أسدل الستار  ليلة السبت الأحد 06 غشت 2017، بمنصة ملعب الخيول لالة مليكة بالجديدة على فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي “جوهرة 2017″  بإحياء الفنان الجزائري قادر جابوني وسعيدة شرف وسامي راي وعبد الله الداودي و السي مهدي وعادل الميلودي حفلا ت فنية ساهرة بكل من الجديدة و آزمور و البئر الجديد.  

وقد عرفت هذه النسخة مشاركة عدد من الفنانين المغاربة والعرب المتميزين، ما يعكس الإشعاع الذي أصبح يحظى به هذا المهرجان سنة بعد أخرى، إذ أصبح ينافس عددا من المهرجانات الفنية الكبرى بالمغرب.

وعرف المهرجان عدة أنشطة موازية في فن المسرح خصوصا العرضين المسرحيين “أحلام عربية” لجمعية ربيع الإبداع بالجديدة  و ” عفريت الليل ” لفرقة القناع الأزرق بالجديدة، موازاة مع معرض للفنون التشكيلية للفنانة مليكة العراقي بقاعة العرض الشعيبية طلال بالحي البرتغالي ، وذلك الى جانب العناية بالشق الرياضي ، فضلا عن منافسات أخرى متنوعة.

وخلال سهرة الختام بمدينة الجديدة، وعلى وقع أنغام أغنية الراي التي لها معنى آخر لدى الجمهور الذي غلب عليه الشباب، خصوصا إذا ما اقترن بواحد من أعمدة الأغنية الرايوية في الجزائر الفنان قادر جابوني،فقد سطع نجم هذا الفنان في السهرة الختامية، فكان متألقا على الركح الذي تواصل مع جمهوره عن طريق الفن. وهكذا،أشعل مطرب الراي الجزائري قادر جابونى حفل الليلة الثالثة من ليالى المهرجان الدولي جوهرة التى أقيمت ليلة السبت 5 غشت 2017 بملعب الخيول الأميرة لالة مليكة بالجديدة، حيث قدم العديد من الأغاني وتفاعل الحضور معه بشكل كبير ورقصوا على موسيقى أغنياته، حيث يعد جابونى واحدا من أشهر مطربي الراي بالجزائر. فلبى للجمهور الحاضر أغلب أذواقه، فغنى «انتي سبابي»، «واعلاش»، «احكي يازمان»، عييت منك صايي»، «ماماميا»، «هي عمري» وغيرها من الأغاني التي عرف بها قادر جابوني، نزولا عند طلب جمهوره الذي جاء خصيصا له وتفاعل معه قلبا وقالبا.

وكانت أيضا سهرة الختام لمهرجان جوهرة مميزة  من خلال التجاوب الكبير الذي صنعته الفنانة الصحراوية سعيدة شرف التي كانت هي كذلك نجمة الطبعة بأكملها،  رغم الأسماء المنافسة لها في ذلك على غرار هويدا يوسف و ماكسيم كرتوشي ، فردد معها جمهورها جل أغانيها التي أدتها بحب لأبناء منطقة دكالة، في سهرة ناجحة بامتياز، أبدعت خلالها على الركح بكلمات راقية وموسيقى هادفة فغنت «ماني ماني»، «ماتخافش اعليا»، «عمي بلڭاسم» وغيرها.

ومن جهة أخرى، تميزت الأمسية الافتتاحية للنسخة السابعة من مهرجان جوهرة الدولي بالجديدة بالحفل المتميز الذي أحيته مساء أمس الخميس الفنانة السورية هويدة يوسف بمعية المطرب الشعبي المغربي ماكسيم كرتوشي . فأمام جمهور غفير ضاقت به منصة الحفل ، صدحت حنجرة الفنانة السورية هويدة بأجمل القطع التي تميز سجلها الغنائي ،و أطرب الفنان الشعبي ماكسيم كرتوشي الحضور بأشهر الاغاني المغربية الشعبية العريقة . فخلال هذا الحفل الساهر استمع الجمهور الغفير بأعذب الأغاني الشهيرة للفنانة هويدة من قبيل (على مين ) ،و (شويا شويا) , و (غايب) ، و أبدعت كثيرا حينما أدت بإحساس مرهف، وبرفقة الجهمور، رائعة ( صوت الحسن ينادي) للملحن المغربي عبد الله عصامي.

في حين ، حلق المطرب الشعبي ماكسيم كرتوشي بالجمهور إلى عوالم الموسيقى الشعبية المغربية العريقة، حيث اهتز الجمهور ورقص على إيقاعات أغاني خالدة من قبيل ( العطار يا العطار ) و (امنين انا).

وقبيل انطلاق الأمسيات الفنية المبرمجة خلال هذه الدورة السابعة لمهرجان جوهرة ، عاشت ساكنة الجديدة على إيقاعات حفل استعراضي فلكلوري في شكل “كرنفال” ، جابت خلاله عدد من الفرق الموسيقية و بهلوانيين و راقصين أهم شوارع مدينة الجديدة. وحظي هذا الكرنڤال بإعجاب كبير من قبل الجهور الغفير من الساكنة المحلية و الزوار و كذا السياح الأجانب، الذين تقاطروا على مدنية الجديدة خصوصا خلال بداية الأسبوع الأول من شهر غشت.

وتجدر الإشارة إلى أن السهرة الفنية الختامية بمدينة الجديدة تميزت بلحظات مؤثرة، تحولت فيها سماء مدينة الجديدة إلى لوحة فنية، عقب إطلاق الشهب الاصطناعية، حيث أقيم  عرض للشهب الاصطناعية التي أضاءت سماء دوڤيل المغربية. فشكل هذا العرض أقوى لحظات هذه الأمسية، حيث شدت أنظار الجمهور الحاضر على مدى دقائق عدة على إيقاع الشهب متعددة الألوان أضاءت سماء عروس الشواطئ، مانحة بذلك أروع العروض لساكنة الجديدة، وهم شاخصون بأنظارهم إلى السماء بهذه الأشكال المتعددة من النجوم الملتهبة التي أضاءت سماء عاصمة دكالة، مخلفة وراءها شهبا زاهية تتساقط على المدينة مثيرة فرحة الكبار والصغار.

هكذا إذن يسدل الستار على فعاليات الطبعة السابعة لمهرجان جوهرة الدولي، الذي عرف تعاقب عدة أسماء فنية عربية ومغربية وازنة، أمتعت على مدار ثلاثة أيام جمهور “جوهرة” بمختلف الطبوع الغنائية التي عكست الزخم والتنوع الذي حرص القائمون على المهرجان خلقه وإمتاع الجمهور به، فحققت طبعة 2017 نجاحها لتضاف إلى باقي الطبعات من عمر التظاهرة الفنية الدولية التي يحتضنها ركوح الجديدة و آزمور و البئر الجديد في كل سنة، التي كان ختامها مغاربيا خالصا جمع بين طابعي الشعبي والراي والصحراوي، فكان لكل منهم وقعه الخاص بالنسبة لجمهور أثبت تذوقه للفن وتجاوبه للطبوع العربية على اختلافها. ولابد من الإشارة في الأخير إلى أنه إذا عرفت النسخة السابعة لمهرجان جوهرة الدولي نجاحا غير مسبوق على كافة المستويات، فذلك بفضل الدعم والمشاركة الفعالة من قبل جميع الفاعلين بالإقليم و كذا المكتب الشريف للفوسفاط وشركة الجرف الأصفر للطاقة (جليك)، التابعة لشركة “طاقة”.