كُسوف جزئي بالمغرب صباح يوم الجمعة 20 مارس 2015 ..

وتحذير من النظر مباشرة إلى الشمس

من المنتظر أن يشهد المغرب يوم 20 مارس الجاري ابتداء من الساعة الثامنة إلى الساعة لعاشرة صباحا كسوفا جزئيا للشمس. و قد دعت جهات رسمية لعدم الرؤية المباشرة لقرص الشمس دون استخدام العدسات الخاصة.

أكدت مراكز العلوم الفلكية العالمية بالإمارات والسعودية ومصر وتونس جمعية المبادرة المغربية للعلوم والفكر و جمعية الرباط لعلم الفلك أن كسوفاً للشمس ستتم مشاهدته بدرجات مُتفاوتة في جميع أنحاء المملكة المغربية تقريبا، يظهر صباح يوم الجمعة 20 مارس 2015، وسيستمر الكسوف الجزئي ساعتين تقريبا إبتداءا من الساعة الثامنة صباحا، بنسبة 42 بالمئة بالعيون و54 بالمئة بالرباط و58 بالمئة بمدينة طنجة، إلا أنه سيكون كليا بآيسلندا والدول الاسكندنافية.

وهكذا سيشهد المغرب وباقي الدول المغاربية ومصر والشرق الأوسط وأوروبا وشمال آسيا كسوف الشمس بدرجات متفاوتة.

وتعد ظاهرة كسوف الشمس من الظواهر الفلكية المثيرة، حيث يحجب القمر قرص الشمس عندما يكون بين الشمس والأرض، لذلك ينقطع نورها عن مناطق معينة عن سطح الأرض.

وللكسوف والخسوف دورة معروفة منذ القدم يطلق دورة الساروس التي تتكرر كل 6585.32 يوما، وتبلغ مدة دورة الساروس 18 سنة و11 يوما وثماني ساعات.

ويحذر المختصون من النظر إلى قرص الشمس بالعين المجردة تفاديا لتلف غير رجعي لشبكية العين، موصين باستعمال نظارات خاصة لا تسمح بدخول الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء أثناء الظاهرة التي لن تشهد المملكة المغربية حدثا مماثلا لها قبل سنة 2026.

من جهة أخرى، راسلت وزارة التربية الوطنية كلا من مدراء الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ونواب الوزارة ومدراء المؤسسات التعليمية والأساتذة، من أجل ” الاحتفاظ بالتلاميذ داخل الأقسام ما أمكن طيلة مدة الكسوف وتوعيتهم بهذه الظاهرة الطبيعية، وحثهم على عدم النظر مباشرة للشمس دون عدسات مزودة بمرشحات خاصة”.

ويستخدم الفلكيون لذلك عدسات مزودة بمرشحات خاصة تسمح بمرور أشعة بسيطة من الشمس دون دخول الأشعة غير المرئية بحيث يمكن رؤية كسوف الشمس دون تأثيرها على عين الإنسان.

 أما على المستوى الشرعي والتربوي، فالكسوف عبرة من الآيات الكونية وتدبر في خلق السماوات والأرض يُذكِّر الإنسان بقرب أجله، فماذا يجب عند حدوثه؟ إن الله عز وجل يري عباده في الآفاق ما من شأنه أن يذكرهم إن كانوا يؤمنون: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط)، فالنظر إلى ظاهرة كسوف الشمس يدعو إلى الخوف والتوبة، فعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله بهما عباده فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى الصلاة والدعاء والاستغفار.

كيفية صلاة الكسوف

يسن فعلها جماعة كما فعلها صلى الله عليه وسلم، وليست شرطاً فيها بل تصح فرادى، والسنة أن يصليها في المسجد ؛ قالت عائشة : خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلى المسجد ، فصف الناس وراءه.وتشرع في حق النساء ؛ لأن عائشة وأسماء صلتا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد. رواه البخاري.

أما وقتها فهو ابتداء الكسوف إلى ذهابه، ولا تصلى حتى يرى الناس الكسوف لقوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا حتى ينجلي) رواه مسلم.

وفيما يخص النداء لها،فقد قال عبد الله بن عمرو: لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي بالصلاة جامعة. متفق عليه.لكن لا يسن لها أذان ولا إقامة اتفاقاً.

وعن كيفيتها وما يقرأ فيها:فهي ركعتان في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان . يقرأ في الأولى جهراً -ليلاً كانت أو نهاراً- الفاتحة، وسورة طويلة، ثم يركع طويلاً، ثم يرفع، فيسمع، ويحمد، ولا يسجد، بل يقرأ الفاتحة وسورة طويلة دون الأولى، ثم يركع، ثم يرفع، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يصلى الثانية كالأولى، لكن دونها في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم.

وقد قالت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم سجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة } رواه مسلم وفي رواية (ثم سجد سجودا طويلاً)

ويجهر بالقراءة سواء كانت بالنهار أو بالليل لحديث عائشة في الصحيحين (جهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف بقراءته)، ويرى بعض العلماء الإسرار لكسوف الشمس والأمر واسع والأول أصح.

وجاء تقدير طول القيام الأول في حديث ابن عباس ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم قام قياما طويلا ، نحوا من سورة البقرة } متفق عليه. وتصح الصلاة بأي قدر من القراءة ولكن يستحب إطالتها.

ويسن أن يكثر ذكر الله ، والاستغفار، والتكبير والصدقة ، والتقرب إلى الله تعالى بما استطاع من القرب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا. متفق عليه.

ويسن أن يعظ الإمام الناس بعد صلاة الكسوف ويحذِّرهم من الغفلة ويأمرهم بالإكثار من الدعاء والاستغفار؛ لفعل النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقد خطب الناس بعد الصلاة وقال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكَبِّروا، وصلوا وتصدقوا) رواه البخاري.