هي دورة تنظمها الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية تحت إشراف عمالة الجديدة والراعي المؤسس المجمع الشريف للفوسفاط، وبتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وجماعة أزمور والمجلس الإقليمي للجديدة وجهة الدار البيضاء-سطات.

ونسخة 2023 إذ تعد استمرارية لذلك التألق الكبير الذي حققه ” ملحونيات ” خلال الدورات العشر السابقة، عندما حجز لنفسه موعدا سنويا بارزا في أجندة المهرجانات والملتقيات الكبرى ببلادنا، تأتي في سياق ترسيخ قيم ” ثقافة الاعتراف ” بالفضل لرواد فن الملحون الذين يشهد لهم بالفضل والسبق والنجاح، ويستحقون منا جميعا الثناء والتقدير.

ومن هؤلاء الذين يتوقف التاريخ من أجلهم لحظة هنا بأزمور وبمناسبة هذه الدورة ١١، شيخ الملحون المرحوم ” عبد المجيد رحيمي ” الذي تخطفته يد المنون دون سابق إشعار، يتوقف التاريخ لنأخذ منه لحظة وفاء لفنان متميز واستثنائي ومرب من طراز رفيع، كان وبكل صدق هرما من أهرامات الملحون ليس فقط بمدينة مولاي بوشعيب الرداد، ولكن بكل ربوع الوطن الحبيب.

حتما هو اليوم لا يشاركنا هذه الدورة، ولكن يكفيه كل الفخر أن تلامذته شيماء الرداف وهاجر الزهوري، حاضرون بقوة لينشدوا أجمل الكلمات إهداء ل «روح الأستاذ الكبير» وكأننا به في قبره يتجاوب معهم بما قاله الشاعر

” تلك آثارنا تدل علينا …فانظروا بعدنا إلى الآثار “

وتغتنم الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة ، المناسبة وهي شرط في هذه الدورة ، لتستحضر جهود من وضعوا اللبنة الأولى لهذا المهرجان المتميز قبل ١١ سنة ، حتى أضحى شامخا برجع صدى قوي على ضفتي نهر أم الربيع ، وبساحة “إبراهام مول نيس” ، التي تكتسي رمزية كبيرة في تاريخ المغرب المنفتح والمتعايش مع كل الديانات ، والمكرس لثقافة التسامح والقيم الإنسانية النبيلة ، هي من دون شك مناسبة فضلى لتكريم من تحملوا صعوبات البداية وأسسوا ” المهرجان الدولي ملحونيات ” عسانا جميعا نكون أرجعنا لهم بعضا من ذاك الجميل .

وتنعقد الدورة ١١ من مهرجان ملحونيات في غمرة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 24 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين، كما أنها تتيمن بذكرى ميلاد القائد الباني واحتفالات الشعب المغربي بذكرى ثورة الملك والشعب