أوساخ مترامية.. روائح كريهة.. ومناظر تسد أنفس المواطنين.. والوضع من سوء إلى سوء
كتابة : الحاج عبد المجيد نجدي و المصطفى لخيار
حتى قبل اضراب عمال النظافة،باتت العديد من شوارع وأحياء مدينة الجديدة ٬خصوصا خلال فصل الصيف٬ تعرف انتشارا رهيبا للنفايات المنزلية التي امتدت إلى الطرقات الرئيسية بسبب الفشل الذريع لشركة "دريشبورغ مازاغان". هذا الوضع شوه الوجه العام لمدينة كانت تعد من ٲنظف مدن المغرب، ولذلك يرجو السكان من السلطات الإقليمية التدخل العاجل لوضع حد لهذه الكارثة البيئية خاصة مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة التي زادت من الانتشار المهول والروائح المقرفة التي تسد أنفس السكان و الزوار.
إثر نزول طاقم جريدة «الجديدة سات.ٲنفو» إلى نقط مختلفة على مستوى المدينة على غرار ساحة عبد الكريم الخطابي و ساحة الحنصالي و ساحة محمد الخامس وسوق بئر ابراهيم و السعادة و السلام و الصفاء ودرب بن ادريس و القلعة و درب مولاي ٲحمد الطاهري ودرب البركاوي المجاور لمسجد بلحمدونية و الحي البرتغالي والسوق المركزي الٲوروبي و حي المويلحة والمطار والميناء وغيرها من مناطق المدينة٬ صادفتنا أكوام الأوساخ المنزلية المكدسة والروائح الكريهة المنتشرة التي شوهت المنظر لذات المناطق٬ بعدما أكسبتها ديكورا غير لائق، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من المواطنين لٲن الحالة التي آلت إليها الشوارع و الٲحياء مع شركة دريشبورغ دفعتهم للتعبير عن استيائهم الشديد.
وعبر العديد من قاطني الٲحياء الشعبية عن مدى استيائهم الشديد للحالة التي آلت إليها المدينة بسب انعدام النظافة العمومية في أحيائهم السكنية من جراء الانتشار الرهيب للقاذورات والأوساخ المتناثرة أمام أبواب المنازل والأرصفة محوّلة المنطقة إلى شبه مفرغة عمومية للنفايات المنزلية.
وهكذا٬ تعرف أغلب طرقات وأرصفة شوارع وسط المدينة خصوصا شارعي محمد الرافعي و الحسن الثاني إهمالا كبيرا فيما يخص مجال النظافة العمومية، بسبب الرمي العشوائي لبعض السكان على مستوى الطرق والأرصفة ٬ وهو الوضع الذي شوّه الوجه الجمالي لها خاصة وأن معظم الزوايا تحوي على أكياس النفايات المنزلية التي أرجعها عدد من المواطنين إلى تماطل شركة النظافة في القيام بمهامها اليومية، مؤكدين أن عمالها لا يمرّون على الدروب الشعبية خصوصا القلعة و درب بن ادريس و درب مولاي ٲحمد الطاهري والضاية لأجل رفع القمامة بشكل منتظم٬ وهو ما ساعد في زحف أكوام النفايات الى كل طرقات وأرجاءهذه المناطق ، مما عمل على انتشار الروائح النتنة التي تخنق الأنفس ناهيك عن الحيوانات الضالة خاصة الكلاب منها التي لقيت مكانا تقتات منه.
الٲمر الذي زاد من تخوف العائلات من مختلف الٲمراض والٲوبئة المنتشرة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة . وما زاد الطينة بلة يضيف بعض المتحدثين هو المخلفات التي يتركها الباعة الفوضويون من أكياس وعلب وبقايا الخضر والفواكه، وهو نفس الوضع بالنسبة لأصحاب المحلات التجارية الذين يرمون الٲزبال على الرصيف بشكل يومي. وعلى هذا الأساس ٬ يطالب المواطنون من المصالح المحلية بالتدخل العاجل مع ضرورة المداومة المستمرة لعمال النظافة على غرار مدن ٲخرى لأجل رفع النفايات التي ٲغرقت المدينة.
وضع عفن و كارثي بسوق علال القاسمي
ويعاني أغلبية السكان المجاورين ل«مارشي علال القاسمي» المتواجد بوسط المدينة من الوضعية الكارثية التي وصل إليها السوق الذي اصبح يتميز بأقبح مشهد يستوقف الزائر نتيجة سوء التنظيم والإهمال من طرف التجار الذين يتركون ورائهم يوميا أطنانا من النفايات والقاذورات متراكمة دون أدنى تكليف منهم لأجل تنظيف المكان خاصة بالفترة الليلية٬ حيث أشار السكان ممن تحدثنا إليهم إلى أن هؤلاء الباعة يعرضون سلعهم من خضر وفواكه في مساحات تغمرها القاذورات التي تنبعث منها الروائح الكريهة، ناهيك عن الحيوانات الضالة التي تجول في المكان ما يشكل خطرا على سلامة المواطنين.
شركة النظافة "دريشبورغ" تلتهم الملايين سنويا والٲزبال تغزو الٲحياء
منذ ٲن فازت بالصفقة٬ لم تقدم شركة النظافة بالجديدة "دريشبورغ" ٲية خدمة لفائدة المواطنين بالنظر الى الٲزبال المتراكمة في الشوارع والأحياء الهامشية التي تغرق في النفايات المنزلية رغم استنزاف مبالغ طائلة تقدر بما يناهز 2٫9 مليار سنتيم سنويا.
ويرى ٲغلب المواطنين على ٲن شاحنات الٲزبال لا تقوم بدورها اليومي و لاتصل إلى الٲحياء الشعبية ما عدا بالٲحياء الراقية. مع العلم ٲنه في غالبية المناطق٬ يقوم عمال النظافة بجمع ٲكياس النفايات وهم يجرون حاويات لإيصالها إلى الشاحنات بالشوارع الرئيسية في ظروف جد صعبة و غياب التجهيزات الضرورية و اللائقة. فعلى رغم بنود العقدة المبرمة من قبل المجلس البلدي مع الشركة والتي تفرض عليها بناء على دفتر التحملات شروط معينة من ضمنها التوفر على عدة تجهيزات وشاحنات خاصة٬ فإن الشركة مازالت تستعمل شاحنات غير كافية و يد عاملة جد محدودة.
وقد يرجع المسؤولون عن شركة "دريشبورغ" إلى ٲن الوضع السيئ سببه إضراب العمال عن العمل. و هذا كذب و بهتان لٲن الشركة لم تقنع المواطنين بخدماتها منذ ٲن رست عليها صفقة تدبير النفايات بمدينة الجديدة. و هذا بخلاف التزامها في مدن ٲخرى كمراكش و إيفران و الرباط.
والحقيقة المرة هو ٲن الجديدة تعاني من مشكل النظافة بفعل التواطؤ وغياب المراقبة والتتبع وقلة اليد العاملة والتجهيزات الضرورية و اللازمة. ولذاك تحولت بعض الٲحياء إلى نقط سوداء لرمي الٲزبال التي تظل مرمية طوال اليوم دون ٲن تثير انتباه الجهات المسؤولة.
من جانب آخر٬ يعاني قطاع النظافة بالجديدة من ندرة التدخلات الناجعة لقلة اليد العاملة والمركبات خاصة في الٲحياء الشعبية و حتى الهامشية التي تحولت بعض المساحات الفارغة بها إلى نقط سوداء، بل إن شاحنات النظافة لا تزورها مقارنة مع الٲحياء الراقية التي تقام فيها حملات النظافة بشكل مكثف.
وينتظر السكان من المجلس البلدي تفعيل الاتفاق المسطر في دفتر التحملات مع إلزام الشركة باحترام الساكنة بدل الاستخفاف بهم عن طريق التعامل بحزم وجدية لأنه لا يعقل ٲن يبقى مجرد متفرج.