القواسم ودول الخليج – واجب الذاكرة

إن الصقارين القواسم مولاي الطاهر أولاد فرج يشيدون بالفقيد الذي كان ومازال يعتبر الصقار الأول والحقيقي في العالم، المرحوم الشيخ زايد بن سلطان تغمده الله برحمته.

فالفقيد شخصية ذات روح إنسانية من طينة نادرة طبعت التاريخ المعاصر من خلال تعلقها القوي بالطبيعة وبحماية وبقاء الأنواع المهددة بالانقراض.

ونبل روح الفقيد الذي لا حصر ولا حدود لإشعاعه هو ما منح الدفء لأفئدة الصقارين القواسم لدكالة، على إثر الزيارة التي قام بها للجديدة أواخر السبعينيات من القرن الماضي.

فهذا التاريخ المرجعي ، المفعم برموز وآمال لا ترتوي، يعني نقطة انطلاق لمرحلة جديدة في سيرة آخر حفاظ ممارسة تراثية لا تنمحي.

شرارة أمل تولدت آنذاك، وبصمة مرور الشيخ زايد تلك ستظل راسخة إلى الأبد في أرض دكالة كما في قلوب الصقارين القواسم مولاي الطاهر لأولاد فرج.

فهذه الزيارة كانت بمثابة جسر رفيع بين المشرق والمغرب في مسلسل الحفاظ على فن الصقارة التراثي وتطويره، وفي تشجيع قبائل القواسم على الاستمرار في صونه ، كما أنها مهدت لزيارات أخرى لا تخلو من أهمية قامت بها شخصيات بارزة من دولة الإمارات العربية المتحدة وساهمت من خلالها في تحفيز ممارسي هذا الفن.

إن الشغف شبه الجنوني بالصقارة لدى القواسم هو الذي أدى دون شك  بشخصياتبلدان الخليج إلى الاهتمام عن قرب بأفراد هذه القبيلة. و قد أصبح دوار السماعلة مرفأ للعديد من سادة الصقارة في تلك البلدان٬لأنه يمثل متحفا حقيقيا يحرسه قرويون شرفاء و تحتفظ فيه البيزرة بطابعها التقليدي و طقوسها الموروثة المؤسسة على مشاعر رقيقة. و لعل التقدير الذي يحظى به القواسم هو الذي دفع إلى بعث دينامية جديدة و رسم آفاق أكثر وضوحا أعادت إليهم كل الإعتبار.

و في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أنه لولا اهتمام و تعاطف بعض الشخصيات الإماراتية و السعودية و الكويتية تجاه الصقارين القواسم المتواضعين و الأصليين، والذي أدى إلى توادد وثيق بين الطرفين، لما أمكن لهؤلاء المشاركة في الحلقات الكبرى لصيد طائر الحبارى. فبإدماج البعض منهم في جولات الصيد الممتدة على عدة أيام، و التي تخترق خلالها قوافل القنص بالصقر ذهابا و إيابا الجنوب المغربي الكبير، تمنح هاته الشخصيات للصقارين القواسم بأولاد فرج حظوة تشريف و عربون صداقة نادرة.