لا يتردد عناصر قبيلة القواسم الدكالية المشهورة في انتهاز كل فرصة للتذكير بالتشجيع الذي كانوا يحظون به من طرف الملوك العلويين و بامتلاكهم الظهائر التي تثبت أن السلطان مولاي الحسن الأول أعفى المقدمين القواسم من الضرائب بحكم أنهم كانوا يسخرون الأموال لمساعدة المحتاجين ضمن قبيلتهم و زاويتهم طبقا لمقتضيات الظهائر التي تعنيهم.

كما أن القواسم يتوفرون علاوة على ظهير السلطان مولاي الحسن الأول المؤرخ في 21 ماي 1885 على ظهير السلطان مولاي حفيظ بتاريخ 2 فبراير 1910 الذي يجدد ما منحه سلفه  لفائدة هاته القبيلة.

ويجدر بالذكر كذلك أن السلطان مولاي عبد الحفيظ بعث في بداية القرن العشرين و فدا خاصا إلى تركيا للحصول على مجموعة من الصقور المروضة، و قد شكل مربو الصقور القواسم كل أعضاء هذا الوفد.

في هذا السياق، حيث تتجلى أهمية تربية الصقور لدى القواسم، نشرت المجلة الفرنسية صورة تم التقاطها خلال إحدى حلقات الصيد في منطقة القواسم،  بتاريخ 1 أبريل 1912، تظهر السلطان مولاي عبد الحفيظ رفقة الصقارين القواسم وهم يمتطون خيولهم، ويحملون صقورهم  على يدهم اليسرى.

كما يذكر تاريخ السلاطين المغاربة الملك محمد الخامس كأحد أكبر هواة القنص بالصقر.

و ما زالت خزانة القايد سي بوبكر بن المصطفى القاسمي تحتفظ برسالتين من الصدر الأعظم الحاج محمد المقري بأمر من المغفور له محمد الخامس تذكر الأولى المؤرخة في 10 ماي 1941 بضرورة إعداد الجوارح حتى تصل إلى القصر الملكي قبل سفر جلالته، و الثانية المؤرخة في 13 مايو 1941، تخبر القايد سي بوبكر بوصول هذه الطيور رفقة مربي الصقور.

تشجيع مربي الصقور استمر حتى بعد الاستقلال كما يشهد على ذلك الظهير الشريف الموقع من طرف الوزير الأول محمد المختار السوسي باسم العاهل محمد الخامس، بتاريخ 1 دجنبر 1960 و الذي يؤكد لمربي الصقور القواسم بدكالة ما كان قد منحه لهم أسلافه العلويون.

إضافة إلى هذا و كإشهاد على الأهمية التي تحظى بها تربية الصقور ينبغي الإشارة الى مبادرة المغفور له الحسن الثاني بخصوص إصدار طوابع تمثل جوارحا.

و يبقى الحدث الأكثر حداثة فيما يخص العناية الملكية هو تمثيل مربي الصقور القواسم في أول معرض للفرس المنظم بالجديدة من 22 إلى 26 أكتوبر 2008. و يندرج هذا الحضور بهذه التظاهرة المتميزة التي دشنها جلالة الملك محمد السادس في استمرارية الاهتمام الذي لم يكف الملوك العلويون عن إيلائه إلى مربي الصقور القواسم، خاصة و أن هؤلاء حظوا بامتياز تقديم عرض أمام جلالته في كيفية ترويض الصقور، لقي تميزه و إتقانه ترحيبا من طرف جميع الحاضرين.