الواقع المسرحي في مدينة الجديدة

«أعطني خبزاً ومسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً»، بهذه الكلمات سأبدأ حديثي عن الواقع المسرحي في مدينة الجديدة الذي تواجهه الكثير من الصعوبات والمعرقلات.

إنه واقع مر يعيشه الفنانون المسرحيون الجديديون في الجديدة والذين يواجهون الكثير من الصعوبات والمعرقلات في مسيرتهم الفنية والثقافية، منها المسطرة المعقدة للحصول على ترخيص استغلال مسرح محمد سعيد عفيفي وغياب الدعم المادي والمعنوي للنهوض بواقع الفن المسرحي في المدينة.

كما يعاني المسرحيون الجديديون الكثير من التهميش وعدم وجود الدعم المادي والمعنوي لهذا الفن العريق، مما يجبر الفرق المسرحية الجديدية  على عدم الاستمرار في عروضها نظرا الإهمال من السلطات والمجلس البلدي ومن الجهات ذات العلاقة. في حين يتم تشجيع أشباه فنانين ومرتزقة يؤتى بهم من جهات أخرى لغرض في نفس يعقوب، وكأن الفن والتمثيل حرام على المسرحيين الجديديين وحلال  على أشياعهم.

وبما أن المسؤولين ينهجون « سياسة مطرب الحي لا يطرب »، فإن ملامح الحسرة والغصة  تعصر يوميا قلوب المسرحيين الجديديين إلى حد أن جلهم لا يفضل أن يمر بجانب بناية مسرح محمد سعيد عفيفي. أضف إلى ذلك، تجاهل المسؤولين للجدوى الاقتصادية من انتعاش المسرح في الجديدة على يد أبنائها والتي قد تنعكس ايجابياً على الصالح العام. فلماذا تسد أبواب مسرح محمد سعيد عفيفي بطرق ملتوية إن لم يكن الغرض من ذلك تهميش المسرحيين الجديديين وإحباطهم، في الوقت الذي لم يتم فيه عرض أية مسرحية من إنتاج جديدي منذ ما ينيف عن سنة؟ و إذا كان هذا المسرح لا يفتح في وجه الطاقات المسرحية لتشجيعهم ، فالأولى تغيير اسمه من مسرح محمد سعيد عفيفي إلى قاعة الحفلات مخصصة للشطيح والرديح والقعدة؟

ومن جهة أخرى، كانت هناك دعوات ومناشدات من قبل المختصين بمجال الفن المسرحي بالجديدة والتي طالبت غير ما مرة بتبني مشروع إحداث فرقة مسرحية تابعة لمسرح محمد سعيد عفيفي. لكن ظل صرختهم في واد وما يدبر في الخفاء في واد آخر بغرض طمس كل معالم المدينة الثقافية والفنية. وفي هذا الباب،  يتذكر الجميع السينمات في المدينة وهي مرحبا و الريف و«ديفور» وجميعها انقرضت.أما المسرح فهو الآخر بات لا يقام فيه أي نشاط مسرحي من إنتاج المسرحيين الجديديين نظرا للمعرقلات الكبيرة التي تعترض مسيرتهم.

المسرح الجديدي بات بحاجة الى مراجعة حقيقية لبناء وإرساء ثقافة مسرحية وتهيئتها عن طريق تشجيع الطاقات المحلية و الأخذ بيدها لغرض إعادة الروح إلي المسرح الجديدي الذي أعطى الشيء الكثير للثقاقة المغربية منذ بداية القرن العشرين. فإلى متى سيظل المسرح الجديدي مهمشا و غير مرغوب فيه؟