يجمع برنامج مهرجان«إتقان الصقارة» في دورته الرابعة بين التقاليد المحلية و الموروث الديني والثقافي لمنطقة دكالة.إضافة إلى رياضة الصيد بالصقور، كتراث لامادي يساهم بشكل كبير في التنمية المحلية و السياحة البيئية، بالإضافة إلى عروض غنية ومتنوعة تزاوج بين الموسيقى الشعبية وفن الصيد بالسلوقي، يصحب ذلك مسابقة في التصوير الفوتوغرافي للطير الحرّ، ومسابقات في الفنون التشكيلية للشباب والكبار في مجال الطير الحرّ، ومعارض خاصة بالصقور، مع عرض منتوجات الصناعة التقليدية المحلية وفقرات في الفروسية التقليدية أو التبوريدة. ويُشارك عدة شخصيات من دول الخليج العربي ومن أوروبا والعديد من المهتمين بالصيد بالصقور في هذه التظاهرة الثقافية.
ويسعى منظمو هذه التظاهرة التراثية، التي تنظم تحت إشراف عمالة الجديدة، وبمبادرة من الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة والمديرية الجهوية للثقافة وجمعية الصقارين القواسم أولاد افرج، إلى دعم جهود صون التراث الثقافي و التقاليد الدكالية الاصيلة وإلى تعزيز جهود صون فن الصقارة كتراث ثقافي إنساني يمكن توظيفه في إطار الحفاظ على البيئة و التنمية المستدامة، وإبراز علاقة التعاون بين الصقار والخيل والصقر والسلوقي.
ويسعى المنظّمون كذلك، من خلال مهرجان «إتقان الصقارة»، إلى تثمين هذا التراث العريق وإعادة الاعتبار إلى مختلف الجوانب الأخرى المرتبطة بهذا الموروث التقليدي، خاصة تلك المتعلّقة بأدوات القنص واللباس التقليدي والموسيقى الشعبية، والرقص وفنّ الطبخ التقليدي، من دون إغفال رفيق الصقارة، وهما الفرس والسلوقي اللذان شكّلا على مرّ العصور جزءاً لا يتجزّأ من ممارسة الصيد بالصقور.
وسيتضمن البرنامج كذلك استعراضا لبعض مكونات التراث الثقافي بالمنطقة بمشاركة عدة فرق فنية شعبية شهيرة في المغرب بتقديمها الفن الغنائي الشعبي.
يذكر أن فن الصقارة بالمغرب عرف ولمدة طويلة عصرا ذهبيا حقيقيا، وشكل فنا للعيش نظمته قواعد خاصة وطقوس متأصلة لدى القبائل المغربية، خاصة لدى قبيلة القواسم التي أولت اهتماما خاصا بالطير الحر والصيد به.
جهود متميزة لصون التراث
تتميز دورة 2016 لمهرجان الصيد بالصقور«إتقان الصقارة» بكونها الدورة الرابعة التي تنظم تحت إشراف عمالة إقليم الجديدة. ولا يخفى على المتتبعين لهذه التظاهرة الثقافية أن الفضل في الاستمرارية المنتظمة لدوراتها الاربعة وفي التحولات الإيجابية التي طرأت عليها يرجع في جزء كبير منه إلى الدعم المعنوي للسيد معاد الجامعي عامل إقليم الجديدة. ألم يساهم إلى جانب أناس آخرين في تأسيس هذه التظاهرة في الوقت كان البعض يعتبر ذلك من ضرب الخيال ؟ ألم يكن بمثابة دينامو محرك لأنشطتها ولقاء اتها وندواتها الثقافية ؟
فهو لم يبخل على الجهات المنظمة ، منذ التحاقه بالاقليم، بأفكاره واقتراحاته ودعم الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة التي يشرف على إدارتها السادة المصطفى البيدوري و ادريس المرابط و عبد الرحمان عريس ، وهذا ليس غريبا على عشاق للتراث الدكالي الاصيل و العريق. هؤلاء إلى جانب السيد محمد الغزواني رئيس جمعية القواسم للصيد بالصقور باحد أولاد افرج بإقليم الجديدة لم يبخلوا أبدا في وضع شبكة علاقاتهم بالصقارين وغيرهم رهن إشارة إدارة هذا المهرجان والساهرين على استمراريته. فاستطاع مهرجان الصيد بالصقور«إتقان الصقارة» تطوير ذاته خلال مسيرته بعد أول تجربة سنة 2013 و بإمكانيات جد متواضعة، لكن بعزيمة قوية من الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة والمديرية الجهوية للثقافة وجمعية الصقارين القواسم أولاد افرج وفعاليات ثقافية وطنية وغيرهم كثير نساء ورجالا . هؤلاء صنعوا المهرجان إلى جانب ساكنة الجماعة القروية القواسم باولاد افرج التي تجندت حسب إمكانياتها من اجل أن تستمر هذه التظاهرة الدولية التي تتميز بها الجماعة لان حرارة فن الصيد بالصقور أجمل وعشقه أقوى يستلهم طاقته من التلاؤم بين الثقافات والحضارات والتي يعتبر المغرب احد أهم فضاءاتها . فليستمر هذا العشق إلى الابد ولتبقى قبيلة القواسم منطقة غنية بموروثها الثقافي الضارب جذوره وروافده في التاريخ. فمهرجان الصيد بالصقور«إتقان الصقارة» القواسم قد يخرج جماعة القواسم- ذات الموقع الاستراتيجي وعاداتها وتقاليدها- من النفق المظلم ومن النسيان، وأن يعيد لها ولساكنتها الاعتبار، ويساهم في إقلاع منطقة أولاد افرج على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، ما من شأنه أن يجعل منها محجا وقبلة، يؤم إليها الزوار والسياح من داخل وخارج أرض الوطن.
وتجدر الاشارة إلى أن قبيلة القواسم باقليم الجديدة، خاصة دوار السماعلة باحد أولاد افرج بإقليم الجديدة، إضافة إلى منطقة أولاد عمران بإقليم سيدي بنور، تعتبرالمعقل الرئيسي لتربية الصقور والصيد بها. مع العلم أن جمعية القواسم للصيد بالصقور باحد أولاد افرج بإقليم الجديدة تساهم بشكل كبير في الحفاظ على هذا الموروث التقليدي الأصيل.