جرت العادة في مدينة الجديدة أن لا يكرم المسؤولون أي أحد من رجالات الصحافة المحلية ولو بعد وفاته.. ولكن إلى متى ؟

ففي هذه المدينة من يستحق منا الإشادة والمكافئة والتكريم والتقدير من مبدعي مهنة المتاعب الذين نذروا أنفسهم لخدمة هذه المدينة وأهلها..حتى كلمة الشكر اعترافا من المسؤولين و المنتخبين بما يقدمونه يبخل بها عليهم ..ولذلك قررت أن أشكر جمعية الصحافة بالجديدة على التفاتتها النبيلة اتجاه أخي العزيز الصحفي المناضل السي أحمد شهيد وأقول كلمة في حقه.

فرغم كل المتاعب ومصاعب الحياة٬ إلا أنه قدم الكثير لدكالة من خلال ما قام و ما زال يقوم به من عمل في مجال الصحافة والكتابة و البحث و الإبداع .

فمن الناحية الثقافية٬ قام بالمشاركة في العديد من الفعاليات الإقليمية و الجهوية والوطنية و الدولية. وساهم بمقالاته النيرة في التعريف بمؤهلات دكالة و تقاليدها و موروثها الثقافي. وعمل مراسلا معتمدا أيام سنوات الرصاص لعدة جرائد من بينها « البيان» و « ليبيراسيون» باللغة الفرنسيةومن ناحية البحوث٬ قام بإعداد بحوث تؤرخ لذاكرة مدينة الجديدة أو للبيزرة عند الشرفاء القواسم. فكان السي أحمد شهيد من خلال هذه التجارب الزاخرة رغم كل المعيقات يرفع هامة دكالة والوطن عاليا.

و لاشك أن في مدينة الجديدة كفاءات صحفية متميزة ومتزنة يفكرون في مصلحة مجتمعهم بالدرجة الأولى٬ ويسعون للعمل جاهدين لتحقيق التغيير نحو الأفضل على قدر استطاعتهم وإمكاناتهم من أمثال السي أحمد شهيد٬ لكنهم لا يحظون دائما بالاهتمام اللازم من لدن الجهات الرسمية ولا حتى من المجالس المنتخبة.

لن تسقط هيبتك السي أحمد شهيد كصحفي و كباحث و كاتب و كمبدع.. فلطالما شبهتك بالشمعة التي تحترق لتضئ للآخرين الطريق٬ بالرغم من أن هذا التشبيه في نظري لا يعطيك حقك ولا ينصفك على الإطلاق.. فالشمعة تذوب وتنتهي و قد تنطفئ مع أبسط نسمات الهواء٬ لكنك لن تنطفئ ٬ لأني على يقين بأنك مستمر في نضالك وفي عطائك ولاتهزك الأعاصير٬ وكلما مر الزمان كلما زاد عطاؤك وجهدك. و أنا على يقين بأن السي أحمد شهيد الخلوق لن تغيره الأيام ولن يغتر٬  وسيظل كما هو منذ عرفته في السبعينات من القرن الماضي.

السي أحمد شهيد لك القدرة على التجدد والعطاء. وتاريخ الصحافة الصحافة المحلية بدكالة لا يستطيع أن يتجاوز إسماً كبيراً في عالم الصحافة مثل إسمك السي أحمد شهيد. فأنت علامة بارزة في تاريخ الصحافة المحلية و الوطنية. وأنت تمثل الديناميكية الصحفية والقدرة على التجدد والعطاء بلا كلل ولا ملل منذ أن حملت القلم متدرجاً في عالم الصحافة والثقافة والعمل المهني الجاد كاتباً وصحفياً وباحثاً ومبدعا.ولذلك إن الحديث عن الصحافة بدكالة والمغرب على امتداد تاريخها إذا ما ذكر فرسانها البارزون فلاشك أنك السي أحمد شهيد ستكون واحداً منهم..

شكرا السي أحمد شهيد٬ مع تقديري واحترامي. واصل مسيرتك بثبات…