رحلت الفنانة المغربية المناضلة كريمة عفيفي ، عشية يوم الإثنين فاتح يوليوز  2019، بعد تدهور صحتها. ولم تشتهر الراحلة بصيت زوجها فقط، بل كذلك كإطار عالي بالخطوط الملكية المغربية، و إطار بمجلة “تيل كيل”، وبأعمالها الفنية التشكيلية ، و كناشطة في المجال الاجتماعي و الخيري.

ولم تؤثر الراحلة في الساحة الفنية و الاجتماعية فقط، بل أدت دوراً مهما إلى جانب زوجها في مقاومة الاستعمار الفرنسي بمدينة الدار البيضاء، وتعرضت معه للسجن أكثر من مرة.

كريمة عفيفي من المناضلات اللائي ساهمن بشكل مباشر في الثورة المغربية على الاستعمار الفرنسي. و داخل المخفر، قام الفرنسيون بتعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائي كي تعترف على زملائها و زميلاتها ، لكنها تحملت هذا التعذيب، و فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف لا من زوجها و لا منها.

كريمة عفيفي ، لم تمارس، خلال مسارها الطويل العريض، حرفة التمثيل كزوجها، بل مارست النضال خارج خشبات المسارح، وذلك بالانخراط في المجال الاجتماعي و دعم المحتاجين، فنذرت حياتها من أجل زرع بسمة صافية صادقة، وتكريس مفاهيم العشق الخلاق و الإيثار.

كريمة عفيفي المغربية القلب ، أحبت الجميع، فأحبها الناس بكل صدق، وظلوا أوفياء لصورتها البهية الطالعة من عمق التراث المغربي الأصيل، والمواقف البطولية الوفية لآلاف الشهداء، الشهداء الذين اختلطت دماءهم الزكية بتراب أرض المغرب الأبية.

بعد وفاة زوجها المرحوم محمد سعيد عفيفي، يوم 06 شتنبر 2009  ، ظلت كريمة عفيفي تطالب بتخليد اسم الراحل محمد سعيد عفيفي صونا للذاكرة المسرحية، بل إنها رفعت ملتمسا إلى القصر بعد أن أعياها التردد على مكتب وزير الثقافة. وإثر الملتمس الذي رفعته إلى الملك محمد السادس، سنة 2012 ،بخصوص تسمية معلمة المسرح البلدي بالجديدة باسم زوجها، تمت الاستجابة للمطلب. و بعد أيام، توصلت بجواب الموافقة من وزير الثقافة الذي أكد لها أن «صاحب الجلالة قد أنعم على معلمة المسرح البلدي بأن تحمل اسم «مسرح محمد سعيد عفيفي». رحم الله السيدة النبيلة لالة كريمة عفيفي.

وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم الحاج عبد المجيد نجدي و زوجته و أبناؤه و أصهاره ، و المصطفى لخيار، و الحاج عبد الحكيم بن سينا، وباقر لمسفر، و أحمد شهيد، و محمد الغزواني، و عبد الرحيم النسناسي، و الحاج محمد لحرش، و الحاج عبد العزيز شاكر، و نور الدين جداد،و ابراهيم هشومي، و خديجة النقاش، وأعضاء و منخرطو الفرع الإقليمي للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بالجديدة، و أعضاء هيئة  الجريدة الالكترونية “الجديدة سات. أنفو”، و رفاق درب المرحوم محمد سعيد عفيفي بخالص التعازي والمواساة القلبية لأسرة الفقيدة الراحلة كريمة عفيفي ، و لصديقاتها و أصدقائها الأوفياء، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتغمدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها وذويها و  معارفها جميل الصبر والسلوان.

 

إنا لله و إنا إليه راجعون