فمجموعة الفساد والشر تتصرف حسب هواها٬ والسلطات تائهة تغني على ليلاها. فكانت النتيجة هي تشكل مجموعات مافياوية أصبحت تتحدى الجميع في واضحة النهار دون رادع أو وازع٬ وهذا ما جعل بعض المتملقين يستنجدون بهذا وذاك حتى يتدخل شخصيا لمساعدتهم وحمايتهم ورفع الغبن و”الحڭرة” عنهم كما يدعون! ولكن الحقيقة الواضحة هي أن من خلق هاته المافيا وقام بعلفها وتسمينها هم هؤلاء المسؤولين الشاكين الباكين ٬ لأنهم سهلوا الأمور وأزالوا كل الحواجز من أمام من يسمى بالمافيا حتى اشتد عودها وأصبحت تستغول على الجميع لنجدهم اليوم يطبقون منطق “يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعي”. في حين أن مدينة الجديدة وخيراتها تم نهبها في واضحة النهار و على “عينيك آبن عدي” كما يقال.
وعلى هذا الأساس٬يجب قبل كل شيء محاسبة هؤلاء المتباكين٬ لأن الألم قد اشتد فعلا عليهم في بطونهم بفعل كثرة الإفراط في تناول وتعاطي الأكل الغير حلال والمشاركة في كل” زردة” تكثر فيها قصعة المافيا بهاته المدينة. كما يجب تصحيح الأوضاع عن طريق فرض القانون وترسيخ سلطة الدولة٬ أما الحديث عن ضحية وجلاد كما ورد على لسان بعض المنتخبين المڭردعين إنما هو ذر للرماد في العيون وهروبا من تبعات الجرائم المقترفة في هاته المدينة والتي يعرفها العام والخاص٬ وهي حيلة لا نعتقد أنها تنطلي على الجديديين الذين يعرفون كل كبيرة وصغيرة في هذا الشٲن والذين يعرفون الشاذة و الفادة عن أولاك الذين قسموا بينهم المدينة وكل أطرافها ككعكة حلوى في غياب أي رقيب او حسيب.