« بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على خاتم النبيئين وإمام المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم.
السيد رئيس جمعية الصحافة بالجديدة، أيها السادة و السيدات، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أستأذنكم جميعا في إلقاء هذه الشهادة المختصرة في حق الأستاذ الكريم المصطفى لخيار باسمي الخاص و باسم إخواني أحمد امشكح و أحمد شهيد و محمد الغزواني و المصطفى اعميرة والحاج أحمد بلفرجي وأعضاء جمعية الشؤون الاجتماعية لدار المسنين بالجديدة والتي يعد الأساتذ المصطفى لخيار عضوا بارزا بها.
و هكذا،تكريسا لثقافة الإعتراف والإمتنان، تتشرف جمعية الصحافة بالجديدة بتكريم الاستاذ الصحفي المقتدر السي مصطفى لخيار الرجل الذي اعتبره هرما في حقل الإعلام بدكالة، رجل معروف بتضحياته وبمغامراته من أجل الوصول إلى المعلومة، سعيا لإسماع صوت الأغلبية الصامتة، إلى درجة كانت فيه المواد الإخبارية للرجل تسرق دوما من المراسلين المسترزقين الذي يقبعون في المقاهي، اقتحم كل أوكار المفسدين الذين ينهبون المال العام، وقض مضجعهم. رجل يحب مدينته و دكالة الى حد الثمالة.
ايها السيدات و السادة، كنا مقتنعين كثيرا عبد ربه و السادة المصطفى لخيار و المرحوم ادريس حنبالي و عبد الله غيتومي و عزالدين احنيين و احمد شهيد واحمد امشكح و عزيز المهدي وعزيزمنير و مصطفى عشماوي و المرحوم امحمد السلجاوي وأحمد منير و المرحوم محمد معناوي و المرحوم محمد اجماهري و محمد كراطي و المرحوم بوشعيب بنوقاص و بوشعيب قيري والمصفى العبصودي و الحاج أحمد بلفرجي و ابراهيم ازباير وفؤاد مسكوت و محمد لخناتي و أحمد ذو الؤشاد و عبد الفتاح الزغادي والمصطفى الناسي و بوشعيب بنقريو وغيرهم بأننا نعمل من أجل منطقتنا، وفك العزلة عنها، عشنا مجموعة من مظاهر الفساد، وحاربناها بالقلم و الصورة، وأعطت مجموعة كثيرة من الكتابات أكلها، بفك العزلة عن الكثير من المناطق بالإقليم، بفضل الإعلام المحلي، الذي أصبح مرجعا مهما للإعلام الوطني.
ويعتبر الصحافي المصطفى لخيار من مشيدي الصرح الصحفي وأحد ألمع الأسماء بدكالة، إمتهن مهنة المتاعب خلال مسار مهني امتد لما يزيد عن 40 سنة في رحاب صاحبة الجلالة ٬ وإضافة إلى الصحافة يُعرف المصطفى لخيار من مؤسسي الطيران العسكري ببلادنا الى جانب السي اسكيرج و السي معنينو و اخرين و الذين تكونوا بالمعهد العالي للطيران بسان انطونيو بتكساس بالولايات المتحدة الامريكية سنة 1963، كما كان و مازال عضوا بارزا في العمل الجمعوي و الخيري. و هو كذلك في نظرنا ذاكرة دكالة لم يتم استغلالها بشكل عقلاني و بناء. و في هذا المجال يقول دائما السي مصطفى لخيار׃
«Je suis petit et je reste petit ».
المصطفى لخيار نخلة شامخة تحتفظ بعبق التاريخ الذي وشمته مازاڭان بكبرياء، المصطفى لخيار سليل البلدة الطيبة أهلها دكالة، حامل القيم النبيلة في حقل ملغوم .. علمنا بأن الصدق في التعبير والوفاء للمبدإ والإخلاص في أداء الواجب المهني المقدس ..عملة نادرة في سوق استولى عليها الغش فترى الغشاشين يصيحون وهم لا يستحيون، إذ سرعان ما تبدوا لك الدناءة واقفة والنفاق شامخ والانتهازية والهرولة والتهافت نحو إدراك مصالح ضيقة بحسم نهائي مع كل المبادئ التي لا تعدو أن تكون وسيلة لجني الثمرات التي تقطف ليلا تحت وطأة مساومات مخجلة. ومع ذلك، تجد المصطفى لخيار يقول دائما لا مناص أن نتشبث بالأمل . والناس تميز بين القبيح و الجميل و بين الصادق و المفسد ..إليك يا من انصح فأحسن النصح ، ومع النصح أهديتنيا الوصفة السحرية التي منحتنا من الصمود والتحدي الشئ الكثير. أحسنت إذ قلت يوما بين كل خير وخير مسافة مرهقة تسمى الابتلاء، وما على المرء إلا أن يعاند الدناءة ، ويتحدى جبروت المهرولين، ويعانق بصيص أمل، ويقدم الخير على الشر، فمهما اشتدت المحن واختلطت الصورة، ومهما كانت السبل حالكة فالفجر آت لا محالة.
كيف نشكرك يا أشهم رجل واعطف أب واصدق خليل، يا أستاذا عاشقا للكلمة الصادقة. كيف نشكرك يا نخلة شامخة بعطائها الوافر في واحة خصبة في صحراء قاحلة. لقد نجحت وحققت التميز في بحر لجي يغشاه موج الوصولية القاتلة في محيط اللا معنى. منك ومن أمثالك نستمد الأمل الكافي لنكابد المحن ولنعاند ولا نقبل السقوط. كيف نشكرك يا أجمل زهرة أينعتها واحات بلدتك الطيبة المجبولة على الإنسانية وعلى السخاء والعطاء الوفير. كبرت في أعيننا ورسمت لنفسك صورة خالدة تؤرخ لمروءة استثنائية و لحياة اخترت آن تعيشها صادقا غير مبال بالمظاهر الخادعة ولا مكثرت بسلطة أتيحت لك فرصة امتلاكها فكنت فيها زاهدا.
لن ننساك ماحييت، فشكرا لك على كل شيء، فمهما أبدعنا لن تسعفنا العبارات لكي ننصفك، لن نوافيك حقك مهما قلنا. يكفي أنك الإنسان في زمن اللا إنسان، و الرحمة في زمن الانتقام، و العدل في زمن الكيد و المؤامرات. فنسأل الله لك السداد و السعادة والتوفيق و العافية و الصحة والسلام والعمر المديد.
وفي الختام، نتقدم بأخلص التحيات وأسمى عبارات التقدير والامتنان لأعضاء جمعية الصحافة بالجديدة كعربون محبة صادقة بمناسبة حفل التكريم الذي نظمته على شرف السي المصطفى لخيار. ولا يسعنا إلا أن نثمن هذا التكريم الرائع ونعترف أن الأستاذ المصطفى لخيار يستحق ألف تكريم. فهو الشهامة وهو المروءة وهو الصدق الذي يمشي على قدميه، وعبر هذه الكلمة ومن خلالها فالشكر موصول إلى السادة أعضاء جمعية الصحافة بالجديدة الذي نشهد لهم بالدينامية وروح التطوع والإبداع، وكذا إلى جميع الذين جعلوا خدمة الوطن هدفهم الأسمى. وإلى كل هؤلاء نؤكد بأن الاستمرار في تقديس الواجب المهني قضية، وأن خدمة الوطن قضية. والسلام عليكم و رحمة الله.».