متحف الذاكرة التاريخية للمقاومة بالجديدة..
فضاء تربوي وتثقيفي وتواصلي
تخليدا للذكرى السادسة عشرة لتربع الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، أشرف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، رفقة عامل إقليم الجديدة معاد الجامعي ومجموعة من الوجوه البارزة من رجالات قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، مساء يوم الثلاثاء 28 يوليوز 2015 على الساعة الخامسة مساء ، على حفل افتتاح فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بمدينة الجديدة.
التزاما مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الرامية الى صيانة الذاكرة التاريخية المغربية، وتفعيلا لخطابه التاريخي بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الثالثة للسنة التشريعية، حيث أكد جلالته على واجب الإعتزاز بالوطن، والدود عن مقدساته ، وصون وحدته الترابية ، شهدت مدينة الجديدة حفل افتتاح فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة الجديدة الكائن بشارع نابل.
وقد ترأس السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير و السيدمعاد الجامعي عامل إقليم الجديدة حفل افتتاح هذا الفضاء، بحضور عدة شخصيات مدنية وعسكرية ومن رجالات وأعضاء جيش التحرير و قدماء المقاومين من دكالة وجهات أخرى.
وفي كلمة بالمناسبة، أوضح السيد مصطفى الكثيري بأن الهدف من إحداث هذا المتحف هو صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية للمقاومة وجيش التحرير وجعله بمثابة فضاء لإشاعة ثقافة الوطنية والمواطنة في صفوف الناشئة والشباب، وإطلاع المواطنين على تاريخ المقاومة والتضحيات الجليلة التي بذلها أعضاء جيش التحريروالمقاومة إلى جانب المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، والأسرة العلوية الشريفة ضد الاستعمار في سبيل نيل الحرية والاستقلال.
وأكد كذلك بأن هذا المتحف التربوي والتثقيفي والتواصلي، المفتوح في وجه ساكنة مدينة الجديدة وعموم المواطنين، سيشكل فضاء للتواصل مع الموروث التاريخي الوطني العام وتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة والفداء والتحرير على وجه الخصوص، وذلك بغية تمكين الشباب الحالي والأجيال القادمة من الاطلاع على تراث وتاريخ وحضارة المملكة المغربية ونقله الى الأجيال المقبلة.
المشروع، بلغت تكلفته الإجمالية 3.425.000.00 درهم ، وساهمت فيه المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والمجلس الجهوي لدكالة-عبدة والمجلس الإقليمي للجديدة والجماعة الحضرية للجديدة والجماعة القروية لمولاي عبد الله.
ويضم هذا الفضاء الحاضن للذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية والمشعة لثقافة قيم الوطنية والمواطنة الإيجابية الأروقة والمرافق التثقيفية والتواصلية التالية:
ـــ فضاء لعرض صور سلاطين وملوك الدولة العلوية الشريفـــــة المتواجـــــدة ببهو الفضاء.
– فضاء الذاكرة الوطنية الذي يحوي الصور التاريخيــــة والمعروضـــــات والاسلحة والأالبسة التي لها علاقة بتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير
– فضاء شهداء السجن الفلاحــــي العادر الذين تــــم اعدامهم بهذا المعتقل ما بيــــن سنتي 1954ــ 1955 ويكتمل الجزءين من الفضاء المخصص للعرض المتحفي برواق خاص بالذاكــرة المشتركة المغربية الفرنسية لحقبة الحرب العالميـــة الاولى 1914ـــ1918 والحرب العالمية الثانيــة 1939ـــ1945.
– قاعة متعددة الوسائط لعرض الأشرطة وتسجيل الشهادات الحية للمقاومين: تحتوي على خزانة للأشرطة التي لها علاقة بفترة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير.
– قاعة للمطالعة والبحث في معرفة الثقافة التاريخية وفي العلوم الإنسانية والاجتماعية وفي الثقافة العامة، وخزانة للكتب متنوعة للكتب والاصدارات والمنشورات في التاريخ والآداب والعلوم.
– قاعة للمحاضرات والندوات.
– قاعة للإعلاميات والأنترنيت مفتوحة في وجه الزوار من التلاميذ والطلبة الباحثين
– مرفق للتكوين والتأهيل المهني على التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي.
– مكاتب إدارية
وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة هو فضاء تربوي وتثقيفي وتواصلي مفتوح في وجه ساكنة مدينة الجديدة وأهل دكالة وعموم المواطنين للتواصل مع الموروث التاريخي الوطني العام وتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة والفداء والتحرير على وجه الخصوص وتمكين الناشئة والأجيال الجديدة من الاطلاع على ثراتهم وتاريخهم وحضارتهم وعرض ونقل ثقافة وفكر وتاريخ ونمط حياة نساء ورجال المقاومة من جيل إلى جيل عبر ما يوفره هذا الفضاء من وسائط وأدوات تجمع بين المقروء والمرئي والمسموع.
وإن الغاية من هذا الفضاء التربوي التثقيفي المتحفي، هو تتبيث وصيانة الموروث التاريخي والمحلي، وإبراز خصوصيات الثرات النضالي لمنطقة دكالة وإشاعة ثقافة وفكر ونمط حياة نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير ، والتعريف بلحظات تاريخية تتجسد بقوة في المعارك البطولية المتعددة التي عاشها الشعب المغربي إبان فترة مقاومة الاستعمار الغاشم.
كما الغاية أيضا تعميق البحث التاريخي، وآستنبات ثقافة القيم الوطنية الشجاعة والسمحاء، والرفع من معنويات أُسر وعائلات المقاومين وأعضاء جيش التحرير عبر أشكال احتفائية متنوعة في فضاء من هذا النوع. وذلك عبر التواصل مع مختلف الفاعلين والمجتمع المدني والهيئات المنتخبة، ومن خلال تنظيم ندوات ولقاءات تربوية حول التراث النضالي الوطني والمحلي ، وربط أواصر التواصل مع أسرة المقاومة وجيش التحرير باعتبارها الحامل لجزء كبير من تاريخ المقاومة المحلية والوطنية ،بهدف تقوية الروح الوطنية والمواطنة الإيجابية والاعتزاز بالتاريخ الوطني والمحلي وتحقيق تنمية ثقافية”.
لماذا فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير؟
إن إنشاء فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالجديدةالهدف منه صيانة الذاكرة التاريخية للحركة الوطنية بالمدينة، بعدما كان مقرا لما يسمى المراقبة المدنية بدكالة في الفترة الاستعمارية.
وتتمثل الرمزية التاريخية لهذا المتحف، الذي كان إبان الفترة الاستعمارية مقرا للمراقب المدني الفرنسي- ليتحول فيما بعد إلى مقر دائرة الجديدة ثم المركز الجهوي للاستثمار- في توفره على معطيات لتاريخ الحركة الوطنية بمنطقة دكالة وتخصيصه لفضاءات للزوار والمهتمين الراغبين في الاطلاع على حقبة مهمة من التاريخ المعاصر للمغرب.
ويجسد هذا الفضاء، الذي رأى النور بفضل انخراط المندوبية في نهج سياسة خلق شبكة من المتاحف الجهوية والإقليمية الهادفة إلى صيانة الذاكرة الوطنية والتعريف بأمجاد ملحمة العرش والشعب في سبيل تحقيق الاستقلال والوحدة الوطنية، ترجمة حقيقية لتاريخ نضالي لأهالي دكالة في مقاومة المستعمر.
ويندرج إحداث المتحف، الذي جاء كنتيجة لعمل تشاركي بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والسلطات الإقليمية، في إطار الجهود الموصولة للمندوبية لصيانة الذاكرة التاريخية والتراث النضالي وإشاعة ثقافة الوطنية والمواطنة الإيجابية بين صفوف الشباب والأجيال الصاعدة.