مدينة الجديدة أصبحت حبيسة الخطر المتربص بها والخراب الذي أعده لها الواقفون من وراء الأستار لترويج الخمور على اختلاف أنواعها في كل آن وحين. فلم تنتفض السلطات على اختلاف ألوانها واهتماماتها لتطبيق القانون فيما يخص بيع الخمور رغم أنها تعي جيدا مساوئها التي لا تعد ولا تحصى.

و هؤلاء ” الڭرابة” محميون من طرف شخص نافذ بالعمالة،والذي لا يهمه إزهاق الأرواح والعقول والأموال وهتك الأعراض وبث الفساد في الحرث والنسل مادام يحصل على أتاوات. وربما يبحث هذا الشخص النافذ بالعمالة عن الربح والثروة أكثر من اهتمامه بمعاناة السكان وانحراف الشباب،بالرغم من أنك تجده في المسجد لأداء الصلاة. لذلك لم يملك أحد أبناء الجديدة نفسه ليقول بأعلى صوته « لا حيلة مع الله. إنه يمهل و لا يهمل. و لن تنتهي عاقبة هؤلاء على خير عاجلا أم آجلا… نحن نريد أن نعيش مثل الآخرين.. وما بغيناش أولادنا و بناتنا يدوخو».

إن مسألة بيع الخمر بمباركة الشخص النافذ بالعمالة حدث يؤرق السكان، لكن حسب رأينا لا بد أن نتطرق إلى المشكل في عمقه الثقافي و الاجتماعي. فلا بد أن نضع الأصبع على مكمن الداء. وأصل الداء هو الفساد المستشري في كل الأماكن والبطالة والفراغ القاتل وطمس الهوية بسبب تنصل السلطة في القيام بواجبها، وتركها الفرصة أمام الوصوليين و الانتهازيين، ليملأوا الفراغ، ويسيطروا على مراكز القرار لغرض في نفس يعقوب. وإلا كيف نفسر أن كل هذا لم يؤرق بال المسؤولين و يجعلهم يحرصون على تطبيق القانون رغم أنهم يعون جيدا أنه من السهل اختراق المدينة والعبث بعقول مراهقيها و فتيانها و فتياتها!

وإذا كان القانون يجيز بيع الخمور فقط لغير المسلمين، فهل فتح محل و3 حانات و فندق بطولهم وعرضهم ليل نهار لبيع المشروبات الكحولية لهذه الأقلية فقط؟ هل تلك الشاحنات المحملة يوميا بأطنان من الخمور والتي تزود هؤلاء على مرأى الجميع و دون استحياء كلها مخصصة لغير المسلمين؟ ..

ومع استفحال ظاهرة ترويج الخمور حتى في أوساط التلاميذ و التلميذات، اضطر السكان أن يعيشوا لحظات عصيبة لا نهاية لها ليلا و نهارا مع “التعربيد” والفوضى وانعدام الأمن،مما ينغص عليهم حياتهم باستمرار.

إن الخمر في ديننا الإسلامي محرم تحريما باتا.. وبيعه وترويجه في مدينة متوسطة وهادئة كمدينة الجديدة لا يساهم في تنميتها كما يزعم البعض، بل يساهم في التعجيل بخرابها اجتماعيا وأخلاقيا وأمنيا، ويتهدد أبناء الجديدة ومستقبل المدينة… فالسماح بالترويج العلني للخمور تزداد معه الفوضى في الأحياء الشعبية خصوصا،مما يعرض السكان إلى شغب المعربدين و يعرضهم للأذى.

ولذلك نذكر السلطات والمسؤولين عن الأمن بمقتل عدد من الشبان خلال الشهور الأخيرة بسبب الخمر، وننبههم كذلك إلى مسألة المتسكعين بالمدينة والأشخاص الذين فقدوا عقولهم بسبب المخدرات، وترويج الخمر بشكل علني، مما سيشرد مزيدا من الأسر.

نحن نعلم أن المسؤولين سيقولون بأن الحلال بين و الحرام بين و بأن القابض على عقيدته لا تغريه المحرمات، و لكن لا يمكن لهم السماح بالتطاول على القانون. وإلا كيف سيفسرون الخروقات الفاضحة “بالعلالي”لأحد بائعي الخمور الذي يعد “ڭرابا” للفتيان والفتيات و حتى المراهقين و المراهقات  واستمرار ترويج الخمور بأحد فنادق وسط المدينة و حانتين طيلة اليوم و إلى حلول الفجر! فيا ليت أيام “كولومبو” تعود و يا ليت أيام سحب الرخص و الإغلاق تهب من جديد لوضع حد للسيبة التي عشعشت في كل المناطق!

خلاصة القول، رغم أن مدينة الجديدة لها احتكاك متواصل بالأجانب، خاصة أثناء فترتي الاستعمار البرتغالي و الفرنسي، إلا أنها لم تنسلخ عن هويتها وقيمها الحضارية، وما زال سكانها يشعرون بنخوة الدفاع عن مدينتهم ضد كل من يريد أن يعبث بها نظرا لتشبثهم بقيم الدين الإسلامي الحنيف و الوطنية الحقة الصادقة…