منذ ٲن فوت المجلس البلدي تدبير النفايات لشركة “دريشبورغ” و الوضع البيئي بمدينة الجديدة يتفاقم ويزداد تدهورا بسبب الانتشار الواسع و الفضيع للازبال والنفايات في جل المناطق والاحياء، حيث أن ظاهرة أكوام الازبال أصبحت منتشرة في كل أرجاء المدينة و أرصفتها، بل حتى بجانب المؤسسات الادارية التي هي كذلك بدورها أصبحت تعاني من انتشار الازبال بجانبها٬ مهددة بذلك السلامة الصحية للمواطنين.وذلك في ظل غياب حاويات للنفايات كافية، مما جعل مدينة الجديدة 2017 تغرقُ في الازبالِ،ناهيكم عن الحياد السلبي للمسؤولين عن الشأن المحلي.
ففي الوقت الذي كان لزاما على المجلس البلدي/القروي إيجاد حلول لهذه الكارثة البيئية، لوحظ واضحا بأن المنتخبين المسؤولين عن الشأن المحلي في سبات عميق، غائبون عن تداركِ الوضع، مما جعل من مدينة الجديدة عاصمة للازبال بامتياز وحطمت الرقم القياسي لموسوعة كنيس للارقام القياسية ،وذلك لعدم اتخاذهم لأي إجراء أو مبادرة لرفع المعاناة التي تعيشها الساكنة من جراء هذه الكارثة البيئية التي أصبحت تدق ناقوس الخطر ،بحيث أن الوضع أصبح ينذر باحتمال وقوع كارثة بيئية يمكن أن تنعكس سلبا على صحة الساكنة.
وبخصوص إضراب عمال النظافة٬ فقد عبر كافة المواطنين عن تضامنهم معهم دون أن يلقوا اللوم عليهم. ذلك لٲنهم يعلمون جيدا بأن العمال غير مستفيدين من الوسائل الوقائية ومعدات السلامة الجسدية…
وبخصوص دور الجماعة الترابية في هذه النازلة الخطيرة٬ ٲجمع كل المواطنين بٲن من يتحمل المسؤولية بالدرجة الاولى هو المجلس البلدي حيث صرح لنا جلهم قائلا: « السكان ما صوتوش في الانتخابات على الشركة صوتوا على المجلس البلدي وهو اللي كنحملوه المسؤولية… وباش نحتجوا عليه٬ بدينا نرميوا الزبل في مسط الطريق ويمكن من بعد نبداوا نرميوه في ….». وفعلا٬ انطلقت دعوات للاحتجاجات ضد وضع الازبال في وسط الشوارع الرئيسية و قد تدخل المدينة في مسار احتجاجي لا يبشر بالخير.
وبالرغم من تحميل المنتخبين مسؤولية الحفاظ على النظافة والبيئة والصحة العامة وتوفير بيئة جاذبة للسكان والسياح، إلا أن شركة التدبير المفوض لها نظافة المدينة النظافة تصر حتى قبل إضراب العمال على تلويث وتشويه هذه الاهداف وزيادة نسبة سخط المواطنين عن أدائها وخدماتها، من خلال تقصيرها في القيام بواجبها و كأنها فاعلة خير و حسب، بل الأنكى من ذلك أن عملية شحن الازبال والنفايات تسير بوتيرة بطيئة جدا و تقوم الشركة بجمع النفايات من الاحياء الشعبية و الهامشية بطريقة بدائية يتحمل مشاقها العمال. ولا تقوم الشركة حتى بغسل و تعقيم تلك الحاويات٬ مع العلم ٲنها تتقاضى أموالا طائلة من ميزانية الجماعة المحلية، لكن دون أن يرقى عملها لطموح السكان وبالتالي إقناعهم بقيمتها المضافة في المجال.
مما جعلهم يعبرون عن تذمرهم من خدمات شركة “دريشبورغ” بسبب فشلها الذريع وسوء توزيع الحاويات و غياب التجهيزات الضرورية و اللازمة وعدم كفاية عدد العمال وعدم معرفة المواطنين لتوقيت مرور الشاحنات.
وعلى اثر اجتماع عقد يوم الاثنين 14 غشت الجاري، قرر عمال النظافة تعليق اضرابهم ابتداء من صبيحة الثلاثاء 15 غشت 2017 في انتظار رد الشركة على مطالبهم يوم الجمعة 18 غشت 2017. واذا لم تستجب ادارة الشركة لمطالبهم، فقد يعود من جديد العمال لاضرابهم.
لقد دقّ ناقوس الخطر على مستوى الوضع العام للنظافة وتدبير النفايات بالمدينة. ومع ذلك٬ عجز المجلس البلدي في القيام بمهمته وٲصاب الخرس فدرالية جمعيات الاحياء السكنية والجمعيات التي تدعي حماية البيئة.