جمعية الصقارين لقواسم باحد أولاد فرج تمثل المغرب في مهرجان الصداقة الدولي الثالث للبيزرة بأبوظبي

 

المغرب في مهرجان الصداقة الدولي الثالث للبيزرة بأبوظبي

بعدما تحصلت على دعوة للمشاركة في مهرجان الصداقة الدولي الثالث للبيزرة بأبوظبيتشارك جمعية الصقارين لقواسم باحد أولاد فرج في هذا الملتقى الدولي للبيزرة في دورته الثالثة والذي ينظم  بأبوظبي بالامارات العربية المتحدة من طرف لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي ونادي صقاري الإمارات خلال الفترة من 7 ولغاية 13 ديسمبر2014 .هذه المشاركة المغربية جاءت في إطار تطوير التعاون الثقافي بين الامارات العربية المتحدة والمغرب.

في إطار الاحتفاء باليوم الوطني اليوم 43 للامارات العربية المتحدةوتحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ٬تنظم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي ونادي صقاري الإمارات فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة خلال الفترة من 7 ولغاية 13 ديسمبر المقبل في أبو ظبي بمشاركة أكثر من 800 صقار وخبير وباحث ووفود دولية من حوالي ٲكثرمن 80 دولة من مختلف قارات العالم وعدد من المسؤولين في منظمة اليونسكو وممثلي المؤسسات الدولية المعنية بالحفاظ على تراث الصقارة وصون البيئة.

وتنطلق فعاليات هذا المهرجان بمخيم الصقارين والذي ٲقيم في منطقة حميم بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي حيث يقضي الصقارون أوقاتهم بصحبة طيورهم في منطقة مثالية لممارسة فنون الصقارة . ويوفر المخيم فرصة مميزة للصقارين والمهتمين بالصقارة للتواصل والتفاعل فيما بينهم وتبادل الخبرات والتعر ف على التقاليد المتنوعة لهذه الرياضة العريقة في أماكن مختلفة من العالم. كما يقد م لهم خبرة عملية لتجربة الحياة في الصحراء.

ويشهد هذا العام للمرة الأولى تنظيم جلسات للمؤتمر الدولي للصقارة خلال المخيم حيث يقدم الصقارون أوراق بحث علمية ويشاركوا في مناقشات وورش عمل حول تراث الصقارة وخطط صونها وأساليب ممارستها.

وخلال الفترة من 11 ولغاية 13 ديسمبر تقام الفعاليات في منتجع الفرسان الرياضي الدولي بمدينة خليفة في أبوظبي وتشمل مواصلة لأعمال المؤتمر الدولي للصقارة فيما تنطلق العديد من الأنشطة المخصصة للجمهور من الزوار والسياح.وتشمل كافة شرائح المجتمع وأفراد العائلة٬حيث ينطلق الافتتاح الرسمي للمهرجان من المنصة الرئيسية في موقع الحدث بموكب الصقارين من كل الدول المشاركة مع طيورهم وأعلام دولهم بملابسهم التقليدية التي تمثل مختلف ثقافات العالم.

وكان المهرجان في دورته الأولى التي أقيمت في عام 1976 قد حظي برعاية وحضور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان انطلاقا من حرص سموه على صون التراث العريق للدولة وتوريث العادات والتقاليد الأصيلة للأجيال القادمة حيث يعتبر الشيخ زايد طيب الله ثراه – الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة في العالم- استشرف مبكرا الحاجة الملحة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة وبين التأكد من بقاء الصقور وطرائدها في البرية على المدى البعيد٬حيث توصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرين لاحقا بـ “الصيد المستدام” متقدما بمراحل على دعاة حماية الطبيعة في العالم ومجسدا الصورة المثالية للصقار العربي لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة.

وأكد ماجد علي المنصوري المدير التنفيذي لنادي صقاري الإمارات بأن تنظيم مهرجان الصداقة الدولي الثالث للبيزرة خطوة جديدة تؤكد حرص نادي صقاري الإمارات، وبالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، على تعزيز جهود صون التراث الثقافي للإمارات العربية المتحدة ، وضمان استدامة أحد أهم ركائزه المتمثلة في تقاليد الصقارة المتأصلة في الموروث الوطني الإماراتي. كما يُساهم المهرجان في تعزيز دور الفعاليات التراثية في صون الهوية الوطنية الإماراتية وتنمية روح الولاء والانتماء. ولفت المنصوري إلى ٲن الصقارة تعتبر ركيزة مهمة في التراث الثقافي الإنساني، وهذا ما يؤكده مهرجان البيزرة من خلال توافد أكثر من 800 صقار من أكثر من 80 دولة واجتماعهم في أبوظبي لبحث سبل صون هذه الرياضة التراثية، وكيفية الحفاظ على الصقور والحبارى، وغيرها من الجوارح والطرائد. وهو ما يعكس في ذات الوقت الثقة بكفاءة وقدرة دولة الإمارات على تنظيم أهم الفعاليات العالمية.

وأشار المنصوري كذلك إلى أن هذا المهرجان يعتبر من أهم الفعاليات المتميزة على مستوى المنطقة، وهو الحدث الذي تفخر به دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يجتمع في هذا الملتقى كل عناصر التحدي، والتشويق، وصور التراث العربي الأصيل، والإنساني بشكل عام، والذي كان لدولة الإمارات الفضل في إظهاره عالمياً وتسجيله في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو في عام 2010، باعتبار الصقارة تمثل مجموعة من التقاليد والقيم المجتمعية المتوارثة، ومخزونا ًغنيا ًمن التراث الثقافي الذي يعود لآلاف السنين وتتشارك وتعتز وتفخر به الدول والجماعات والأفراد.

ومن جهته٬كشف عبدالله بطي القبيسي مدير المهرجان ومدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في ابو ظبي عن فعاليات هذا العام تعرف مشاركة 800 صقار من ٲكثرمن 82 دولة، 50 متحدثاً في المؤتمر الدولي للصقارة، 51 عارضاً ومؤدياً في ساحة العروض، 19 مدرباً للصقور، 45 رساماً، 47 مصوراً فوتوغرافياً، كلهم ضيوف عاصمتنا الحبيبة لهذا العام، أتوا من مختلف بقاع الأرض ليتشاركوا معنا سبل الحفاظ على الصقارة وحمايتها من الاندثار في ظل هذا التسارع العلمي والتكنولوجي، وتحت شعار “الصقارة تراث إنساني حي”، تحتفي الإمارات العربية المتحدة بالصقارة كتراث إنساني عالمي، حيث يتيح المهرجان ضمن فعالياته الرئيسة في المعسكر الصحراوي الذي يقام على مدى ثلاثة أيام من 7 ولغاية 9 ديسمبر/كانون الأول في منطقة حميم بالمنطقة الغربية فرصة ممارسة الصقارة وفق الطريقة العربية التقليدية على ظهور الإبل والخيل، إضافة لاستعراض الصقارة الآلية في المعسكر الصحراوي، وإتاحة الفرصة للفرق الوطنية لممارسة الصقارة باستخدام أنواع مختلفة من الجوارح لاستعراضها، كما أنه وللمرة الأولى يشهد المعسكر الصحراوي تنظيم جلسات للمؤتمر الدولي للصقارة، وذلك لإتاحة فرصة أكبر لمناقشة قضايا الصقارة المختلفة وتبادل الخبرات، والاستفادة من الوقت الذي يقضيه الصقارون في المخيم.. حيث تغطي جلسات المنتدى وورش العمل موضوعات متعلقة بالجوانب العملية للصقارة، تراثها، وجهود صونها.

وتابع القبيسي في هذا العام، يشارك في المؤتمر الدولي أكثر من 50 من الخبراء والمتخصصين والعاملين في مجال الحفاظ على الصقارة، وتتطرق الجلسات إلى العديد من الموضوعات التي تهم الصقارين في مختلف أنحاء العالم، وما يتهدد الصقور والصقارة من صعوبات كنتيجة لتغييرات بيئية أو إجراءات معينة يتخذها البشر، كما يستعرض للخطط المستقبلية التي وضعتها اليونسكو لصون الصقارة واستدامتها كتراث إنساني، ويشكل تجمع هذا العدد من المتخصصين من مختلف أنحاء العالم في أبوظبي فرصة مميزة لتبادل الخبرات في هذا المجال، ويعزّز فرص التعارف والتواصل، والتنسيق المستقبلي فيما بينهم بما يعود بالنفع على الصقارة عموماً، كما يؤكد على أهميتها بالنسبة للبشر في أنحاء المعمورة، ما جعله فناً مستمراً تتوارثه الأجيال ولم يهزم أمام إغراءات الحداثة والتطور الهائل الذي طال المجتمعات البشرية.

وعن الفعاليات العامة المخصصة للجمهور بمختلف فئاته وأعماره قال القبيسي أنها تقام في منتجع الفرسان الرياضي الدولي بمدينة خليفة خلال أيام 11 و12 و13 ديسمبر 2014، حيث هناك برنامج للساحة العامة يعرض أساليب الصقارة وثقافاتها وتقاليدها من مختلف أنحاء العالم، ويتوج ذلك بالموكب الكبير للدول المشاركة نهاية كل يوم، حيث يحضر جميع الصقارين من مختلف الجنسيات والثقافات إلى الساحة العامة بأزيائهم التراثية الوطنية حاملين أكثر من 100 طير جارح، على اختلاف أشكالها وألوانها، بالإضافة إلى أن اللجنة المنظمة أقامت العديد من الخيام المخصّصة للمشاركين في المهرجان، والتي تعكس اهتمامهم بالصقارة، كما تعرض للحرف اليدوية التقليدية في كل دولة، ومبادرات الإمارات فيما يتعلق بالصيد المستدام، فضلاً عن برنامج حافل من الأنشطة التعليمية والأسرية ومعارض للفائزين في مختلف مسابقات المهرجان الفنية والثقافية، ومن بين هذه الفعاليات المميزة: السوق، عروض الفرق الشعبية المشاركة، خيمة الفنون التشكيلية، معرض التصوير الفوتوغرافي للصقارة، خيام المبادرات الدولية، خيمة التراث، خيمة صون الجوارح، خيمة صون الفرائس، خيمة كلاب الصيد، وغيرها الكثير من الفعاليات التي ستناسب كافة الفئات العمرية الزائرة للمهرجان.

وختم القبيسي بالقول إنّ إقامة مهرجان الصداقة الدولي الثالث للبيزرة يأتي ضمن استراتيجية لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات بالمساهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي، واستدامة الذاكرة الثقافية، والعمل على إيصال الرسالة الحضارية والإنسانية للإمارات لمختلف ثقافات وشعوب العالم، وبما يُساهم في التعريف بدولة الإمارات كدولة نجحت بالجمع بين الحاضر بكل تقنياته ومعطياته وبين الماضي بكل ما فيه من عراقة وأصالة وثقافة.

وفي اتصال هاتفي برئيس جمعية الصقارين لقواسم بٲحد أولاد فرج السيد محمد الغزواني٬أعرب لنا عن خالص شكره وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة على هذه الدعوة الكريمة لهذه المناسبة التي بدأت منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه-، والتي تجسد عمق ومتانة العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين للإمارات العربية المتحدة والمغرب ، مشيداً بما تشهده هذه العلاقات من نمو وتقدم على مختلف الصعد تحت القيادة الرشيدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وٲخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظهما الله.

كما أثنى السيد محمد الغزواني على الدور الذي يضطلع به مهرجان الصداقة الدولي الثالث للبيزرة بأبوظبي في الحفاظ على التراث العربي الأصيل، وبما سيحققه من نجاح متواصل وما يحظى به من اهتمام من قبل المفكرين والباحثين والمثقفين والمهتمين بالتراث والثقافة، منوهاً بتنوع فعاليات المهرجان الثقافية والفكرية والفنية ، معرباً عن تمنياته بالنجاح لهذا المهرجان الذي يؤكد تميز الدور الحضاري للإمارات العربية المتحدة .

كما عبّر السيد محمد الغزواني عن سعادة جمعيته بتمثيل بلاده عن طريق المشاركة في هذه التظاهرة الدولية الكبرى، معربًا عن أمله أن تظهر المشاركة المغربية بالمهرجان بشكل يرضي تطلعات المتابعين وزوار المهرجان.

يشار في الٲخير إلى أنه وبفضل جهود مشتركة لـ 11 دولة من بينها المغرب قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة ٬فقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ في نوفمبر من العام 2010 عن تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.