الدفاع الحسني الجديدي و التسيير الغير معقلن

يتساءل الجديديون وهم يستشهدون.. بعراقة فريقهم.. وتاريخه العريق.. ووفرة نجومه أيام زمان.. وعن سر عدم قدرته على ترجمة هذه العوامل من أجل الظفر بدرع البطولةً.. ويتساءلون أيضاً عن سقوط فريقهم في اللحظات الأخيرة في عدد من المقابلات.. وإخفاقهم المُستديم في تحقيق حلم جماهيره..؟!

أسئلة عديدة.. ينثرها الجديديون بعد كُل حالة إخفاق فريقهم د.ح.ج ،خصوصا هذا الموسم رغم توفره على كل الإمكانيات، والتي لا يملك منها الفريق المراكشي مثلا ولو الربع.. دون أن يجدوا الرد الشافي والكافي لها.. غير أن المُتبصر بأحوال الفريق الدكالي.. لن يجد عناء في بحثه.. ولن يطول به الوقت حتى يجد علة الدفاع الحسني الجديدي..!!

فقبل مواجهة أولمبيك اخربيكة، كان عدد من محبي د.ح.ج متيقنين من أن مصطفى طارق و لاعبيه “المفششين” سيخرجون في نهاية المقابلة بذات الطريقة التي خرجوا بها أمام اخنيفرة و الخميسات و ٱسفي.. فهم يُقدمون فريقهم لقمة سائغة لمنافسيهم.. بسبب عدم التهيئة الصحيحة للمواجهات وعدم حنكة الطاقم التقني.. ذلك لأن التهيئة الفعالة معدومة في د.ح.ج.. ومعها تغيب الروح.. وتتلخبط الأوراق.. وهدف واحد من المُنافس كما حدث أمام أولمبيك اخريبكة -المعروف من طرف حتى المبتدئين باستغلاله لنصف فرصة في الأنفاس الأخيرة للمقابلة- كان كافياً لأن يُلخبط كافة الخطوط.. فاللاعبون مصابون بالأنا واللعب الفردي الأرعن ،مما يجعلهم يفتقدون للروح الجماعية في الأداء والثقة بالنفس.. وهما عنصران أساسيان للأداء الرفيع وبدونهما لا يُمكن أن يتطور أداء اللاعب..!!

لم يكن وضع الدفاع الحسني الجديدي أمام اخربيكة و اخنيفرة و الخميسات و ٱسفي.. إلا نتاج طبيعي لتخطيط عشوائي.. ولفشل تقني وإداري في الفريق.. بكيفية  طابعها التعامل اللا مثالي مع المواجهات.. والاستمرار بالدخول في أمور لا تفيد الفريق بشيء.. وجعلت الفريق يعيش جواً مُتوتراً وصراعاً نفسياً مع نفسه.. فالخرجة الإعلامية مثلا لعضو المكتب المسير فؤاد مسكوت منذ أيام – والتي لم يكشف فيها عما أسماها بالتلاعبات والاختلاسات- يجب أن تتم قراءتها مابين السطور ليفهم مغزاها، أضف إلى ذلك “فشوش” اللاعبين وطاقمهم التقني  . .. و ببعض الخزعبلات التي نقلت المواجهة من ملعب إلى ٱخر..!!

إن الإخفاق الجديدي سيدوم طويلا مادام يطبق فيه سياسة التسيير من الفوق وسياسة تعيين “الرجل الغير المناسب في دفة التسيير.. وما دام أن من يُمثله من اللاعبين غير الجديديين.. هم من أنصاف اللاعبين.. فمشكلة د.ح.ج أولاً وثانياً وعاشراً تكمن في تواضع لاعبيه الأجانب.. فهذا الملف المُهم والأهم.. تتجاهله الإدارة الجديدية في كل موسم مع سبق الإصرار والترصد.. وحتى يعرف الجديديون قيمة وتأثير اللاعب الأجنبي.. عليهم أن يُشاهدوا ماذا يعمل ماليك إيڤونا ومرتضى فالوعلي تيامفي تألق فرقهم.. ثم لماذا نذهب بعيداً.. فاللاعب الجديدي محمد الناهيري مثلا.. كانت له اليد الطولى في ظفر فريقه الفتح الرباطي بكٱس العرش..!!

الغالبية يستطيعون بكل شجاعة أن يقولوا ما يشاءون عن المُدربين واللاعبين غير الجديديين وعن الخطة العوجاء للمدرب لكن القلة فقط من يستطيع نقد من اختارهم وعن السبب الحقيقي للتسيير الأعوج ووضع الأصبع على مكمن الداء وعن المخططات الرعناء للمسير الحقيقي للدفاع الحسني الجديدي..!!

كل هذه الأمور لا تلغي أخطاء المدرب مصطفى طارق. فنهجه التكتيكي المتذبذب من مقابلة إلى أخرى وافتقاده لعنصر التجربة والخبرة ، وربما افتقاره حتى للكفاءة التقنية ، والأهم من ذلك افتقاده للطريقة المثلى للتعامل مع لاعبيه.. هي المسئولة عن عدم إيجاد حس فريق ذو روح قتالية قوية يتنافس بقوة على درع البطولة.

إن الفرق -التي لها إمكانيات مادية مهمة و تصرف كل موسم ما لا يقل عن ثلاثة ملايير- لا ترضى بلعب منشط للبطولة بل تتنافس إلى ٱخر رمق من أجل الظفر بدرع البطولة. أما.. لدينا فلا نُعير هذا الموضوع أدني اهتمام.. فما زلنا نُفكر ونتدارس ونجتمع.. من أجل إرضاء نزوات هذا وذاك ولو على حساب كرامة و سمعة الفريق،وليذهب الجميع إلى الجحيم مادام د.ح.ج يتم تسييره من “فوق” وبالتليكوماند.

إن الروح الحقة و القتالية الفعالة من أجل قميص الفريق و التسيير المعقلن يصنعون المُستحيلات ولو بإمكانيات محدودة، ولكن فريق د.ح.ج لا يبحث جادا عن مركز مُتقدم في ترتيب الفرق ولا عن درع البطولة، بل همه الأساسي فقط  هوضمان مقعد بقسم الصفوة، والسبب انعدام روح المسؤولية وطغيان  روح الارتزاق والتسيب والعشوائية والصراعات السياسية الصبيانية. كان الله في عونك يا فارس دكالة المنهك بالطعنات من كل جانب!