شهدت قاعة الاجتماعات بعمالة الجديدة صباح يوم الثلاثاء 17 نونبر 2015  الملتقى الجهوي الاول٬ وذلك بحضور السادة خالد سفيروالي جهة البيضاء-سطات و مصطفى الباكوري رئيس جهة الدار البيضاء-سطات ومعاد الجامعي عامل إقليم الجديدة وسعيد بازي الكاتب العام لعمالة ومحمد الزاهيدي رئيس المجلس الاقليمي للجديدة وأعضاء مجلس جهة الدار البيضاء-سطات  وعبد الكريم بنشرقي رئيس جمعية دكالة و يحيي بوغالب رئيس جامعة شعيب الدكالي بالجديدة والبرلمانيين و رؤساء الغرف المهنية ورؤساء الجماعات المحلية والقروية باقليم الجديدة والمصالح الخارجية وعدد من المنابر الاعلامية.

 

 

وقد افتتح هذا اللقاء السيد محمد الزاهيدي رئيس المجلس الإقليمي للجديدة بكلمة ترحيبية بكل الحضورتلتها بعد ذلك كلمة السيد مصطفى الباكوري رئيس جهة الدار البيضاء-سطات أكد من خلالها على أن اختيار الجهوية الموسعة الذي انخرط فيه المغرب بكل وعي ومسؤولية، كان اختيارا استراتيجيا ومستقبليا يهدف بالأساس إلى تعزيز أسس اللامركزية واللاتمركز ومحكا حقيقيا لإصلاح وتحديث هياكل الدولة. لكن حسب نظره لا يمكن للجهوية ان تكون فعالة دون الاعتماد على مبدإ المقاربة التشاركية ولا يمكن لها أن تكون فعالة كذلك دون الاعتماد على سياسة حقيقية ركائزها اللامركزية و اللاتمركز.

وأوضح الباكوري أن الوعي بهذا التوجه هو الذي ينبغي أن يشكل الركيزة الأساس لبرنامج العمل الآني والمستقبلي لمجلس الجهة، وذلك عبر تحديد مفهوم دقيق للمشروع التنموي وتحديد أهدافه ومراميه وآفاقه المستقبلية، مع ضبط استراتيجية عمله بغية تطوير إدارة وتدبير الشأن العام الجهوي، بمشاركة كل مكونات الجهة من عمالات وأقاليم وفق منظور تكاملي يتماشى مع طموحات المواطنين.

ويرى رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات  أن إنجاح  الجهوية رهين بمدى قدرة جميع المتدخلين على تحمل مسؤولياتهم بانسجام مع تطلعات المواطنين، لاسيما بعد استحقاقات الرابع من شتنبر التي شكلت محطة هامة للانتقال نحو مرحلة جديدة في مجال تدبير وتسيير الشأن العام المحلي والجهوي.

 

 

من جهته أشار السيد خالد سفيروالي جهة البيضاء-سطات أن البداية في تطبيق مفهوم الجهوية الحقة تعد لحظة استثنائية تتوج مسار بناء سياسي ومؤسساتي أرسى معالمه وحدد خارطة طريقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، انطلاقا من مرجعية دستورية تنص على تنظيم لا مركزي يقوم على الجهوية المتقدمة. وأشار إلى أن حجم التحديات والانتظارات المرتبطة بهذا الورش الاصلاحي الكبير تستوجب الأخذ بعين الاعتباركل الاراء و المقترحات البناءة و العمل على مواكبة النموذج التنموي للجهة، في تكامل تام وتنسيق دائم بين المسؤولين و الجماعات الترابية المنتخبة، وذلك في إطار مقاربة تشاركية، قوامها التعاون والتشاور والإنصات المتبادل في احترام تام للاختصاصات الموكولة لكل طرف للسير قدما بهذه الجهة نحو مزيد من الرقي والرفاهية حتى تعيش ساكنتها الحياة التي ترضاها في بيئة سليمة شاملة لعوامل الاستقرار والتمدن والتنمية.

وقدم بعد ذلك السيد معاد الجامعي عامل إقليم الجديدة مخطط التنمية لإقليم الجديدة والذي يرتكز على أربعة محاور: الفلاحة- الصناعة-السياحة-الثقافة٬ مؤكدا على أنه لا تنمية حقيقية دون جعل المواطن في قلب رؤية استراتيجية فعالة مرتكزة على الحكامة الجيدة.

وحول موضوع الشراكة٬ أكدالسيد معاد الجامعي على أنها تعتبر بحق رافعة أساسية لتنمية المجالات الترابية وقيمة اضافية لتطوير وتعزيز قدرات الجماعات الترابية٬ وذلك من أجل تحسين عمل الهيآت المنتخبة وتوفير الدعم التقني واستغلال الطاقات البشرية وتحسين الموارد الذاتية  وتثمين الممتلكات الجماعية.

كما أشار السيد معاد الجامعي الى ان عدة اتفاقيات شراكة أبرمت من أجل تأهيل وتنمية الجماعات الترابية٬2017 وذلك بمساهمة كل من وزارة الداخلية وصندوق التجهيز الجماعي والمجلس الاقليمي والجماعات الترابية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. والهدف من ذلك هو فك العزلة عن العالم القروي و تجهيزالتهيئة الحضرية للمراكز الصاعدة و التأهيل الحضري للأحياء الناقصة التجهيز بالجديدة الكبرى وإتمام المشروع المندمج لرد الاعتبارلمدينة أزمور وإعادة تأهيل مركز مولاي عبدالله وتوسيع وتقوية الطرق وتوفير عدد من الاستتمارات بالإقليم وتوفير الشغل وتحسين المنظومة التعليمية من خلال  محاربة الهدر المدرسي ومحاربة الأمية وتوفير الخدمات الصحية وتطوير الفلاحة بالإقليم.

كما شدد السيد معاد الجامعي على ضرورة إسهام مجلس الجهة في دعم مخطط التنمية لاقليم الجديدة والاستفادة من تجربة الكفاءات والخبراء والمنظمات الوطنية والدولية من أجل المساهمة في قدرات الجماعات الترابية وكذا تأهيل الموارد البشرية والأطر الإدارية و المنتخبين قصد استيعاب المفهوم الشامل للجهوية المتقدمة.

 

 

وبعد الغذاء٬ توجه المشاركون في هذا الملتقى القيم و الهام نحو الجرف الاصفر٬ خيث قاموا بزيارة المنطقة الصناعية (ميدز) ومركب الفوسفاط وطاقة المغرب و ألف ديناكوم و الموقع الجديد لانتيلسيا و مركز المعارض محمد السادس و منتجع مازاغان.

 

وتجدر الإشارة إلى أن السيدين خالد سفير ومصطفى الباكوري نوها بالعرض القيم الذي قدمه السيد معاد الجامعي حول مخطط التنمية لإقليم الجديدة٬ كما أن هذا الملتقى عرف كذلك تكريما رمزيا للبطل المغربي العالمي في الملاكمة محمد الربيعي ذي الجدور الدكالية.

 


:

تصوير:  عزيز المهدي