الثقافة أولا

ويقول رئيس المؤسسة أحمد الصديقي «بأن الثقافة هي الوسيلة المثلى لإحياء أمجاد الجديدة، والتذكير بتاريخها الحافل وتعبئة ساكنتها لإخراجها من الركود والنسيان» ولم يخف أبناء «مازاغان» خلال أحاديثهم أسفهم لما أصاب مدينتهم من «عدوان» على ذاكرتها، وما تعرضت له بناياتها ومعالمها من نسيان وتدمير، وهي المدينة التي عرفت ازدهارا ثقافيا رائدا خلال مسيرتها

مازاغان

خلال جولة في المدينة أشار سكانها إلى عدد من البنايات القديمة، والتي تكوّن جزءا مهما من ذاكرتها العمرانية…. تلك الشواهد عن الماضي القريب والبعيد، توجد في حالة مزرية، بعضها أقفلت أبواب جدرانها بالحجر ووُضعت أخشاب على نوافذها، وبدت حزينة بئيسة، كشهادةٍ حية، على عدم الاهتمام… بل ذهب البعض إلى القول، بأن ما تشهده الجديدة هو «اغتيال» لذاكرتها، ومسًّا بما كانت تتباهى به أمام المدن المغربية العتيقة   

 

المهدومة

من بين ما تبرزه النخبة العالمة هي القلعة البرتغالية (1769-1503) والتي تعود إلى بداية القرن السادس عشر، حين كونت أقوى الحضور البرتغالي على الشواطئ المغربية… وخلال ما يزيد عن ثلاثة قرون، حاول المجاهدون الاستيلاء على «مازاغان»، وطرد الوجود الأجنبي… ولم يتم ذلك إلا في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله حين استرجعها… ونظرا لتفجير معالمها، من طرف البرتغاليين حين رحيلهم، ثم هجرها وسُميّت «بالمهدُومة»… وبعد حوالي نصف قرن عادت الحياة إليها وسُميت «الجديدة

السلطان والأسير

                                   

خلال عطلة عيد الفطر، نظمت مؤسسة «شعيب الصديقي الدكالي» المعرض الأول لكتاب التاريخ للجديدة» … وخلال ثلاثة أيام تناول الكلمة عدد من المحاضرين، الذين عالجوا جملة من المواضيع المرتبطة بالذاكرة وأعلام المنطقة ودراسات مرتبطة بالتاريخ  


الثقافة أولا

ويقول رئيس المؤسسة أحمد الصديقي «بأن الثقافة هي الوسيلة المثلى لإحياء أمجاد الجديدة، والتذكير بتاريخها الحافل وتعبئة ساكنتها لإخراجها من الركود والنسيان» ولم يخف أبناء «مازاغان» خلال أحاديثهم أسفهم لما أصاب مدينتهم من «عدوان» على ذاكرتها، وما تعرضت له بناياتها ومعالمها من نسيان وتدمير، وهي المدينة التي عرفت ازدهارا ثقافيا رائدا خلال مسيرتها

مازاغان

خلال جولة في المدينة أشار سكانها إلى عدد من البنايات القديمة، والتي تكوّن جزءا مهما من ذاكرتها العمرانية…. تلك الشواهد عن الماضي القريب والبعيد، توجد في حالة مزرية، بعضها أقفلت أبواب جدرانها بالحجر ووُضعت أخشاب على نوافذها، وبدت حزينة بئيسة، كشهادةٍ حية، على عدم الاهتمام… بل ذهب البعض إلى القول، بأن ما تشهده الجديدة هو «اغتيال» لذاكرتها، ومسًّا بما كانت تتباهى به أمام المدن المغربية العتيقة   

 

المهدومة

من بين ما تبرزه النخبة العالمة هي القلعة البرتغالية (1769-1503) والتي تعود إلى بداية القرن السادس عشر، حين كونت أقوى الحضور البرتغالي على الشواطئ المغربية… وخلال ما يزيد عن ثلاثة قرون، حاول المجاهدون الاستيلاء على «مازاغان»، وطرد الوجود الأجنبي… ولم يتم ذلك إلا في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله حين استرجعها… ونظرا لتفجير معالمها، من طرف البرتغاليين حين رحيلهم، ثم هجرها وسُميّت «بالمهدُومة»… وبعد حوالي نصف قرن عادت الحياة إليها وسُميت «الجديدة

السلطان والأسير

ومن بين المحاضرات التي أُلقيت في مواضيع تاريخية، محاضرتي حول آخر مؤلفاتي بعنوان: «السلطان والأسير»، حيث تناولت الوضعية التاريخية للمغرب في القرن السابع عشر، والأحداث التي عاشها والتي انتهت بوصول الدولة العلوية بعد القضاء على جميع الزعامات المحلية، وخاصة السملاليون في سوس وعاصمتهم «إيليغ»، والدلائيون في الأطلس، وعاصمتهم «الدلاء»، ولخضر غيلان في جْبالة وعاصمته القصر الكبير

واغتنمت المناسبة للتذكير بالمجاهد العياشي، الذي حاول مرارا تحرير مدينة «مازاغان» وذلك بمحاصرتها، بل تمكن من القضاء على فريق عسكري برتغالي بكامله، وأَسْر العشرات من جنوده، واستقدامهم إلى سلا وقتل الرئيس العسكري للوحدة المهاجمة (سنة 1640) وهو حاكم مازاغان

الجديدة، بهذا اللقاء سعت، للعودة إلى الواجهة وفاءً لتاريخها، وحفاظا على ذاكرتها، وتقوية لطموحاتها… شكرا إذن لمؤسسة «شعيب الصديقي الدكالي» التي أعادت الحياة إلى منطقة دكالة التي تزخر بإرث عمراني نادر، وجبَ العناية به، والتعريف بأهميته التاريخية… إذ يمكنه أن يستقطب السياح وإنعاش الحياة الاقتصادية بالمدينة… فعلى أبناء دكالة أن يهتموا بمدينتهم وتجهيزها وتحويلها إلى قطب سياحي وتجاري واقتصادي جذاب، كخطوة أولى لإزالة «الغشاوة» التي تغطيها… ولاشك أن مثل هذه المبادرات، رغم محدودية إشعاعها في خطواتها الأولى، ستلقى القبول خاصة إذا دخلت هذه التجربة الجامعة والثانويات