أصوات تعلو و أصوات تهتف لتوصل صوتها الى مديرية الحكام المركزية في الجامعة الملكية لكرة القدم و لا أحد منهم يستجيب لوضع حد للظلم التحكيمي . وبعض الاندية وخاصة فريق الدفاع الحسني الجديدي تتعرض لظلم وأداء تحكيمي متدني المستوى و أخطاء قاتلة٬ مما يفقد جمال المتعة الكروية في مباريات البطولة الإحترافية إتصالات المغرب. ناهيك عن الإنذارات التي توزع على لاعبين و لا تستحق . تعادل فريق الدفاع الحسني الجديدي مساء يوم الاحد 6 دجنبر2015 أمام الرجاء البيضاوي هو ظلم و مهزلة التحكيم واضحة أمام الجماهير و المشاهدين.
لقد رفض الحكم الهراوي هدف مشروع للجديدين وقعه أيوب ناناح قبل نهاية الشوط الاول٬وهو الهدف الذي كان سيمنح التعادل لفارس دكالة. واتضح للجميع أنه لاوجود لا لخطإ أو تسلل يمنع احتساب الهدف٬وبالتالي يتضح جليا بانه تتواصل بالبطولة الوطنية الإحترافية إتصالات المغرب المجازر التحكيمية اتجاه الفريق الدكالي.
وهذه ليست المرة الاولى التى يظلم فيها الفريق٬ حيث أصبح بفعل فاعل على ما يبدو مستهدفا من طرف الحكام و كانه يخطط له من الان ليهبط مرغما إلى قسم “الظلمات”. وفى المقابل نرى بملاعب أخرى حكاما يجاملون فرقا بعينها حيث يحتسبون أهدافا من تسلل واضح وضوح الشمس أو باحتساب ضربات جزاء خيالية ليسهل من مهمة “المنعم عليهم” ليخرجوا فائزين. والحقيقة المرة هو أن المكتب المسير للدفاع الحسني الجديدي لاقيمة له داخل دواليب الجامعة٬ ولو أصدر آلاف البلاغات. رحم الله السيدين اليزيد الشركي و ادريس شاكيري وأطال الله في عمرالسيد فؤاد مسكوت الذين كان لهم وزن داخل الجامعة الملكية لكرة القدم ويدافعوا عن مصالح د.ح.ج ٬فيحققوا المبتغى.
إن الاخطاء التحكيمية تتكرر و تتزايد، حوادث فاضحة بحق أكثر من نادي و في مختلف الدرجات خلال المباريات!! هذه الظاهرة التي تعودنا عليها، و أصبحت جزء من حياتنا الرياضية هذا الموسم بالذات، أصبحت أقرب “للمقاطع المسرحية”. رذيلة، نكحل عيوننا برؤيتها و نفسد نظرنا بمشهدها و في قلوبنا غصة و غضب . هذه “المشاهد المسرحية” التي ينمو عليها شبابنا و أطفالنا تزرع في عقولهم بزور الفساد و الظلم. أحداث مستمرة ترتكب بحق لاعبين أو نوادي يترعرع عليها الصغار لتترك في داخلهم تساؤلات كثيرة لا أجوبة لها عند كبارهم. أحداث تحصل و تمر أمام أعيننا “كشريط فيلم” لا قدرة لنا على تغييرها و لا حق لنا بالاعتراض عليها الى حد ان بعض من يسمون انفسهم محللين اصبحوا على شاشة التلفزة لايجرؤون على فضح المهزلة لكي… أحداث ترتكب بحق بعض النوادي كالدفاع الحسني الجديدي وتتكرر لتصبح للأسف عادة لدى لاعبينا في المباريات. أخطاء حكام تحطم نسمة المتعة المتبقية لدى الجمهور المغربي. هل هذه اللعبة الشعبية التي تجذب الجمهور لمتابعتها و انتظارها بفارغ الصبر باتت هي كذلك سببا أساسيا في خيبة أمل الجمهور بسبب الظلم المستشري في الملاعب و المحمي من طرف… ؟!؟! فهل “أصحاب السلطة” جاهلين بقوانين هذه اللعبة أو أنهم يتناسونها بلحظة دخولهم الملاعب خاضعين لأوامر كبارهم ؟!؟!
هذه التساؤلات لم تأت من فراغ، ولكنها جاءت لتعكس واقعاً مؤلماً يرفض استمرار المخططات الممنهجة خلال المباريات التنافسية أو المصيرية في ظل الأخطاء الكوارثية التي يتناوب على ارتكابها حكام دوليون سواء حديثي العهد بالشارة الدولية، أو ممن حملها منذ سنوات، فالثقة باتت شبه معدومة.
ولأن الأفق التحكيمي الحالي لا يلوح في سمائه أية بارقة أمل نحو استعادة الثقة المفقودة باستثناء عدد قليل من الحكام ، فإن الجامعة الملكية لكرة القدم مجبرة لأن تغلب مصلحة الأندية، ويخفف حدة الانتقادات المصوبة نحوها باعتماد مطالبات الأندية، وربما فتح المجال دون قيد أو شرط لإعادة تأهيل الحكام من جديد لإنقاذ لجنتها، وسمعة البطولة الإحترافية إتصالات المغرب هذا الموسم التي طالها التشويه بأخطاء حكام يصنفون من ضمن النخبة!
ولعل أحد أسباب تدهور التحكيم، وارتفاع أصوات المطالبات بوضع حد لمهزلة التحكيم هو عدم الإصغاء لشكاوي الإندية بشكل عقلاني و دون تحيز٬ كما أن بعض الحكام ولسوء أو تدهور مستوياتهم لا يراجعون أنفسهم٬ فكانوا سبباً رئيساً في الإضرار بسمعة وثقة الحكام المميزين الآخرين. فهؤلاء البعض لا يكلّف نفسه تطوير مستوياته، أو التعلم من أخطاء الماضي.. بل يجتر الخطأ تلو الآخر بشكل يثير الشفقة على حاله، والدهشة كيف أن مثله يستمر بلا خجل أو قرار يردعه من الإمساك بالصافرة.
ويشترك معهما ضعف مستوى غالبية المقيمين أو المراقبين الفنيين، فتضيع النصيحة التحكيمية، ويغيب التقييم الصحيح، ويحضر بدلاً منهما الطبطبة والمجاملة.
موضوع التحكيم يحتاج إلى شرح يطول، وبالتفصيل عن الأسباب، ووضع الحلول لاستعادة ثقة الأندية، والشارع الرياضي بالحكم المحلي.