ستنظم جمعية القناع الأزرق للمسرح والثقافة بالجديدة، بتعاون وتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بالجديدة- سيدي بنور الدورة الثالثة الموسومة ب “المهرجان الدولي المسرحي للمسقاة ” تحت شعار ” المونودرما كرؤية جديدة للإبداع ” في الفترة الممتدة من 22 إلى 24 مارس 2019 بمسرح الكنيسة بالحي البرتغالي بمدينة الجديدة.

هذه الدورة ستتميز بتخصيص الجائزة الكبرى باسم الممثل والمخرج والمبدع المسرحي والسينمائي المرحوم المصطفى جلبي ابن الجديدة الذي وافته المنية يوم الثلاثاء 10 يوليوز 2018 ، إهداء لروحه واستحضارا لما أسداه من خدمات وتضحيات سواء لمسقط رأسه “مازاغان” أو لوطنه المغرب، وذلك بمشاركة فرق مسرحية محترفة من داخل التراب الوطني ومن مصر وتونس وإيطاليا.

وتتنوع فعاليات المهرجان مبتدئة باحتفالية اليوم العالمي للمسرح في 22 مارس يتخللها حفل تكريمي للفنان والخبير الحاج عبد الحكيم بن سينا رئيس الجامعة المغربية لمسرح الهواة والكاتبة والصحافية بديعة الراضي العضوة في الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري “الهاكا” وأحد الأسماء المغربية البارزة في الصحافة والفن الروائي والمسرحي.

وليس اعتباطيا أن يكون شعار هذه الدورة هو “المونودراما كرؤية جديدة للإبداع ” بل تم اختياره بعناية فائقة. ذلك لأن الفن المونودرامي هو فن الملحمية بلا منازع وفن العودة إلى المسرح في لحظته الأمومية المكثفة. ولهذا نشاهد في عصرنا الحالي نزوع الفنانات المسرحيات العربيات إلى ممارسة فن المونودراما،  وهو أن الممثلة المسرحية العربية بوصفها امرأة – إذ أنها لا تختلف على كل نساء الكون وكل الفنانات المسرحيات في العالم – تحبذ بل تعشق أن تشاهد سامية، وأن تشاهد واقفة على الخشبة وحدها لا يزاحمها فوقها أحد، وحدها في العتمة والضوء، كأن الحياة والتكوين يبدأ بها وينتهي عندها.

وبحضور عدد من نجوم الفن والثقافة، ستحتفل الجديدة/مازاغان بتنظيم هذا «الجسر الفني» ، بمشاركة أكثر من 100 فناناً من جنسيات مختلفة، وهو تكريم للمرأة الجديرة بأن تكون اللغة على الخشبة حتى وإن لم تتكلم، لأن كل شيء فيها لغة، و كل شيء فيها ينفذ ذواتنا من الداخل. ومن تم يطرح هذا «الجسر الفني» رسالة فنية وتنويرية وإنسانية، تسعى إلى تعزيز دور الفنون الدرامية باعتبارها الجسر المتبقي بلا تشوهات حتى الآن، ونافذة للتواصل والتقارب والتعارف بين الثقافات. وعدد العروض المبرمجة 5 عروض تم اختيارها بعناية فائقة إضافة إلى عرض مسرحي للصغار.

وستتميز هذه الدورة -التي ستفتتح بمسرح الكنيسة بالحي البرتغالي بمدينة الجديدة يوم 22 مارس 2019 ابتداء من الساعة الخامسة زوالا- ببرمجة العديد من الورشات التكوينية حول مهارات التمثيل لفائدة الشباب المغربي في مجالي تكوين وإعداد الممثل والبهلوان سينشطها مؤطرون متميزون، بالإضافة إلى إقامة معرض صور تؤرخ لأهم محطات “جمعية فرقة القناع الأزرق للمسرح والثقافة” سواء في المهرجان الأول والثاني وكذا أرشيف الفرقة خلال ثلاثين سنة الفارطة.

ويؤكد مدير المهرجان الفنان المسرحي عبد الرحيم النسناسي أن هذا المهرجان – الذي تنظمه جمعية فرقة القناع الأزرق للمسرح والثقافة بالجديدة بتعاون وتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بالجديدة- سيدي بنور- نسعى من خلاله إلى تنشيط الفضاءات المسرحية لمدينة الجديدة، كي يتبوأ المسرح المكانة التي يستحقها في المدينة باعتباره فنا مدنيا بامتياز، وقد انتقل منذ دورته الثانية إلى العالمية كموعد سنوي لمدينة الجديدة يستجيب للدينامية التنموية التي تستهدفها المدينة في مختلف المجالات وعلى رأسها المجال الثقافي والفني. وسنحرص على أن تعقد كل دورة لتكريم أحد أهرامات المسرح الجديدي، وعلى أن يكون المحرك الفاعل للمشهد المسرحي في مدينة الجديدة من خلال إضفاء البعد العربي والإفريقي والعالمي بوجود ومشاركة كوكبة من المسرحيين من جنسيات مختلفة، مما سيجعله يتحول إلى عرس وطني عربي إفريقي عالمي، ولما لا على امتداد التراب الدكالي لكي يكسب المهرجان في كل دورة نكهة وإيقاع مدن دكالة المضيفة.