إن ما يشاهده سكان المدينة و زوارها يوميا عن قرب خلال أيام عيد الأضحى و حتى قبلها  يجلب العار للمجلس البلدي ٬ حيث ٲن المئات من الأكياس البلاستيكية من الحجم الكبير تجثم وهي مكدسة بالنفايات بكل مكان و خاصة وسط المدينة و الأحياء الشعبية و الهامشية٬ باستثناء بطبيعة الحال الأحياء الراقية والتجمعات السكنية لعلية القوم. فمنذ ٲن فوت المجلس البلدي تدبير النفايات لشركة “دريشبورغ” و الوضع البيئي  بمدينة الجديدة يتفاقم ويزداد تدهورا بسبب الانتشار الواسع و الفظيع  للأزبال والنفايات في جل المناطق والأحياء، حيث أن ظاهرة أكوام الأزبال أصبحت منتشرة في كل أرجاء المدينة و أرصفتها، بل حتى بجانب المؤسسات الإدارية التي هي كذلك بدورها أصبحت تعاني من انتشار الأزبال بجانبها٬ مهددة بذلك السلامة الصحية للمواطنين.وذلك في ظل غياب حاويات للنفايات كافية، مما جعل مدينة الجديدة 2018 تغرقُ في الأزبال،ناهيكم عن الحياد السلبي للمسؤولين عن الشأن المحلي٬ و على راسهم السلطات الإقليمية.

ففي الوقت الذي كان لزاما على السلطات الإقليمية و المجلس البلدي/القروي إيجاد حلول لهذه الكارثة البيئية، لوحظ واضحا بأن السلطات و المنتخبين المسؤولين عن الشأن المحلي في سبات عميق، غائبون عن تداركِ الوضع، مما جعل من مدينة الجديدة عاصمة للأزبال بامتياز وحطمت الرقم القياسي لموسوعة كنيس للأرقام القياسية ،وذلك لعدم اتخاذهم لأي إجراء أو مبادرة لرفع المعاناة التي تعيشها الساكنة من جراء هذه الكارثة البيئية التي أصبحت تدق ناقوس الخطر ،بحيث أن الوضع أصبح ينذر باحتمال وقوع كارثة بيئية يمكن أن تنعكس سلبا على صحة الساكنة. وبخصوص دور الجماعة الترابية في هذه النازلة الخطيرة٬ ٲجمع كل المواطنين بٲن من يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى هو المجلس البلدي حيث صرح لنا جلهم قائلا: « السكان ما صوتوش في الانتخابات على الشركة صوتوا على المجلس البلدي وهو اللي كنحملوه المسؤولية…».

وبالرغم من تحميل المنتخبين مسؤولية الحفاظ على النظافة والبيئة والصحة العامة وتوفير بيئة جاذبة للسكان والسياح، إلا أن شركة التدبير المفوض لها نظافة المدينة النظافة تصر حتى قبل عيد الأضحى على تلويث وتشويه هذه الأهداف وزيادة نسبة سخط المواطنين عن أدائها وخدماتها، من خلال تقصيرها في القيام بواجبها و كأنها فاعلة خير و حسب، بل الأنكى من ذلك أن عملية شحن الأزبال والنفايات تسير بوتيرة بطيئة جدا و تقوم الشركة بجمع النفايات من الأحياء الشعبية و الهامشية بطريقة بدائية يتحمل مشاقها العمال. ولا تقوم الشركة حتى بغسل و تعقيم تلك الحاويات٬ مع العلم ٲنها تتقاضى أموالا طائلة من ميزانية الجماعة المحلية، لكن دون أن يرقى عملها لطموح السكان وبالتالي إقناعهم بقيمتها المضافة في المجال.

مما جعلهم يعبرون عن تذمرهم من خدمات شركة “دريشبورغ” بسبب فشلها الذريع وسوء توزيع الحاويات و غياب التجهيزات الضرورية و اللازمة وعدم كفاية عدد العمال وعدم معرفة المواطنين لتوقيت مرور الشاحنات.

لقد دقّ ناقوس الخطر على مستوى الوضع العام للنظافة و تدبير النفايات بالمدينة. ومع ذلك٬ عجز المجلس البلدي في القيام بمهمته و ٲصاب الخرس  فدرالية جمعيات الأحياء السكنية والجمعيات التي تدعي حماية البيئة.