تحولت مدينة الجديدة أيام عيد الأضحى من مدينة صاخبة يطبق فيها قانون الغاب إلى مدينة هادئة ، محلات تجارية أغلقت أبوابها، سكون يخيم على جل الأحياء كالسلام و لالة زهرة والسعادة و الصفاء و على أهم الشوارع الرئيسية كمحمد الخامس و محمد السادس و الخطابي و الحنصالي و علال القاسمي و الزرقطوني وغيرهم، محلات تجارية مقفلة ،وحركية سيارات ليست بتلك التي اعتادتها شوارع هاته المدينة الشاطئية.
هاته إذن أبرز مظاهر العيد في مدينة تعودت ألا تنام ، عودة الهدوء نسبيا لشوارعها و أحيائها بعد أن فضل الفراشة والبائعون المتجولون ومحتلو الملك العام و المتسولون استغلال فترة العيد للسفر إلى مسقط رأسهم لقضاء أيام العيد مع أسرهم.
وهكذا تحولت مدينة الجديدة خلال أيام العيد إلى مدينة شبه هادئة، فالازدحام الذي كان يطغى على الشوارع والأزقة قل تدريجيا، والسيارات التي كانت تثير الصخب بأدخنتها و منبهاتها أضحت قليلة ومعدودة، بعد أن فضل الفراشة والبائعون المتجولون ومحتلو الملك العام و المتسولون الهجرة من المدينة باتجاه جهات أخرى لقضاء عطلة العيد رفقة ذويهم. مما يدل على أن الغالبية العظمى من الفراشة والبائعين المتجولين ومحتلي الملك العام و المتسولين ليسوا من أهل المدينة.
وأصبحت شوارع الجديدة هادئة وسهلة العبور عكس باقي أيام السنة الأخرى، حيث الاكتظاظ وصخب وضجيج السيارات ومنبهاتها، وتحولت جل الشوارع الرئيسية إلى شوارع شبه مهجورة إلا من سيارات قليلة تعبر شوارع المدينة، لتتنفس الصعداء من الاختناق طول السنة، وهذه فرصة للجديديين ولعشاق الهدوء لمعانقة شوارع الجديدة بدون ضجيج.
وهكذا تخلصت مدينة الجديدة من حالة الاكتئاب الذي تعيشه على مدار أيام السنة بسبب الفراشة والبائعين المتجولين ومحتلي الملك العام و المتسولين وعدم قيام السلطات الإقليمية و المحلية بواجبها طبقا للقوانين الجاري بها العمل.
وبسبب حالة التسيب والسيبة هاته التي تحبس أنفاس المدينة ، فإن المدينة أصبحت تستقطب موسم هجرات جماعية من القرى والمداشر النائية من مختلف جهات المغرب. لذلك، فإن المدينة أصبحت تعج بأناس يؤمنون بسياسة ” ادهن السير يسير ودير اللي عجبك “.
وخلاصة القول، على السلطات الإقليمية و المحلية أن تعي جيدا أنه بسبب الباعة المتجولين و الفراشة الوافدين على المدينة تعيش الجديدة في فوضى عارمة يمكن أن تتحول إلى ما يحمد عقباه لا قدر الله. فهل جال المسؤولون بالمدينة هذه الأيام ليروا بأم أعينهم كيف تحولت من دوار متوحش إلى مدينة هادئة؟ فبعد أن غادر أغلب الوافدين المدينة نحو مسقط رأسهم لإحياء عيد الأضحى مع عائلاتهم ، يكاد يكون عيد الأضحى المناسبة الوحيدة التي تتخلص فيها المدينة من الوافدين عليها، من القرى والمداشر البعيدة، باعتبارها المدينة المستباح فيها خرق كل القوانين والتي يمكن أن توفر لهم احتلال كل شبر من أرجائها دون حسيب أو رقيب.