كثر القيل و القال حول التأسيس الحقيقي للدفاع الحسني الجديدي إلى حد أن البعض زعم أن الفريق تأسس سنة 1956. وكل هذا للتستر على أولائك الخونة الذين كان ولائهم كله يصب في مصلحة الاستعمار الغاشم.
و قد جاء في وثيقة – كتبها السيد حسن بنشعة رجل تعليم جزائري الأصل و أحد مؤسسي الدفاع الجديدي- مايلي:
« في أواخر الأربعينات،وبالضبط سنة 1946 ، قرر مجموعة من الشباب الجديدي المتشبع بالوطنية الحقة تكوين فريق ” نادي أتلتيك الدفاع” على غرار فريق وداد الأمة قصد التصدي لفريق الاستعمار “سبورتينغ مازاڭان”. ولما تبين للخونة و الاستعماريين بأن الدفاع هدفه إذكاء روح الوطنية و محاربة فريق الاستعمار سبورتينغ مازاڭان٬ تحرك أذناب الاستعمار الخونة- نتحفظ عن ذكر اسمهم- فأعلنوا الحرب على الدفاع قصد إقباره في المهد. وهكذا وضعت عدة عراقيل أمام حسن بنشعة و بالعربي باكل ومصطفى بن الشرقي و غيرهم. ولكن عزيمة الدفاع كانت قوية رغم كل أساليب التهديد و الوعيد والتعذيب.
و في 1952-1953 وضع الدفاع ملفه لدى العصبة المغربية لكرة القدم التابعة للجامعة الفرنسية لكرة القدم قصد المشاركة في البطولة٬وذلك تحت اسم “نادي الدفاع الإفريقي”. فطلب من الدفاع الحصول على ملعب نظرا لكون ملعب “آرشامبو” موضوع من طرف السلطات رهن إشارة سبورتينغ مازاڭان. وطلب منه ان تسند الرئاسة لفرنسي وتغيير اسم النادي.
وبالفعل تم إسناد مهمة الرئاسة للسيد “فرابار” رجل تعليم لكونه كان منتمي لمجموعة” الضمير الفرنسي” المناهضة للاستعمار الغاشم. كما تم تغيير اسم النادي وأصبح يطلق عليه اسم ” نادي الدفاع الرياضي”. فشارك في البطولة الشرفية موسم 1953-1954، وفاز بكأس شمال إفريقيا. فتملك الخونة الغضب و حرضوا السلطات على التنكيل بالمسيرين و اللاعبين وإخضاع عائلاتهم لكل أنواع الترهيب و التعذيب. فما زاد هذا إلا إصرارا و عزما لدى مسؤولي ” نادي الدفاع الرياضي”. فطلب من الدفاع حضور اجتماع لإيجاد مخرج لهذه الإشكالية. وفعلا مثل الدفاع خلال هذا الاجتماع المرحوم السيد مصطفى بن الشرقي فعرض عليه إدماج الدفاع في سبورتينغ مازاڭان و تمكين لاعبيه و مسيريه من عدة امتيازات. كان رد المرحوم السي مصطفى بن الشرقي ” الدفاع فريق الشعب و كل الجديديين الأحرار .. سبورتينغ يمثل الفرنسيين، أما الدفاع فهو فريق المغاربة المخلصين لبلدهم و ملكهم محمد الخامس”.
ثارت ثائرة الخونة أكثر من غضب الاستعماريين فهددوا السي مصطفى بن الشرقي، فما زاده ذلك إلا ثبوتا و انسحب من الاجتماع. ومباشرة بعد ذلك تم تنقيل السيد “فرابار” إلى فرنسا و السيد حسن بنشعة إلى المحمدية. ورغم كل ذلك ظل يصارع مدعوما من كل الفئات الجديدية ذات الغيرة الوطنية الصادقة و ضد أهواء و رغبات الاستعماريين وأذنابهم الخونة».
وفي منتصف نونبر 1955 قرر السيد إدريس عظمون إعادة هيكلة نادي الدفاع الرياضي للمشاركة في البطولة الحرة للدار البيضاء. و نظرا لعلاقاته المتميزة مع مسئولي فريق ” حسنية الصفاء” فقد تم إدماج الحسنية في الدفاع ليصبح الفريق يحمل اسم ” نادي الدفاع الحسني الجديدي” ابتداء من 1956 ليمثل دكالة كلها في أول بطولة وطنية لقسم الكبار تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
بيد أن أذناب الاستعمار الذين ظلوا يحقدون على الدفاع تمكنوا من بسط سيطرتهم على الفريق أيام سنوات الرصاص و السفاك أوفقير، فتم إقبار الدفاع وأصبح اسمه هو اتحاد الشرطة الجديدي. غير أن المرحوم السي اليزيد الشرڭي الذي اتصل به مجموعة من أبناء دكالة الغيورين استطاع أن ينقذ الدفاع ويعيده إلى الوجود. ولهذا يلقب السي اليزيد بلقب الأب الروحي للدفاع الحسني الجديدي.
وفعلا استطاع السي اليزيد و السي إبراهيم توفيق في ظرف وجيز من إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة لكي يعيش حقبته الذهبية و يصبح خزانا للفريق الوطني يمده بأجود اللاعبين.
و اليوم ما زال الدفاع يصارع بكل قواه نيران ذلك الحقد الدفين ومازال يتلقى الطعنات تلو الطعنات ومازال البعض يحاول بكل الوسائل طمس الحقائق المتعلقة بالدفاع وخصوصا فيما يتعلق بتاريخ تأسيسه. لهذا يجب أن يسقط القناع عن وجوه الحاقدين و المتآمرين و الخونة.
ولن يعود الفريق إلى أمجاده إلا بقطع الطريق على كل من يريد الركوب على ظهر فارس دكالة لقضاء أغراضه الشخصية و السياسية. فعن ذكرى ستينية يتحدث المسيرون الحاليون وهم ينظمونها يوم الثلاثاء 17 يناير 2017 ساقطين في فخ ومخطط الحاقدين على د.ح.ج؟