إقبال كبير على مهرجان القواسم الثالث للصقور
و الإعلان عن تشييد مركز خاص للصقور بالقواسم
بشراكة و بتعاون مع جمعيةالقواسم أولاد فرج للصيد بالصقور٬ نظمت الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة تحت إشراف عمالة إقليم الجديدة بتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة وجماعة لقواسم الدورة الثالثة لمهرجان الصيد بالصقور بدكالة ما بين 29 و 31 مايو 2015 بالقواسم.
تحت شعار ” تقاليد عريقة و تراث عالمي ” استقبلت منطقة القواسم بٳقليم الجديدة على مدى ثلاثة أيام الدورة الثالثة لمهرجان الصيد بالصقور الذي تنفرد بتنظيمه هذه البلدة الصغيرة الواقعة على بعد 50 كيلومتراً جنوب شرق مدينة الجديدة.
ولابد ٲن نشير ٲن اختيار القواسم ليطلق فيها مهرجان الصقور صرخته الثالثة مرة أخرى هذه السنة لم يكن صدفة٬فهي آخر معقل للصيد بالجوارح ببلادنا ٬وهي أبعد من ذلك الزاوية التي حافظت على هويته وناضلت من أجل عدم انقراضه ، حيث ظل حيا يمارس على أصالته العريقة وفي علاقة غريزية قل نظيرها بين الإنسان والطير الحر كما يحلو لأهل دكالة تسميته.
ولقد حرص السيد معاد الجامعي عامل ٳقليم الجديدة على أن يكون المهرجان مناسبة لاستحضار تقاليد عريقة بالمنطقة هي نفسها المنتشرة عبر ربوع دكالة ، عن طريق الاحتفاء مثلا بحفظة القرآن بالمدرسة العتيقة لحفظ القرآن ٬وإبراز علاقة التعاون بين الفرس والصقر والسلوقي لإنجاح رحلات صيد٬ وإبراز قيمة منتوجات الصناعة التقليدية المحلية٬وإبراز شموخ سربات دكالة في فن التبوريدة دون إغفال الموسيقى الشعبيةكموروث تقليدي أصيل…
وعقدت خلال المهرجان الذي أقيم بين 29 و 31 مايو 2015 ندوة فكرية بالمناسبة تحت شعار ” التراث اللامادي والتنمية”.
وواكب فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان السيد عبد الفتاح البجيوي والي جهة دكالة عبدة عامل إقليم أسفي والسيد معاد الجامعي عامل إقليم الجديدة والسيد المصطفى الضريس عامل إقليم سيدي بنور.
و السيد عبد الله العلوي مدير التراث الثقافي بوزارة الثقافة بالمغرب و الدكتور أدريان لومبارد رئيس الرابطة العالمية للصقارةوممثلين عن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة برئاسة السيد عبيد المزروعي رئيس لجنة البعثة الإماراتية وممثلين عن دولة قطر الشقيقةبرئاسة السيد علي بن خاتم محمد المحشادي رئيس جمعية القناص القطرية وعدة شخصيات ٲخرى.
وفي هذا السياق، أعرب الدكتور أدريان لومبارد رئيس الرابطة العالمية للصقارةعن سعادته بحضور فعاليات مهرجان القواسم للصقور٬ مبديا إعجابه بما شاهده من تنظيم رائع٬ متمنيا استمرار مثل هذه المهرجانات التي تهتم بهذا الجانب من التراث الإنساني الأصيل٬ ومثمنا الجهود التي تبذلها جمعية الصيد بالصقور القواسم بٲحد ٲولاد افرج المغربية في بعث هذه الهواية الأصيلة في نفوس الشباب والحفاظ عليها جيلاً بعد جيل للحفاظ على جزء مضيء من التاريخ العربي. كما ثمن الضيافة الإماراتية المغربية وما لاقاه من ترحيب وحسن استقبال من طرف السلطات الٳقليمية.
كما أعرب السيد عبد الله العلوي مدير التراث الثقافي بوزارة الثقافة بالمغرب عن سعادته بالحضور لفعاليات المهرجان مقدراً هذا الجانب من الإرث المغربي في الاهتمام بهذه الهواية النادرة والمهمة المتمثلة في الصيد بالصقور. وأعلن السيد عبد الله العلوي مدير التراث الثقافي بوزارة الثقافة بالمغرب بأن مديرية التراث الثقافي بوزارة الثقافة بالمغرب ستخصص حوالي 600 مليون لتشييد مركز خاص بالصقور بمنطقة القواسم بأحد أولاد فرج. والذي نتمنى أن يرى النور على أرض الواقع في أقرب الآجال.
وقد انطلقت صباح الجمعة 10 شعبان 1436 الموافق 29 مايو 2015 ٲولى فعاليات مهرجان القواسم الثالث للصقور بحضور كثيف من المشاركين والمهتمين والجماهير التي توافدت من جميع مناطق المملكة وخارجها حيث أصبح المهرجان موسما شعبيا٬ بحيث انتشرت الخيام وكل ٲشكال الفرجة الشعبية٬ مما جعل زوار المهرجان يبدون إعجابهم ودهشتهم لما شاهدوه من تنظيم وبرنامج محكم ومنوع.
ومن الفقرات التي نالت اعجاب الحضور، أغنية «طالب طالب يايو» التي هي من الأغاني التراثية، أعاد تلحينها وبتوزيعها الموسيقي في قالب عصري جميل الأستاذ عبد المومن المصباحي. هذه الأغنية التراثية الخالدة أداها بامتياز كبير كورال صغارالمعهد الموسيقي المستقبل بالجديدة. وهي تجسد بعمق مشهد احتفالي لما يسمى تخريجة المحضار أي عندما يتخرج طالب نجيب على يد فقيهه.
ويوم السبت 11 شعبان 1436 الموافق 30 مايو٬2015 لقيت عروض الصيد بالصقور اهتمام الحضور الذي غصت به جنبات موقع المهرجان غير مكترثين بٲحوال الطقس الحارة.
واستمتع الحضور كذلك بالعروض الفولكلورية ولوحات الفروسية وركوب الخيل، ٳضافةأغنية “طالب طالب يا يوه” لتلاميذ المعهد الموسيقى المسقبل وٳلى اللوحات الفنية لمجموعة للا منانة للبحث في التراث النسائي والحضرة العرائشية في أغاني صوفيةوعبيدات الرمىالصيادة ومجوعة تڭادة ومجموعة الزبيري للعيطة الحوزية وفرقة الفنون الشعبية لأولاد افرج وأولاد بنعقيدة و المايسترو عبد الدايم .إلا أن استعراضات الصقور ما زالت تلقى اهتماما أكبر من الزوار.فأثناء تقديم العرض الذي نشطه أعضاء من جمعية الصقارين القواسم بأحد أولاد فرج انبهر المتفرجون بسرعة انقضاض الصقر على فريسته٬وتعالت من كل الجنبات صيحات الإعجاب والتصفيق. كما تابع المتفرجون باهتمام بالغ سباق أسرع سلوقي الذي أطره وسهر على تنظيمه وفد من الأشقاء القطريين.
و عن هذا المهرجان وأهدافه و المشاركة الفعالة لدولتي الإمارات العربية المتحدة وقطر٬ قال الأستاذ المناضل إدريس لمرابط رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الصيد بالصقور:«يعتبر مهرجان الصيد بالصقور بجماعة القواسم موعدا سنويا بمنطقة القواسم بأولاد فرج يجمع مربو الصقور. وإن تنظيم هذه التظاهرة يأتي من أجل تعريف الشباب بمكانة الصقور عند الآباء والأجداد الذين كانوا يحرصون على اقتناء النادر منها لممارسة رياضة الصيد فيها. كما أنه مناسبة لدعم و تطوير السياحة القروية البيئية في إقليم الجديدة التي تسعى لتنويع منتجاتها السياحية٬كي لا تقتصر صناعة السياحة فيه على السياحة الشاطئية. والغاية أيضا من المهرجان الإسهام في مد الجسور بين الشعوب العربية الشقيقة وفي تعزيز سبل التقارب والحوار بين مختلف الثقافات الإنسانية٬إضافة لتعريف الجيل الجديد بأحد أهم ركائز التراث الثقافي المتمثل في فن الصيد بالصقور. و يسرني بكل اعتزاز أن أقدم أحر تشكراتي لأشقائنا الإماراتيين والقطريين على مشاركتهم المتميزة الطيبة».
و من جهته٬قال السيد محمد الغزواني رئيس جمعية الصيد بالصقور القواسم بٲحد ٲولاد افرج إن التظاهرة التي أتت تحت شعار “تقاليد عريقة و تراث عالمي” هدفها الحفاظ على ما يعرف بفن الصيد بالصقور أو تربية الصقور بالقواسم والمساهمة في تطوير السياحة البيئية.
وأعرب السيد الغزواني عن تقديره للوفدين الإماراتي و القطري. ٬متقدماً بجزيل الشكر لصاحب السمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان٬ ممثل الحاكم في المنطقة الغربية ( حفظه الله ورعاه ) ، على دعمه اللامحدود ورعايته الكريمة وجهده الذي يصب في المحافظة على رياضة الصيد بالصقور التي تعد إرثاً إنسانياً معنوياً غير مادي وهي شهادة نعتز بها كصقارين مغاربة و كدولة شقيقة عربية.
وعن مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة قال السيد عبيد المزروعي رئيس لجنة بعثة الإمارات العربية المتحدة:«مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في المهرجان مناسبة جميلة٬ونحن نشكر الأشقاء في المغرب على هذه الدعوة. و معلوم أن هناك تبادل وتكامل ثقافي بين الإمارات العربية المتحدة والمغرب من خلال هذا المهرجان، ومن هنا يمكن أن نؤسس نوعا من التبادل الثقافي بين البلدين من خلال هذه الفعاليات، وسيكون هناك مستقبلا بإذن الله كما في السابق مشاركتنا بشكل فعال في مهرجان طانطان أو القواسم بالجديدة لكي نسهم في إغناء تراث البلدين الشقيقين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية وإحياء الجذور التاريخية والثقافية التي تربط بين الشعبين، وذلك لأن هناك تلاق كبير بين الموروث الثقافي الإماراتي و الموروث الثقافي المغربي».
وعبّر السيد عبدالله بطي القبيسي مدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بدولة الإمارات العربية المتحدة عن سعادته بحضور المهرجان. وقال السيد عبد الله الكبيسي:«إن مشاركة وفد من الإمارات العربية المتحدة في إطار فعاليات هذه الدورة يعكس الإرادة المشتركة لتقوية أواصر الصداقة وتعزيز علاقات التعاون بين الجانب الإماراتي و المغربي. مبرزا أن هذه الخطوة ستتلوها مبادرات مماثلة مع جمعية الصقارين لمنطقة القواسم بأحد أولاد فرج والتييتقاسم سكانها مع نظرائهم في الإمارات العربية المتحدة مجموعة من الخصوصيات المرتبطة بالموروث الثقافي المتمثل في رياضة الصيد بالصقور».
و من جانبه ٬صرح لنا السيد علي بن خاتم المحشادي رئيس الوفد القطري ورئيس جمعية القناص القطرية:« إن هذا المهرجان يمثّل أحد أوجه التلاقي الكبير بين الشعبين الشقيقين في قطر والمملكة المغربية، وأنا بصفتي الرسمية والشخصية أمثل بلدا عزيزا على المغرب مثلما أن المملكة المغربية عزيزة على قطر٬ونحن سعيدون بحضور هذا المهرجان الجميل». وأكد السيد علي بن خاتم المحشادي رئيس الوفد القطري ورئيس جمعية القناص القطرية بأن مشاركة قطر في الدورة الثالثة لمهرجان الصيد بالصقور في منطقة القواسم بإقليم الجديدة في المغرب واختيارها ضيف الشرف الرئيس للمهرجان يعكس العلاقات الأخوية المتينة والتعاون الكبير بين البلدين الشقيقين المغرب و قطر».
تجدر الإشارة في الٲخير إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) سجلت في دورتها التي انعقدت خلال شهر نونبر 2010 بنيروبي، الطريقة التقليدية للصيد بالصقور، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية، بحيث شمل الإعلان 11 بلدا يضم بالإضافة إلى المغرب، دول بلجيكا وجمهورية التشيك وفرنسا وكوريا ومنغوليا وقطر والمملكة العربية السعودية واسبانيا وسورية والإمارات العربية المتحدة.
بقي أن نشير إلى أن هذه الدورة ٬بالرغم من بعض الملاحظات حول بعض الاختلالات التي يمكن تجاوزها مستقبلا٬ لاقت استحسان الجميع نظرا للجهود الجبارة التي بذلها المنظمون من بينهم على الخصوص الأستاذ إدريس لمرابط والأخوين محمد الغزواني و عبد الرحمان عريس. كما أنه عرف طفرة هائلة في لفت الانتباه والاهتمام داخليا وخارجيا٬ ونجح وبامتياز إلى أن يلعب دور الرافعة والقاطرة لتنمية السياحة في المنطقة وترويج المنتوج السياحي القروي بإقليم الجديدة.