وأنا أتفق مع هؤلاء ولكنني أضيف شيئا آخر وهو التسيب وإهدار المال العام دون حسيب أو رقيب. فمن حاسب أولائك الذين ابتلعوا عدة ملايين بحجة تعزيز الترسانة البشرية للفريق بلاعبين رغم أنهم لا يصلحون  حتى لتشذيب عشب ملعب امحمد العبدي؟ وإضافة إلى ذلك، فإن الرئيس و مكتبه ظلا يسيران الدفاع بطريقة بدائية وصبيانية مفضلين غرق النادي في بحر هائج من الظلمات. وهكذا باتت الأوضاع التي يعيشها الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم لا تسر عدوا ولا حبيبا، ومدعاة حقا للحيرة والاستغراب. والغريب في الأمر هو السكوت المطلق للسلطات الإقليمية وللمنخرطين و… ثم لماذا لم يتحرك الحاج عبد الرحمان الكامل الرئيس الشرفي للدفاع الحسني الجديدي؟ هل رفع الراية البيضاء وطلق نهائيا فريقه المفضل؟ هل تعجبه هذه الوضعية الشاذة؟ لماذا لم يقم بواجبه السيد عبد الله التومي رئيس الدفاع الحسني الجديدي المتعدد الرياضات (اومنيسبور) اتجاه الفريق؟

مشكلة الدفاع الحسني الجديدي ليست سوء النتائج وحسب، بل أعمق من ذلك. مشكلة الدفاع الحسني الجديدي أنه في الحقيقة يعيش أزمة “الرجل المناسب في المكان المناسب” و استهتار بتاريخ عريق بني على أكتاف رجال ضحوا بالغالي والنفيس من اجل الدفاع الحسني الجديدي أمثال إدريس عظمون و العربي باكل والزنيبي و اليزيد الشرڭي و عبد الرحمان بنسليمان و إبراهيم توفيق  و إدريس شاكيري و عبد الرحمان الكامل و فريد الوراق…   

كما لا أنسى الأسماء الرائعة التي قدمت الكثير للكرة الجديدية و المغربية٬ وقامت بواجبها على أكمل وجه٬ وساهمت في الرقي بالفريق إلى مرتبة الفرق الكبيرة من أمثال الصمام و ابن امحمد و السي اخليفة واشطايني و الشياظمي و شيشا و بوعودة و المعروفي و بابا و الشريف و وزير و أمان الله ورضا الرياحي….

في تلك الحقبة لم يكن بالإقليم لامصانع و لا شركات لخلق رواج اقتصادي بالجديدة٬ كان فقط الدفاع الحسني الجديدي وحده في كل مقابلاته بالجديدة يخلق الرواج سواء بالمقاهي أو بالمطاعم أو بالأسواق أو بغير ذلك. حينها كانت منحة اللاعب لاتتعدى 200 درهم على أبعد تقدير فلا يتهاون في الدفاع بكل إخلاص عن قميص الفريق. في حين كان الرئيس لا يجد حتى مصاريف التنقل. رحم الله السي اليزيد الشرڭي والحاج إدريس شاكيري اللذان عانيا كثيرا و تكرفسا في سبيل الفريق. كما كانا مهابان و لهما تقدير كبير سواء داخل دهاليز الجامعة أو المجموعة أو مديرية التحكيم.  وكانا يحرصان بالأساس على الاعتماد على سياسة التكوين والاعتماد على أبناء الفريق بدرجة كبرى٬ بحيث أصبح الدفاع الحسني الجديدي خزانا لا ينضب للفريق الوطني.

 

أما اليوم حين أصبح الفريق له موارد جد محترمة و يعيش في ظل بحبوحة مالية، فقد اعتمد المسيرون على تهميش أبناء الإقليم وجلب لاعبين من جهات أخرى لغرض في نفس يعقوب. وهكذا أصبحنا نشاهد عصيانا مدنيا بدأ يتفشى في صفوف اللاعبين،وأصبحنا لا نشاهد منهم إلا القليل القليل أثناء المقابلات٬لأنهم يفضلون  الحضور بالإسم فقط دون أن يكون لوجودهم أو أي دور إيجابي في الفريق مطبقين سياسة “اليوم اهنا و غدا لهيه والي بغى يطلع يطلع واللي بغى ينزل ينزل و ما يهمنيش”. هل يعلم المسيرون بان بمدينة الجديدة احسن مدير تقني بالمغرب و هو السي امبارك بيهي و احسن مؤطرين للفتيان هما السي حسن متقي و السي محمد معروف؟ لماذا يتم تهميش السي بيهي و السي متقي و السي معروف؟ الجواب بسيط: الابقاء على سياسة التبزنيس و اقصاء المواهب المحلية.

 

وبطبيعة الحال لن يكون الحل في تغيير الطاقم الفني فقط، بل الحل في تخليص الفريق من أيدي مكتب متهور وغير قادر على تحمل المسئولية مع محاسبته على التدبير العشوائي للفريق.

وعلى السلطات الإقليمية و المجلس البلدي و المنخرطين و جمعية دكالة و المحتضن الرئيسي ألا يبقوا مكتوفي الأيدي٬ بل المطلوب منهم حل المكتب و تعيين لجنة إنقاد مكونة من شخصيات مشهودا لها بالكفاءة أمثال إبراهيم توفيق و عبد الرحمان الكامل و الاستاذ احمد خروبة و عبد الله التومي و عبد الحق الفاتحي و المصطفى العنتري وفؤاد مسكوت… الكرة الآن في مرمى السلطات الإقليمية و المنخرطين و جمعية دكالة و المحتضن قبل ضياع الدفاع الحسني الجديدي واندحاره إلى القسم الثاني. فهل من مجيب؟