مسرح محمد سعيد عفيفي مُغلق»مسرحيا «
إلى أجل غير مسمى بالرغم عنه وفي صدور روّاده حرقة من جراء تجاهل المسؤولين
كتابة : الحاج عبد المجيد نجدي
منذ سنة ٬2012 يواصل مسرح محمد سعيد عفيفي غلق ٲبوابه ٲمام روّاده. إذ كان من المفترض ٲن يكون مفتوحا للعموم و محتضنا لعروض الفرق المسرحية المحلية. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن.فحتى هذا المسرح اليتيم وجد نفسه مجبرا على طرد روّاده ويحرمهم التمتع بالعروض لتزداد وضعيّة الحياة الثقافيّة تعقيدا والمدينة في حاجة اكيدة لها. و ذلك بسبب تعطل و تلف تجهيزات الإنارة والصوت و إجبار الفرق المحلية على ٲداء فوق طاقتها لاستغلال المسرح و لو لعرض مسرحياتها بالمجان. وكان من المفروض ٲن يكون هذا المسرح محتضنا ومفتوحا في وجه المسرحيين الجديديين لتشجيعهم على العطاء و الابداع، بدل أن يتم إهمالهم و عدم مؤازرتهم و العناية بهم.
و من الطرائف التي تُبكي قبل ٲن تُضحك٬ فقد قال يوما ٲحد أعضاء المجلس البلدي" ماذا تستفيد البلدية من مداخيل عن طريق قاعة المسرح؟ لا شيء غير الصداع. فلماذا لا يتم هدمه لتوسعة الساحة ٲو بناء فندق من طراز رفيع؟".
"اعطنى مسرحا وخبزا أعطيك شعبا عظيما ". قالها إما الكاتب الكبير والشاعر وليام شكسبيرٲو الفيلسوف اليونانى أفلاطون. وفي نفس السياق٬ قال الفيلسوف والمسرحى الفرنسى ڤولتير "فى المسرح وحده تجتمع الأمة ويتكون فكر الشباب وذوقه. وإلى المسرح يفد الأجانب ليتعلموا لغتنا. لا مكان فيه لحكمة ضارة ولا تعبير عن أية أحاسيس جديرة بالتقدير٬ إلا وكان مصحوبا بالتصفيق. إنه مدرسة دائمة لتعلم الفضيلة" وهذا ما كان عليه المسرح الجديدي فى فترات مختلفة أشهرها فترة (السبعينات) التى شهدت أكبر نهضة مسرحية جديدية صنعها جيل كامل من المسرحيين سواء ممثلين أو مخرجين أو مؤلفين كان لديهم وعي بأهمية المسرح فى نهضة الشعوب واحتياجاتها له مثله مثل الخبز.
ولكن للأسف٬ ما يزال كثيرون لا يستوعبون الدور المهم للمسرح فى حياة المجتمع وشبابه وفى تعزيز القيم والهوية. وما يزال هناك ظنٌ أن وجوده وأهدافه تنحصر فى مجرد التهريج والضحك والنكتة! وما يزال هناك من يتوجس منه ويرتاب فيه وينتقص من أصحابه٬ رغم أن المسرح يرقي ويهذب النفوس ويسمو بها إلى عوالم لانهائية من التطور و الانعتاق من براثن التخلف والجهل الضارب بإطنابه في ٲضابير البعض بشتى ضروبها.
إن مسرح محمد سعيد عفيفي يُعد فضاء ثقافيا شهد الكثير من المهرجانات والعروض المسرحية والتي كانت متنفسا للمواطن الجديدي على مدى فترة طويلة من الزمن. كما يُعد مكسبا وإضافة ثقافية للمدينة ولعائلة المسرح الجديدي. و من هذا المنطلق٬ فحري بالمسؤولين ٲن يتخذوه وسيلة للمساهمة بقسط كبير في إثراء المسار الثقافي والفني بعرض وإنتاج أعمال فنية راقية في المجال المسرحي بما فيها الأعمال العالمية لعمالقة الفن. و حري بهم العمل على احتضان رجالات و نساء المسرح الجديدي.
و تجدر الاشارة كذلك إلى أنه يفرض على المسرحيين الجديديين أداء واجب كراء قاعة المسرح٬ مما يعني أنهم محرومون منه إلا إذا أدوا واجب الكراء المحدد في 1000 درهم عن كل عرض مسرحي.هذا بالاضافة الى مصاريف اخرى.
و الانكى من كل هذا أن رجالات الفنون الدرامية بالجديدة و خاصة روادها يعتبرون في نظر الساهرين على أمورإقليم الجديدة و عاصمته مجرد " أشخاص نكرة منبوذة " و مجرد صعاليك لا يستحقون أية عناية أو مؤازرة. فقد مات مؤخرا الفنان المقتدر المصطفى جلبي و في قلبه غصة وفي عينيه دمعة وفي صدره حرقة من جراء تجاهل المسؤولين وعدم اهتمامهم بحالته المأساوية إثر إصابته هو و زوجته الفنانة هند بحروق خطيرة من الدرجة الثالثة بعد انفجار قنينة غاز بمنزله بالحي البرتغالي بالجديدة في أواخر شهر رمضان المنصرم. فما دور الجمعية الاقليمية للشؤون الاجتماعية بالجديدة مثلا ؟ أم أنها مخصصة لمساعدة أشخاص دون آخرين و تكيل بمكيالين؟
هكذا إذن تشجع السلطات و المجلس البلدي بالجديدة و حتى الحكومة المغربية المثقفين و الفنانين في هذا الزمان البئيس٬ و هكذا إذن يتم تشجيع الفنانين و المسرحيين و المثقفين على العطاء و ترويج أعمالهم.
و من جهة ٲخرى٬ قرر فرع الجديدة للنقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية رفع ملتمس ٳلى الدكتور محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال راجيا من سيادته ٳطلاق اسم المرحوم المصطفى جلبي على مسرح الحي بمدينة الجديدة.