كان حفل تأبين الشريف سيدي عبد الحق القادري ابن المقاوم الجديدي المرحوم الشريف سيدي عبد الواحد القادري فرصة سانحة للمتدخلين الذين وصفوا الشريف سيدي عبد الحق القادري بأنه رجل من رجالات الوطن والأمة و الفكر والثقافة والأدب٬ إضافة إلى كونه تحلى بكل القيم الأصيلة. و أجمعوا كذلك على حسن الخصال التي كان يتمتع بها الراحل وعلى صدقه وتواضعه وتفانيه في خدمة وطنه و العرش العلوي المجيد وأمته، وكذا سعته المعرفية والثقافية والاجتماعية.

و في كلمة ألقاها المندوب السامي للمقاومة و أعضاء جيش التحرير في حفل التأبين، قال: “.. على أن هذه المناسبة للوفاء والبرور بشخصية فذة من أبناء مدينة الجديدة البررة ،وأعتبر المناسبة وقفة للتدبر و التأمل و التذكير بمناقب سيدي عبد الحق القادري الحميدة وأعماله الجليلة و تضحياته الجسام.و أكد الدكتور  الكثيري على أن هذا الحفل التأبيني يعتبر وقفة وفاء وبرور وتقدير لسيدي عبد الحق القادري وٲبيه المقاوم الجديدي المرحوم سيدي عبد الواحد القادري وجميع أبنائه البررة الذين نذروا  أنفسهم و أهلهم و حياتهم و أغلى ما لديهم من أجل خدمة الوطن و من أجل الدفاع عن ثوابته و مقدساته. وختم السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الدكتور المصطفى الكتيري كلمته قائلا مهما قلنا فلن نبلغ غايتنا في التعبير عن مشاعرنا اتجاه فقيد الوطن والأمة سيدي عبد الحق القادري تغمده الله برحمته الواسعة.

نبذة مختصرة عن حياة الشريف سيدي عبد الحق القادري

بدأ الفقيد الجنرال دوكور دارمي سيدي عبد الحق القادري ، الذي ازداد بمدينة الجديدة عام 1935، الخدمة في صفوف القوات المسلحة الملكية في فاتح يوليوز 1956. وتلقى تكوينه العسكري بالمدرسة العسكرية لسان-سير بفرنسا. وكان الراحل ضابطا في المشاة، وتولى، على مدى مساره المهني الطويل، جميع المهام المرتبطة بصفته كضابط بالقوات المسلحة الملكية.

كما شغل الفقيد سيدي عبد الحق القادري عدة وظائف عليا، حيث عمل مديرا لمدرسة استكمال تكوين الأطر التابعة لوزارة الداخلية بالقنيطرة، ومديرا عاما للأمن الوطني، ومديرا عاما للدراسات والمستندات. وتوج مساره كمفتش عام للقوات المسلحة الملكية، المنصب الذي ظل يشغله إلى غاية 26 يوليوز 2004.

وقد عين الراحل سيدي عبد الحق القادري ، خريج مدرسة قيادة الأركان بباريس، من طرف صاحب الجلالة القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، في رتبة جنرال دوركور دارمي يوم 31 يوليوز 2000.

وحصل الفقيد على العديد من الأوسمة الوطنية والأجنبية، من بينها الحمالة الكبرى لوسام العرش، والصليب الكبير للاستحقاق من ألمانيا الفيدرالية. كما منح صفة ضابط كبير لجوقة الشرف في فرنسا ووسام الاستحقاق من درجة قائد.

تميزت حياة الراحل سيدي عبد الحق القادري بما جبل عليه في أحد بيوت المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، بمدينة الجديدة التي ولد فيها عام 1935. فقد أبصر النور في كنف والده المقاوم الجديدي المرحوم الشريف سيدي عبد الواحد القادري الذي حمل السلاح ضد الفرنسيين.وما كان يثير الانتباه هو تمسكه الكبير بالدين الحنيف و بالتواضع و الاخلاق الحميدة التي كان يعطيها ٲهمية كبري في سلوكه العملي و العادي. و من خصاله و نبله الحرص على القيام بالأعمال الاجتماعية و الخيرية  في سرية تامة بغية كسب الاجر و الثواب من الله عز و جل.

رحم الله الفقيد المبرور المرحوم الشريف سيدي عبد الحق القادري وأسكنه فسيح جنانه مع الذين أنعم لله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وعزاؤنا ومواساتنا مجددا لعائلته الصغيرة ولعائلته الكبيرة في مدينة الجديدة وكل ٲرجاء المملكة المغربية.

 

«يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق لله العظيم.