مهرجان القواسم الدولي « إتقان الصقار»
استلهام التراث والتاريخ واستشراف لمستقبل أفضل
كتابة ׃ الحاج عبد المجيد نجدي و المصطفى لخيار
تواصل الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة وعمالة الجديدة وجماعة القواسم و المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة وجمعية الصقور لقواسم أولاد افرج استعداداتهم لمهرجان القواسم الدولي الرابع لفن الصقور « إتقان الصقار» 2016، الذي سيقام بجماعة القواسم بمنطقة أولاد افرج بإقليم الجديدة أيام 25 و 26 و 27 نونبر الجاري، تحت شعار « تقاليد عريقة و تراث عالمي».
ستشهد بجماعة القواسم بمنطقة أولاد افرج بإقليم الجديدة بعد أسبوع الإنطلاقة الرابعة لمهرجان القواسم الدولي لفن الصقور « إتقان الصقار» كأحد أشهر وأكبر المهرجانات التى تقام بهذا الحجم لهواة الصقور والموروث الشعبي على مستوى المغرب العربي. وقد بدأت الاستعدادات مبكرا لهذا الحدث الذي يشتمل على عدد من البرامج الترفيهية والأسواق والمعارض والمسابقات وعروض التبوريدة وغيرها من الفعاليات. كما يشهد عروض لفن الصيد بلصقور داخل مضمار المهرجان، والذي أصبح جاذباً لكبار الصقارين من عدة دول عربية و أوروبية.
وقد كان السيد معاد الجامعي عامل إقليم الجديدة و مازال خير مشجع لفكرة إقامة مهرجان القواسم للصقور، والتي أطلقتها الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة وعمالة الجديدة وجماعة القواسم و المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة وجمعية الصقور لقواسم أولاد افرج، وأصبحوا مشرفين عامين على هذا المهرجان بنسخته الأولى والثانية والثالثة والآن الرابعة. وقد تعاون السادة المصطفى البيدوري و ادريس لمرابط وعبد الرحمان عريس و محمد الغزواني على العمل بكل تفان ونكران الذات إعطاء هذه التظاهرة صبغة عالمية من خلال إشراك دول أوروبا ودول الخليج العربي كالعربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة إلى جانب صقارة قبائل القواسم بدكالة التي تشتهر بتربية والصيد بالصقور لكي يظهر هذا المهرجان بالشكل المرضي لجميع الزائرين و المشاركين.
وأسهمت أيضاً عمالة الجديدة والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة بشكل مباشر عبر تبني عدد من المشاريع (منتوجات الصناعة التقليدية المحلية- الطبخ الدكالي- الاحتفاء بحفظة القرآن- تربية السلوقي) التي ستقام داخل المهرجان لتضفي عليه طابعاً إشرافياً رسمياً وجمالياً .
وقبل هذه الإنطلاقة الرابعة، فقد عقدت اللجنة المنظمة لمهرجان القواسم الدولي لفن الصقور « إتقان الصقار» بنسخته الرابعة لعام 1438هـ / 2016 م اجتماعاتها المتعددة وزياراتها المتوالية لموقع اقامة المهرجان بهدف الظهور بالمظهر الذي يليق بسمعة هذا المهرجان والتي حظي بها بعد ثلاث نسخ ناجحة بشهادة كبار الصقارين والزائرين والذين توافدوا على المهرجان من جميع مناطق المملكة ومن خارجها.
و طالما كانت قبيلة القواسم بأحد أولاد افرج بإقليم الجديدة بالمغرب مقصدًا لهواة القنص منذ القديم . فزاوية القواسم وجميع الضواحي المجاورة لمنطقة أولاد افرج هي أماكن شهيرة يرتادها هواة فن الصيد بالصقور والقنص، حيث تشهد هذه الأماكن في موسم عبور الطيور من هذا المكان تحديداً أكبر تجمع بشري لهواة فن الصيد بالصقور والقنص ولهواة الطيور بجميع أشكالها. وأضاف إليهم مهرجان القواسم الدولي لفن الصقور « إتقان الصقار» زخماً إعلامياً وتجمعاً خاصاً ليصبح أكثر جذباً لهواة الصيد بالصقور والتعارف بين الصقارين من مختلف بلدان العالم وتبادل الخبرات .
وكما ذكر الباحث والمؤرخ المرحوم عبد الهادي التازي، قد كان بنو مرين و الوطاسيون والسعديون يفضلون الصيد بالصقور أثناء رحلاتهم للقنص ويتبادلون الهدايا بالصقور خصوصا مع مصر وهولاندة و أنجلترا. كما أن الدولة العلوية كانت من أبرز الدول المهتمة بالصقور. ويعتبر المولى اسماعيل من أشد المهتمين بالصقر، ولذلك أنشأ مستشفى للطيوربمدينة فاس. وكانت هواية الصيد بالصقور في عهد السلطان مولى اسماعيل من مهام ووظائف الدولة والتي كانت تسند للشرفاء القواسم.
وأشار كذلك الباحث والمؤرخ المرحوم عبد الهادي التازي إلى أن ملوك وسلاطين العلويين أولوا اهتماما كبيرا بفن صيد الصقور كرياضة من الرياضات التراثية . وكان من أوائل المهتمين بها المولى اسماعيل والمولى محمد بن عبد الله والسلطان مولاي الحسن والمولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ والملك محمد الخامس والملك الراحل الحسن الثاني والملك محمد السادس.
أخيراً، يعتبر مهرجان القواسم الدولي لفن الصقور « إتقان الصقار» الآن هو مكان التجمع الفريد من نوعه للصقارين على مستوى المملكة المغربية ، وقد أخذ الشرفاء القواسم واللجنة المنظمة على عاتقهم إظهار جهودهم في هذا المهرجان ليكون أجمل صورة يقدمها أهل دكالة حول تشبثهم بالهوية والتقاليد المغربية والعناية بالتراث الشعبي، وكنموذج يحتذى به في مجال الاهتمام بالبيئة وحمايتها وحفظها.
وليس وليد الصدفة أن تنظم الدورة الرابعة لمهرجان القواسم الدولي لفن الصقور « إتقان الصقار» بتزامن مع فعاليات المؤتمر العالمي حول المناخ (كوب 22) بمراكش، بل الهدف هو الدعوة إلى الاهتمام أكثر فأكثر بمجال التنمية المستدامة والبيئة. وفن الصيد بالصقور و السياحة البيئية يجب أن يكونا حافزاً لنا جميعاً، وخاصة لشباب المغرب جيل المستقبل لمواصلة العناية بالبيئة والمحافظة عليها سليمة ونظيفة، لأننا إذا لم نفعل فإننا سندمر الموارد التي حبانا بها الله سبحانه، فهذه الموارد ليست لنا وحدنا بل هي أيضاً لأبنائنا وأبناء أبنائنا وأبناء العالم برمته.