الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك الحاج مصطفى الصافي لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: (إنا لله وإنا إليه راجعون).

فقدنا أخاً حبيباً مُحباً، أخاً جميل الطباع، حباه الله بحسن الخلق واللطافة، يُقدر الكبير والصغير ذا تواضع جم..

عرفناه رحمه الله صدوق اللسان، طاهر القلب لا يحمل في قلبه غلاً ولا حقداً ولا حسداً، قد ملأ الله قلبه رحمة وحناناً..

عرفنا الحاج مصطفى الصافي غفر الله له رجلاً مؤمناً، صبوراً، راضياً بما قدره الله تعالى عليه وابتلاه من أمراض، شاكراً وحامداً لربه عز وجل، بل لم نره يوماً ساخطاً أو متشكياً أو عابس الوجه، وكان رحمه الله دائماً ما يرسم البسمة على وجوه محبيه ويدخل السرور على قلوبهم، وكانت ابتسامته لا تفارق وجهه البشوش (حرمه الله على النار).

هنيئاً الحاج مصطفى الصافي بما عاش ومات عليه من حسن الخلق وطهارة القلب، وقد شهد له بذلك كل من عرفه.

هنيئاً لأخينا الحبيب الحاج مصطفى الصافي رحمه الله بحسن الخلق الذي هو من صفات الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – والصديقين والصالحين، فبه ينال كمال الايمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) (رواه الترمذي)، وبه نحصل رفيع الدرجات، وتثقل موازين الحسنات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق) (رواه الترمذي)، وبحسن الخلق ينال صاحبه درجة العابدين .

تجاوز الله عنك يا أخانا الحبيب الحاج مصطفى الصافي وغفر لك، وجعل قبرك روضة من رياض الجنان، وأمنّك يوم الفزع الأكبر، وشفع فيك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأسكنك الفردوس الأعلى.. إن ربي سميع مجيب رؤوف رحيم وبالإجابة جدير.

أحسن الله عزاءنا فيك يا الحاج مصطفى الصافي، وأحسن الله عزاء جميع أهلك ومحبيك.. وهكذا الدنيا نزول فارتحال، ولا يبقى إلا وجه ربنا ذو الجلال والإكرام..

نتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى زوجته و أبنائه و جميع أفراد عائلته في هذا الفقد الجلل، كما أتقدم إلى جميع أصدقائه و معارفه بأحر التعازي وصادق المواساة، سائلين الله للفقيد الرحمة والمغفرة، وأن يسكنه الله فسيح جناته، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}