وأضاف لومبارد: لقد قدمنا دعماً كبيراً في هذا المجال حتى أصبح هناك تطور واضح في القوانين المحلية والدولية حول نظم التصدير والاستيراد والحفاظ على الطيور بالتحاور مع المنظمات والصقارين، كما أعطينا تسهيلات كبيرة وأقمنا الكثير من الحوارات بين المنظمات والصيادين يساعد في استصدار جوازات للصقارين.

وسلط لومبارد الضوء على بعض التحديات المتعلقة بالطيور المهاجرة، ودور المنظمات المختصة التي حجزت لها مقعداً في المنظمات الدولية والأمم المتحدة في الحفاظ على الطبيعة وعلى الصقور، والتي يتجمع أعضاؤها كل أربعة أعوام، مشيراً إلى أنها تضم أكثر من ألف من الكوادر، من 45 مكتباً عضواً و88 دولة.

وعلى هامش مشاركته الفعالة في أشغال هذه الندوة الدولية الهامة، صرح السيد محمد الغزواني لجريدة “الجديدة سات. أنفو” ׃« كما تعلمون مشاركتنا في هذه التظاهرة الدولية الكبرى لم تأتي من فراغ. فجمعية الصقارين القواسم بأحد أولاد افرج بإقليم الجديدة من أقدم الجمعيات في العالم المهتمة بالمحافظة على فن الصيد بالصقور و تربيتها. كما أن جمعية الصقارين القواسم بأحد أولاد افرج بإقليم الجديدة لها علاقات وطيدة مع الأشقاء الأعزاء الإماراتيين. وليس غريبا على دولة الإمارات العربية الشقيقة تنظيم مثل هذه التظاهرات التي تسعى إلى المحافظة على البيئة وصون التراث وإرساء أخلاقياتها النبيلة التي وضع ركائزها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – الذي كان الرائد على مستوى العالم في مجال الصيد المستدام وصون التراث وحفظ الأنواع، انطلاقاً من حرصه على صون التراث العربي العريق وتوريث العادات الأصيلة للأجيال المقبلة، حيث يعد الشيخ زايد ـــ طيّب الله ثراه ـــ الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة في العالم، والذي استشرف مُبكراً الحاجة الملحة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة، والتأكد من بقاء الصقور وطرائدها في البرية على المدى البعيد، حيث توصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرين لاحقاً بـ«الصيد المستدام» مُتقدّماً بمراحل على دعاة حماية الطبيعة في العالم، ومُجسّداً الصورة المثالية للصقار العربي لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة.

وقد نجح نادي صقاري الإمارات في تنظيم هذه الندوة الدولية بتعاون مع الاتحاد العالمي للصقارين ، و التي أقيمت على هامش اختتام فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية – أبوظبي 2016 ، في استقطاب أهم الباحثين في هذا المجال، إضافة إلى مشاركة ألب الدول التي تهتم بالصقور، حيث تم تقديم إسهامات في المحاور المتعلقة بالتراث الإنساني للصقارة. وتم بحث عدة محاور أهمها : «صحة الصقور: الإسعافات الأولية وإعادة التأهيل»، و«تراث الصيد بالصقور»، و«الضوابط القانونية للصيد بالصقور: التجارة والحيازة وفوائد صون الصقارة»، «مشروعات صون الصقور»، «الخطط المستقبلية للحفاظ على تراث الصقارة والصيد المستدام »، «صون الطرائد والصيد المُستدام»، و«النظرة لرياضة الصيد بالصقور»، و«التواصل بين الصقارين»…

ونحن بصدد إرسال طبيب بيطري مغربي إلى دولة الإمارات العربية الشقيقة سيتم استقباله من طرف  نادي صقاري الإمارات للمشاركة في برنامج تدريبي ؛ في سبيل التعرّف على جميع الإمكانات والمعدات والأدوات الحديثة من أجهزة فحص وأشعة ومناظير والمهارات اللازمة لبيطرة الصقور المتقدمة بالإمارات العربية الشقيقة. وذلك قصد تبادل الخبرات الطبيّة والبحوث، للارتقاء بالجاهزية الطبيّة والاستعداد لمواجهة أية أمراض قد تصيب الصقور.

وأوجه الشكر والتقدير والامتنان للقيادة الرشيدة لحضرة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة و جلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه لله وسدد خطاه على دعمهم للحفاظ على هذا التراث العربي الأصيل، ومتابعتهم بشكل مباشر لكل ما يخدم الثقافة والتراث وصون التراث في مختلف المجالات، وخاصة مشاريع الصقارة، باعتبارها أحد أهم ركائز هذا التراث العربي و الإنساني العريق.».