نتحدث اليوم عن الاحتفال الذي نظم مؤخرا لتخليد الذكرى الثلاثين لتوأمة مدينة الجديدة مع مدينة سيت الفرنسية. فقد تفتقت عبقرية البعض على حصر هذا الاحتفال واختصاره فقط في معرض للفنون التشكيلية بمشاركة ثلة من الفنانين الجديدييين٬ إضافة إلى الفنان الفرنسي القادم من سيت ألان ديلماس. وذلك ما بين 4 و12 يونيو 2022 بالمجمع الثقافي للفوسفاط المجاور لثانوية أبي شعيب الدكالي. فكيف تم تنظيم هذا الاحتفال؟
في البداية تمت استضافة الفنان الفرنسي على ما يبدو من طرف لجنة مشكلة من أعضاء المجلس البلدي ٬ ثم بدأت عملية الاتصال ببعض الفنانين الجديديين على طريقة حسي مسي. فلم يتم الإعلان رسميا عن هذا الحدث. فقد كان حريا استدعاء المثقفين والجامعيين والكتاب والفنانين وكذا أولئك الذين سبق لهم أن ساهموا في عملية التبادل الثقافي والفني بين الجديدة وسيت. وذلك لإيجاد طريقة معقولة للاحتفال بالذكرى الثلاثين لتوأمة مدينة الجديدة مع مدينة سيت الفرنسية
من هنا بدأت عملية الارتجالية والعشوائية. وعلى إثرهما انسحب بعض الفنانين التشكيليين الجديديين
بعد ذلك٬ تم الاتفاق على مشاركة كل فنان تشكيلي بثلاث لوحات فقط. في حين٬ شارك الفنان الفرنسي بحوالي 25 لوحة٬ على أساس أن يتكفل المنظمون بطبع كتالوج موحد (منشور) يقدم لمحة عن كل الفنانين المشاركين في المعرض. لكن لم يتم طبعه بتاتا وكأن هذا الكتالوج (catalogue) سيكلف كثيرا
يوم الافتتاح والذي ترأسه باشا مدينة الجديدة بحضور المدير الإقليمي لوزارة الثقافة وعمدة مدينة سيت والوفد المرافق له ومجموعة قليلة جدا من المدعوين٬ ودون حضور رئيس المجلس البلدي. كل هذا راجع إلى سياسة التعتيم حسي مسي٬ ودون دعوة رجالات الصحافة والأعلام أو حتى تعليق لافتات بجنبات مسرح محمد سعيد عفيفي والمدخل الرئيسي للمدينة. لماذا؟ ربما لغرض في نفس يعقوب
وخلال حفل عشاء بأحد رياضات مدينة الجديدة٬ كانت العشوائية هي الطاغية على هذا الحفل ٬إضافة إلى العشائرية التي تمثلت في تخصيص مقصف لمجموعة من ” علية القوم” وأشياء أخرى لا داعي لذكرها.ولم يسلم لأي مشارك أية شهادة مشاركة
والطامة الكبرى وقعت يوم الاختتام دون سابق إنذار. ففي هذا اليوم أي 12 يونيو 2022 ٬ فقد قدم خصيصا إلى مدينة الجديدة المؤرخ والروائي المغربي الكبير فؤاد العروي رفقة عائلته لزيارة المعرض. لكنه فوجئ بالأبواب الموصدة لمكان المعرض٬ مما دفعه إلى كتابة مقال عن هذه الواقعة المرة. في حين٬ أنني كفنان مشارك، لما ذهبت يوم 22 يونيو 2022 إلى المعرض لأتفقد لوحاتي، لم أتمكن من الدخول، لأن المكان كان مغلقا. ولم أتمكن من استرجاعها إلا بشق الأنفس
فعن أي احتفال يتحدثون؟ هل هذا الاحتفال لا يعني ساكنة مدينة الجديدة؟ إنها إذن سياسة تهميش الثقافة والاستهتار وسياسة حسي مسي
وما زاد الطين بلة أن عضوين من أعضاء هذه اللجنة المعلومة صرحا لأحد المواقع أنه منذ 30 سنة لم يتم تنظيم أية عملية للتبادل الثقافي والفني بين الجديدة وسيت. متناسيان أنه تم تنظيم ملتقى ثقافي فني سنتي 1994 و1995 بمدينة سيت نظمته فرقة عروس الشواطئ الجديدية بمشاركة جوق المستقبل الجديدي برئاسة الفنان الحاج بوشعيب السيبوعي المعروف بولد الشواي وجوق ربيع الملحون الأزموري برئاسة الشيخ الحاج عبد المجيد الرحيمي والفنان الحاج تيسا والفنانة سناء مرحاتي والفنان التشكيلي المتميز الحاج بوشعيب فلكي والنحات الشهير امحمد العادي وآخرين.ورافق كل هؤلاءالصحفيان المتالقان احمد امشكح و احمد شهيد.حيث قاما مباشرة من مدينة سيت بتغطية كل الانشطة المبرمجة لفائدة جريدتي الاتحاد الاشتراكي و ليبيراسيون
كما أنه في عهد المرحوم فيصل القادري٬ تم تكليفي كنائب لرئيس المجلس البلدي بكل ما يعني زيارة الوفد الرسمي لمدينة سيت إلى مدينة الجديدة 1997. كما تم الاتفاق على إنجاز عمل مسرحي بمشاركة ممثلي فرقة عروس الشواطئ الجديدية وممثلي فرقة ورشة الزاوية (Atelier du Coin) من مدينة سيت. وفعلا قدم العمل المسرحي الغنائي بداخل المسقاة البرتغالية وبالمسرح البلدي٬ إضافة إلى عمل من فن مسرح الشارع بساحة محمد الخامس. من هنا يتبين لنا جليا بأن المجلس البلدي لا يهتم بالثقافة والفن على الإطلاق. اللهم إني بلغت