عاش سجن عكاشة يعيش ليلة الخميس 28 يوليوز 2016 حالة من الاستنفار على إثر محاولة نزلاء السجن الخروج بشكل جماعي من زنازنهم. بيد أن عناصر الأمن المتواجدة قرب السجن قامت بإطلاق الرصاص الحي في الهواء من أجل إخماد التوتر الكبير بين مجموعة من السجناء داخل مركز التهذيب و الاصلاح التابع لإصلاحية عكاشة بهدف منع السجناء من الهروب، كما حضر الأمن بشكل مكثف عند مدخل المؤسسة السجنية. وقد استطاع رجال الأمن السيطرة على الفوضى العارمة التي اندلعت بعد الحريق المهول الذي شب في إصلاحية سجن عكاشة بالدار البيضاء. وعادت الأمور إلى طبيعتها بعد المواجهات التي اندلعت بين المساجين ورجال القوات العمومية التي تعاملت مع هذا الحدث بشكل جدي .
هذا وقد خلفت اعمال الشغب و التمرد تخريب او اتلاف او احراق عدة وثائق وتجهيزات متنوعة و مركبات. كما تم جرح 5 من رجال الشرطة و 3 من الوقاية المدنية 6 من القوات المساعدة و 5 من موظفي السجن. وأصيب كذلك تسعة نزلاء بحالات اختناق في الحريق الذي شب بمركز الإصلاح والتهذيب عين السبع بالدار البيضاء، و الذين تم نقلهم إلى المستشفى. و على إثر ذلك، حاول مجموعة من الأشخاص من عائلات المصابين القيام بالصعود إلى سور المستشفى من أجل اقتحامه، وهو الأمر الذي جعل مجموعة من رجال الأمن يقومون بالتدخل لمنعهم من الدخول إلى المستشفى.
و قد أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع (عكاشة) عرف عشية يومه الخميس 28 يوليوز 2016 أحداث شغب وتمرد من طرف نزلاء هذه المؤسسة. وقد اتضح من خلال المعطيات الميدانية الأولية أن هذه الأحداث تمت وفق مخطط مدروس وضعه ونفذه متزعمو هذه الحركة، إذ عمدوا إلى إحراق بعض الأفرشة من أجل إحداث دخان، والعمل على دفع الموظفين إلى التدخل، وذلك بهدف مهاجمتهم والخروج إلى خارج المعقل، كما حاولوا فتح الباب الخشبي لمكان إيداع الأسلحة إلا أنهم فشلوا في الوصول إليها بعد أن لم يستطيعوا كسر الشبكة الحديدية للباب. وبعد خروجهم إلى خارج المعقل، قام هؤلاء السجناء بإضرام النار وتكسير حافلة لنقل السجناء، ورشق بعض الموظفين الذين أصيبوا بجروح خفيفة.
وقد تم إخبار النيابة العامة المختصة والسلطات المحلية والأمنية الذين حضروا إلى عين المكان، في الوقت الذي قامت القوات العمومية بتطويق المؤسسة وتدخل عدد منهم داخل المعقل، حيث قاموا بإخراج مجموعات من السجناء إلى الساحة من أجل إخلاء المعقل إلى حين إحكام السيطرة على المتسببين في أعمال الشغب بالداخل. وقد تمكنت بذلك عناصر القوات العمومية مدعومة بالموظفين القادمين من المؤسسات المجاورة، وبتأطير من مجموعة من المسؤولين بالإدارة المركزية للمندوبية العامة من السيطرة على الوضع وتهدئته، والعمل على إحلال النظام واستتباب الأمن بالمؤسسة.
وستوفد المندوبية العامة على الفور لجنة مركزية للبحث والتقصي لإجراء بحث دقيق وشامل من أجل تحديد العناصر الذين كانوا وراء هذه الأحداث المخطط لها، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم وتقديمهم إلى العدالة.