تنظم الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة، تحت إشراف عمالة إقليم الجديدة وبتعاون مع الجماعة القروية زاوية القواسم بأحد أولاد افرج بإقليم الجديدة و المديرية الجهوية للثقافة، ما بين 25 و 27  نونبر  2016 ،الدورة الرابعة لمهرجان إتقان الصقار(فن الصيد بالصقور)، تحت شعار “تقاليد عريقة وتراث عالمي”، وذلك بمنطقة القواسم بإقليم الجديدة.

ويطمح منظمو هذه التظاهرة التراثية والثقافية، إعطاء هذه الدورة صبغة عالمية من خلال مشاركة دول أجنبية من أوروبا ومنطقة الخليج العربي الممثلة بالخصوص في المملكة العربية السعودية، الامارات العربية المتحدة ، قطر  إلى جانب صقارة قبائل القواسم المشتهرة بتربية والصيد بالصقور.

كما ارتأت اللجنة المنظمة إغناء برنامج هذا الملتقى من خلال تنظيم عدة عروض غنية ومتنوعة تزاوج بين الموسيقى الشعبية وفن الصيد بالصقور ومسابقة في التصوير الفوتوغرافي للطير الحر، ومسابقات في الفنون التشكيلية للشباب والكبار في مجال الطير الحر، ومعارض خاصة بالصقور ومنتوجات الصناعة التقليدية المحلية الطبخ الدكالي وفقرات في فن التبوريدة.

كما يسعى المنظمون أيضا من خلال هذا المهرجان الثقافي، إلى تثمين هذا التراث العريق وإعادة الاعتبار الى مختلف الجوانب الأخرى المرتبطة بهذا الموروث التقليدي خاصة تلك المتعلقة بأدوات القنص، واللباس التقليدي، والموسيقى الشعبية ، والرقص وفن الطبخ التقليدي، دون إغفال رفيق الصقارة  ألا وهو الفرس والسلوقي، الذي شكل على مر العصور جزء لا يتجزأ في ممارسة الصيد بالصقور. وسينشط هذا المهرجان التراثي فرق شعبية محلية ووطنية.

 

ولقد حرص السيد معاد الجامعي  عامل ٳقليم الجديدة على أن يكون المهرجان مناسبة لاستحضار تقاليد عريقة بالمنطقة هي نفسها المنتشرة عبر ربوع دكالة ، عن طريق الاحتفاء مثلا بحفظة القرآن بالمدرسة العتيقة لحفظ القرآن بضريح مولاي الطاهر القاسمي٬وإبراز علاقة التعاون بين الفرس والصقر والسلوقي لإنجاح رحلات صيد …

وأكد السيد المصطفى البيدوري رئيس الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة على أهمية تنظيم مهرجان الصيد بالصقور بمنطقة القواسم بغية صون التراث بشكل عام، وتراث الصقارة على وجه الخصوص، والذي يُعدّ من الوسائط الفاعلة التي تسهم في مدّ الجسور بين الشعوب، وفي تعزيز سبل التقارب والحوار بين مختلف الثقافات الإنسانية، إضافة الى تعريف الجيل الجديد بإحدى أهم ركائز التراث الثقافي الإنساني الاصيل.

وأضاف بان السيد معاد الجامعي  عامل ٳقليم الجديدة حرص منذ تعيينه على رأس إقليم الجديدة من طرف صاحب الجلالة نصره الله على أن يكون المهرجان مناسبة لتثمين فن الصيد بالصقور  كتراث عريق أصيل وإعادة الاعتبار لفن البيزرة واستحضار التقاليد العريقة بمنطقة القواسم باولاد افرج التي هي نفسها المنتشرة عبر ربوع دكالة ، عن طريق الاحتفاء مثلا بحفظة القرآن بالمدرسة العتيقة لحفظ القرآن بضريح مولاي الطاهر القاسمي٬وإبراز علاقة التعاون بين الفرس والصقر والسلوقي لإنجاح رحلات صيد …

ومن جهته، أوضح السيد إدريس المرابط أحد أعضاء لجنة إدارة المهرجان على ضرورة الاسهام في دعم جهود صون التراث الثقافي كفن الصقارة وتطويره في إطار الصيد المُستدام، و تحسين سبل الترويج الفعالة للمهرجان خدمة لمنطقة أولاد افرج، ومناسبة لدعم السياحة البيئية فى ٳقليم الجديدة، التى تسعى لتنويع منتجاتها السياحية كى لا تقتصر صناعة السياحة فيها على السياحة الشاطئية.

وأكد السيد محمد الغزواني  رئيس جمعية الصيد بالصقور القواسم بٲحد ٲولاد افرج على أن الهدف تنظيم هذه التظاهرة المتميزة هو وضع بصمة كبيرة من الجانب السياحي في المنطقة.ولهذا يعتبر إضافة مميزة ليس للقواسم فقط وإنما لكل ٳقليم الجديدة. وشدد أيضا على أن التظاهرة التي تاتي تحت شعار “تقاليد عريقة و تراث عالمي” هدفها الحفاظ على ما يعرف بفن الصيد بالصقور أو تربية الصقور بالقواسم و التعريف بالتقاليد و المنتوجات المحلية والمساهمة في تطوير السياحة البيئية.

أما السيد عبد الرحمان عريس المدير الاقليمي للثقافة بالجديدة فقد صرح بان هذا المهرجان يعد موعداً سنوياً تنفرد به منطقة القواسم يجمع مربي الصقور من شتى بقاع العالم. وأشار كذلك إلى أن اختيار منطقة القواسم لاحتضان المهرجان لم يكن وليد صدفة٬فهي آخر معقل للصيد بالجوارح ببلادنا وهي أبعد من ذلك الزاوية التي حافظت على هويته وناضلت من أجل عدم انقراضه ، حيث ظل حيا يمارس في ظل ظروف صعبة وفي علاقة غريزية قل نظيرها بين الإنسان والطير الحر كما يحلو لأهل دكالة تسميته.

 

و نشير أن هذه التظاهرة ستعرف مشاركة نادي الصقارين الٳماراتي وجمعية القناص القطرية و نادي الصقار بالمملكة العربية السعودية ونادي الصقارين بدولة الكويت والاتحاد العالمي للصقارين (IAF) ، بالاضافة إلى عدة شخصيات من عدة دول عربية و أوروبية ومن نساء ورجال الاعمال المغاربة.

 

يذكر أن فن الصقارة بالمغرب عرف ولمدة طويلة عصرا ذهبيا حقيقيا، وشكل فنا للعيش نظمته قواعد خاصة وطقوس شبه مقدسة لدى القبائل المغربية، خاصة من لدن قبيلة القواسم التي أولت اهتماما خاصا بالطير الحر والصيد به وشرفته تيمنا بجدهم سيدي علي بنقاسم الذي اشتهر بكرامة التصرف في الطيور منها الصقر.

تجدر الاشارة الى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) سجلت في دورتها التي انعقدت خلال شهر نونبر 2010 بنيروبي، الطريقة التقليدية للصيد بالصقور، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي للإنسانية، بحيث شمل الاعلان 11 بلدا يضم بالإضافة إلى المغرب، دول بلجيكا وجمهورية التشيك وفرنسا وكوريا ومنغوليا وقطر والمملكة العربية السعودية واسبانيا وسورية والإمارات العربية المتحدة.

وتعتبر قبيلة القواسم بجهة دكالة، خاصة دوار السماعلة باحد أولاد افرج بإقليم الجديدة، إضافة الى منطقة أولاد عمران بإقليم سيدي بنور، المعقل الرئيسي لتربية الصقور والصيد بها ، وتساهم بشكل كبير في الحفاظ على هذا الموروث التقليدي الأصيل، من خلال جمعية القواسم أولاد افرج للصيد بالصقور.